“حزب الله”: سنُواجه الخُطوط الحمراء الشارونية
إستبعد "حزب الله" اللبناني حدوث تدهور امني كبير على الحدود اللبنانية–الاسرائيلية، وحّذر قمة بيروت العربية المقرر عقدها في 27 و28 مارس آذار الحالي، من اتخاذ أي قرار بتطبيع العلاقات مع اسرائيل.
وقال الشيخ حسين عزالدين، عضو المجلس السياسي ومسؤول العلاقات العامة في الحزب، لـ”سويس انفو”، انه يعتبر توكيد الامين العام للحزب السيد حسن نصرا الله على امداد الفلسطينيين بصواريخ الكاتيوشا، “بداية المس بالخطوط الحمراء التي وضعها (رئيس الوزراء الاسرائيل ارئيل) شارون.
وكانت تل ابيب اعلنت مؤخرا عن مصادرة سفينة سلاح قالت ان ايران ارسلتها عبر “حزب الله” الى الفلسطينين في غزة. كما ان السلطات الاردنية اعتقلت قبل اسبوعين ثلاثة من اعضاء الحزب، خلال محاولتهم تهريب صواريخ كاتيوشا الى الضفة الغربية عبر الحدود الاردنية. وخلال الاسبوع الماضي، اتهمت تل ابيب حزب الله بانه وراء عملية فدائية قرب الحدود اللنبانية، قتل فيها ستة اسرائيليين.
وأضاف عز الدين:”هذا يقتضي من الامة العربية وشعوبها ان تقوم بواجباتها ومسؤوليتها بحماية الشعب الفلسطيني، خاصة اذا ما اردنا ان نستند الى القمم التي عقدت مؤخرا، سواء كانت اسلامية او عربية، والتي اكدت كلها على وجوب حماية الشعب الفلسطيني واسترداد حقه واقامة دولته ودعم ومساندة الانتفاضة بشتى انواع الدعم”.
وتابع:”نحن في الحزب نعتقد ان من واجبنا الديني والاخلاقي والشرعي والقانوني دعم هذا الشعب ونضاله، لاننا جزء من الامة العربية ومعنيين بنصرة هذا الشعب وتقديم انواع الدعم كافة له، سواء كان بالسلاح او على المستوى السياسي والاعلامي والفعلي لأسترداد حقوقه. وهذا العمل في الحقيقة وسام شرف لكل انسان حر وشريف وعربي، يريد ان يساند ويدعم الشعب الفلسطيني وليس كما يدعي البعض بان هذا يأتي من باب العمل الارهابي وما شابه. على العكس: من يجب أن توجّه تهمة الارهاب له هو الذي لا يقدم العون. ومن هذا المنطلق نحن نعتبر اننا نقوم بتنفيذ مقررات القمم العربية والاسلامية التي نادت وتنادي بدعم الانتفاضة”.
ونفى عز الدين أنباء صحافية لبنانية قالت ان “حزب الله” يخطط للاستيلاء على مستوطنة اسرائيلية في الجليل الاعلى (أي قرب الحدود مع لبنان) قائلا ان هذه “مجرد معلومات صحافية”. وتابع:”هذا النوع من السيناريوهات يمكن ان يتخيله بعض الصحافين او الاعلامين. لكن ما نريد ان نقوله اننا في الحزب نشعر دائما بالتاكيد بمخاطر حقيقة من انب العدو الاسرائيلي. فوجود هذا العدو على امتداد الحدود الدولية بين لبنان وفلسطين، يشكل خطرا داهما يدفع لبنان الى العيش دوما في حالة القلق من امكانية قيام هذا العدو بالعدوان. اذا ما أردنا أن نعيش بكرامة وسيادة فيجب ان تكون دائما على جهوزية تامة تحسبا لاى طاريء او اى عدوان، خاصة اذا ما تذكرنا انه ومنذ ما بعد الانسحاب الاسرائيلي من لبنان وبقائه في مزارع شبعا، بلغ عدد الخروقات للسيادة اللبنانية اكثر من 5 آلاف، مما يكشف عن الطبيعة العدوانية والنوايا الاسرائيلية المبيته دائما. لبنان لن يسمح بارتكاب اى حماقة اسرائيلية بحقه”.
“اسرائيل تعيش مأزقا حقيقيا داخل فلسطين”
وردا على سؤال عما اذا كان يتوقع تدهورا امنيا على الحدود اللبنانية الاسرائلية، قال المسؤول في “حزب الله”:”في هذه الظروف التي نمر بها، خاصة اذا ما تابعنا ما يجري في المنطقة وما الذي تريد اميركا القيام به على المستويين الاقليمي والدولي، نجد ان الظروف التي تمر بها المنطقة لا تسمح بامكانية تدهور الاوضاع على الحدود اللبنانية الفلسطينية لاسباب عدة:
اولا، ان اسرائيل تعيش مأزقا حقيقيا داخل فلسطين. فالصمود الرائع للشعب الفلسطيني والعمليات الاستشهادية والجهادية التي تقوم بها جميع الفصائل الفلسطينية والقوى داخل فلسطين، اثبتت ان العدو لن يستطيع الامساك بزمام المبادرة كما يريد. الانتفاضة استطاعت بصمودها وجهادها ان تفشل كل المشاريع والاهداف التي حاول شارون ان يحققها وبالتالي لن يتمكن شارون من توفير الامن الذي وعد به الشعب الاسرائيلي، علما ان اكبر نسبة من العمليات التي طالت العمق الامني والجنود الاسرائليين والشعب والمستوطنات، حدثت في الفترة التي كان شارون فيها في سدة الحكم. اذن شارون فشل بتحقيق الامن لاسرائيل.
ثانيا، أميركا تعيش أيضا في مأزق حقيقي داخل فلسطين. فكل المحاولات التي بذلتها لفرض التهدئة باءت بالفشل. حتى الطروحات السياسية بأقامة الدولة الفلسطينية وما شابه ماهي الا شعارات فارغة، لانها لم تتحدث لا عن طبيعة الدولة الفلسطينة ولا عن حدودها وسيادتها وعودة الاجئين، ولا عن مجموعة اخرى من القضايا الشائكة. اميركا بعد 11 سبتمبر-ايلول ودخولها افغانستان، لم تتمكن من القضاء بشكل نهائي على تنظيمي القاعدة وطالبان، ولم تحقق هدفها في قتل او اغتيال اسامة بن لادن. لذلك فهي تفتش عن مكان تستعيد به هيبتها. هنا بدأت تصف القوى الحية والمناضلة بالارهاب..
“من قال ان الشعب الاسرائيلي يريد التطبيع مع العرب؟”
وعما اذا كان يتوقع اقرار مبادرة الامير عبد الله في قمة بيروت العربية ومضاعفات ذلك على الانتفاضة الفلسطنية، قال:”بغض النظر عن المبادرة، التي لم تصل الى مستوى المبادرة لانها مازالت فكرة او رؤية يحاولون تسويقها، نحن ننظر الى القمة العربية على انها مسؤولة في الدرجة الاولى عن حماية الشعب الفلسطيني والالتزام الكامل والشامل بجميع الحقوق الفلسطينية المشروعة. موضوع التطبيع الذي طرح لا يجب أن يتخذ بقرار لا على مستوى القمة العربية ولا على مستوى دولة من الدول، وتجربة مصر حاضرة امام كل الراى العام وامام الشعب العربي من اقصاه الى اقصاه. مصر كنظام وقع اتفاقية سلام مع العدو الاسرائيلي ولكن الحكومة المصرية لم تتمكن من تطبيع الشعب المصري والاسرائيلي. من قال ان الشعب الاسرائيلي الذي يعتبر نفسه الافضل وشعب الله المختار، يريد التطبيع مع العرب؟
واستطرد عز الدين:”اى مبادرة لا يمكن ان يكتب لها النجاح، ما لم تتضمن المعايير والاسس التي تتضمن الحقوق العربية وحقوق شعب فلسطينن وان تدعم الانتفاضة والمقاومة في لبنان لتحرير ما تبقى من اراضيه المحتلة والاسرى والمعتقلين.
وأخيرا استبعد عز الدين نجاح الولايات المتحدة في اقامة نظام اقليمي جديد في الشرق الاوسط يستند الى اسرائيل وتركيا وعراق ما بعد صدام حسين، قائلا:”من الممكن ان تشهد الفترة المقبلة تهدئة للقضية الفلسطينية للتفرغ لموضوع العراق. ومن الواضح ان الدلائل تشير الى احتمال ضرب العراق. ولكن في الوقت نفسه اميركا تعيش في مأزق على المستوى الدولي والعربي والاسلامي. وهي حتى الان لم تتمكن من حشد المواقف الدولية والاقليمية كما فعلت بعد ضربة 11ايلول. سيكون من الصعب عليها إقامة نظام اقليمي جديد”.
سعد محيو – بيروت
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.