The Swiss voice in the world since 1935

مبعوث لبوتين في واشنطن لتحسين العلاقات بين البلدين

afp_tickers

التقى المبعوث الخاصّ للرئيس الروسي فلاديمير بوتين المعني بالشؤون الاقتصادية، مسؤولين في إدارة الرئيس دونالد ترامب الخميس في واشنطن، في ضوء التقارب الجاري بين روسيا والولايات المتحدة وفي إطار المساعي إلى حلّ مسألة أوكرانيا.

وهي أوّل زيارة يجريها مسؤول روسي رفيع لواشنطن منذ اندلاع الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022. وتأتي غداة سريان رسوم جمركية مرتفعة فرضتها الإدارة الأميركية على بلدان عدّة ليس من بينها روسيا المستهدفة أصلا بعقوبات أميركية منذ اجتياحها أوكرانيا والتي لم تعد رسميا شريكا تجاريا يعتدّ به بالنسبة إلى واشنطن.

وقال المبعوث الروسي الخاص كيريل دميترييف للصحافة الروسية في واشنطن “نرى ديناميكية إيجابية في علاقاتنا. سيستغرق الأمر اجتماعات عدّة أخرى لحل كل خلافاتنا (…) ستستغرق عملية الحوار والحل وقتا، لكنها في الوقت نفسه تتقدم بشكل إيجابي وبنّاء”.

وأضاف “بالطبع، ثمة خلافات حول نقاط مختلفة، لكن هناك عملية وهناك حوار نعتقد أنه سيساعد في التغلب على هذه الخلافات. لقد ناقشنا أيضا التعاون المحتمل في القطب الشمالي، وفي المعادن النادرة وفي قطاعات أخرى”. 

وكان دميترييف كتب على تطبيق تلغرام “في 2 و3 نيسان/أبريل… أعقد اجتماعات في واشنطن مع ممثّلين عن إدارة الرئيس دونالد ترامب”. وأشاد أيضا بالرسوم الجمركية التي أعلنها ترامب، مشيرا إلى أنها “تشكل سابقة للنمو المستدام وإيجاد فرص عمل مستدامة” في الولايات المتحدة. 

وردا على سؤال حول هذه الزيارة، أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن المبعوث الخاص توجه إلى هناك “في إطار وظيفته”، أي لمناقشة التعاون الاقتصادي.

ولا يشارك ديمترييف في أي محادثات بشأن أوكرانيا.

واعتبر دميترييف الذي يرأس صندوق الاستثمارات السيادي الروسي أن “الحوار” بين موسكو وواشنطن “أساسي للعالم أجمع” مع إقراره في الوقت نفسه بأن “إحياءه… ليس بالأمر اليسير”.

لكنّه أكّد أن “كلّ جلسة، كلّ محادثة صريحة تسمح لنا بالتقدّم”.

ووصف سيرغي ريابكوف نائب وزير الشؤون الخارجية في روسيا من جانبه بـ”الديناميكي” الحوار الدائر منذ أسابيع عدّة مع الولايات المتحدة بشأن “المسائل التي تثير حساسيات”، مشيرا إلى “بعض التقدّم” لكن من دون تسجيل “خروق” بعد.

– عقوبات وتعاون –

ويُرتقب أن تتمحور المحادثات على العقوبات الأميركية التي تستهدف الاقتصاد الروسي وآفاق التعاون الاقتصادي.

وفي 13 آذار/مارس الماضي، زار المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف موسكو حيث اجتمع بالرئيس فلاديمير بوتين في الكرملين. غير أن زيارته لم تسمح بالتوصّل إلى هدنة غير مشروطة في أوكرانيا وفق مقترح ترامب الذي وافق عليه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وأعرب سيّد البيت الأبيض عن “السخط والاستياء” من نظيره الروسي بعدما أثار فلاديمير بوتين فكرة “إدارة انتقالية” في أوكرانيا من دون زيلينسكي في إطار اتفاق السلام.

وهدّد ترامب روسيا بعقوبات على النفط إذا لم تتوصّل واشنطن وموسكو إلى اتفاق سريع حول أوكرانيا.

ويخضع دميترييف شخصيا لعقوبات أميركية منذ 2022 واستدعى الأمر تعليقها موقتا لمنحه تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة.

وكان دميترييف من بين المفاوضين الروس الذين شاركوا في المحادثات الأميركية الروسية التي عقدت في السعودية في 18 شباط/فبراير في أوّل لقاء بين الروس والأميركيين جرى بعد بضعة أيّام على أوّل مكالمة هاتفية رسمية بين بوتين وترامب منذ عودة الأخير إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير.

وفي أواخر شباط/فبراير، عقدت محادثات جديدة بين الروس والأميركيين في إسطنبول تمحورت حول الشؤون القنصلية بعد طرد عدد من الدبلوماسيين من الجانبين في السنوات الأخيرة.

ولد دميترييف في كييف في عهد الاتحاد السوفياتي ودرس في الولايات المتحدة حيث تخرّج في جامعة ستانفورد وكلّية هارفرد العريقة لإدارة الأعمال وعمل في مصرف غولدمان ساكس في نيويورك وتعاون أيضا مع مجموعة ماكينزي للاستشارات.

وفي مطلع الألفية الثالثة، ترأس قسما في صندوق الاستثمار الأميركي الروسي الذي أطلق سنة 1995 في عهد الرئيس بيل كلينتون لإحياء اقتصاد روسيا عقب انهيار الاتحاد السوفياتي.

بور/م ن-شي/بم-جص 

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية