عمليات الإغاثة في بورما وتايلاند مستمرة وهزات ارتدادية في ماندالاي

يواصل عناصر الإنقاذ والسكان في ماندالاي الأحد عمليات البحث عن ناجين تحت المباني المنهارة فيما ضربت المدينة البورمية هزات ارتدادية بعد يومين من الزلزال المدمّر الذي أسفر عن مقتل أكثر من 1700 شخص في بورما و18 شخصا على الأقل في تايلاند المجاورة.
وضرب زلزال بقوة 7,7 درجات شمال غرب مدينة ساغاينغ وسط بورما بعد ظهر الجمعة على عمق سطحي. وبعد دقائق، ضربت هزّة ارتدادية بقوة 6,7 درجات المنطقة ذاتها.
وأدت الهزات إلى انهيار مبان وجسور وطرق، وخلّفت دمارا واسع النطاق في المدينة التي يزيد عدد سكانها على 1,7 مليون نسمة.
ومع بزوغ فجر الأحد، كان صاحب محل الشاي وين لوين يشق طريقه عبر حطام مطعم منهار على طريق رئيسي في الحي الذي يسكن فيه، ويرمي الحجارة جانبا.
وقال لوكالة فرانس برس “قضى حوالى سبعة أشخاص هنا” عندما ضرب الزلزال الجمعة. وأضاف “أبحث عن المزيد من الجثث، أعلم أنه لا يمكن أن يكون هناك أي ناجين”.
وتابع “لا نعرف عدد الجثث التي قد نعثر عليها لكننا نواصل البحث”.
وبعد قرابة ساعة، سجلت هزة ارتدادية صغيرة، ما دفع الناس إلى الخروج من أحد الفنادق بحثا عن الأمان، عقب هزة مماثلة شعر بها السكان مساء السبت.
تجمعت شاحنات محملة بعناصر إطفاء في إحدى محطات الإطفاء الرئيسية في ماندالاي لإرسالها إلى مواقع حول المدينة.
وليل السبت، نجح عناصر الإنقاذ في انتشال امرأة حية من تحت أنقاض مبنى سكني منهار، وسط تصفيق حار أثناء حملها على نقالة إلى سيارة إسعاف.
في المقابل، أفاد مراسلو فرانس برس بأن امرأة حامل لم تتمكن من النجاة الأحد بعدما اضطر المسعفون الى بتر ساقها لسحبها من تحت أنقاض أحد المباني.
وقال أحد أفراد الفريق الطبي “جربنا كل شيء لإنقاذها، لكنها خسرت كمية كبيرة من الدماء”.
وقال المجلس العسكري الحاكم في بورما السبت إن الزلزال تسبّب في مقتل نحو 1700 شخصا وإصابة أكثر من 3400، معظمهم في ماندالاي ثاني أكبر مدينة في بورما والأكثر تضررا، فيما هناك ما لا يقل عن 300 في عداد المفقودين.
ولا يزال من الصعب تقييم حجم الكارثة، خصوصا في ظل انقطاع الاتصالات.
وأطلق رئيس المجلس العسكري مين أونغ هلاينغ نداء نادرا للحصول على مساعدات دولية، داعيا “أي دولة وأي منظمة” إلى تقديم المساعدة. وفي الماضي، كانت السلطة العسكرية تتردّد في طلب الدعم الأجنبي بعد الكوارث الطبيعية.
الأحد، أطلقت منظمة الصحة العالمية نداء عاجلا لجمع تمويل قدره ثمانية ملايين دولار لإنقاذ أرواح ومنع تفشي الأمراض خلال الأيام الثلاثين المقبلة.
وكانت المنظمة أرسلت نحو ثلاثة أطنان من المستلزمات الطبية إلى مستشفيات مدينتي ماندالاي والعاصمة نايبيداو.
وفق المنظمة “تشير عمليات التقييم الأولية إلى أعداد كبيرة من المصابين والإصابات المتّصلة بالصدمات، مع احتياجات عاجلة للرعاية الطارئة”.
وقالت المنظمة في ندائها العاجل لجمع التمويل إنها “صنّفت هذه الأزمة على أنها حالة طوارئ من الدرجة الثالثة”، في إشارة إلى المستوى الأعلى لتفعيل الاستجابة للطوارئ.
– وقف جزئي لاطلاق النار –
وأثارت مشاهد الفوضى والدمار مخاوف من وقوع كارثة كبرى في بلد استنزفته الحرب الأهلية المستمرّة منذ الانقلاب الذي قام به العسكر في العام 2021.
من جهتهم، أعلن المتمردون الذين يقاتلون المجلس العسكري وقفا جزئيا لإطلاق النار لأسبوعين في المناطق المتضررة من الزلزال اعتبارا من الأحد، وفق ما أفادت حكومة الظل في بيان.
وحذرت الأمم المتحدة السبت من أن “نقصا حادا” في الإمدادات الطبية يؤثر على جهود الإغاثة في بورما، مؤكدة أن النقص يتعلق بمستلزمات إسعاف الصدمات، وأكياس الدم، ومواد التخدير، وبعض الأدوية الأساسية، وخيام لعناصر الإنقاذ.
وتزيد الأضرار التي لحقت بالمستشفيات والبنى التحتية الصحية الأخرى جراء الزلزال، عمليات الإنقاذ تعقيدا.
وحذرت المنظمات الإنسانية من أنّ بورما غير مستعدّة على الإطلاق للتعامل مع كارثة بهذا الحجم.
ووجهت اللجنة الدولية لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الأحد نداء طارئا لجمع أكثر من 100 مليون دولار لمساعدة الضحايا.
وأدّى النزاع في هذا البلد إلى نزوح حوالى 3,5 ملايين شخص، وفقا للأمم المتحدة. وكانت المنظمة الدولية حذرت في أواخر كانون الثاني/يناير من أنّ 15 مليون بورمي معرّضون لخطر الجوع بحلول العام 2025.
وتصل إلى بورما فرق إنقاذ ومساعدات من دول مانحة، مع إرسال تايلاند الأحد 55 عسكريا وستة كلاب إنقاذ، إلى جانب معدات بما فيها رافعات وحفارات.
– انهيار مبنى في بانكوك –
على الجانب الآخر من الحدود في تايلاند، عمل عناصر الإنقاذ طوال الليل بحثا عن ناجين تحت أنقاض مبنى من 30 طابقا كان قيد الإنشاء في بانكوك، وانهار في ثوانٍ جراء الهزّات.
وأفادت سلطات العاصمة التايلاندية بانكوك الأحد بأن 18 شخصا على الأقل قتلوا في المدينة فيما أصيب 33 آخرون وما زال 78 في عداد المفقودين.
ومعظم القتلى هم عمال قتلوا في انهيار المبنى، في حين يعتقد أن معظم المفقودين محاصرون تحت ركامه.
واستخدم العاملون في الموقع حفارات ميكانيكية كبيرة في محاولة للعثور على الضحايا الذين كانوا لا يزالون محاصرين صباح الأحد.
ونشرت كلاب بوليسية وطائرات مسيّرة مزوّدة تقنيات تصوير حراري للبحث عن مؤشرات حياة بين الأنقاض، قرب سوق تشاتوشاك السياحية الشهيرة.
بورز-بدو/الح-ريم-ود/ب ق