مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

صحيفة سويسرية: ما الذي تعنيه الهدنة لإسرائيل وحماس؟

ستيفن ويتكوف، المبعوث الأمريكي االخاص إلى الشرق الأوسط (على اليمين)، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (على اليسار).
ستيفن ويتكوف، المبعوث الأمريكي االخاص إلى الشرق الأوسط (على اليمين)، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (على اليسار). Keystone-SDA

في عناوين الصحف السويسرية هذا الأسبوع: التداعيات السياسية والعسكرية للهدنة في غزة، وتساؤلات حول قدرة الرئيس اللبناني الجديد على تقليص نفوذ حزب الله، وملاحقة قضائية للجنود الإسرائيليين في الخارج، وجدل إسرائيلي حول المبررات العسكرية للدمار الهائل في جباليا.

نهاية حرب بلا منتصر

في مقال تحليلي تناول الصحفي ريفيرت هوفر اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة مستعرضا أبعاده السياسية والعسكرية والتداعيات المحتملة على الطرفين. وأوضح هوفر أن الاتفاق الأولي على وقف إطلاق النار في غزة، الذي أُعلن عنه مساء الأربعاء، أثار آمالاً كبيرة في إنهاء الحرب المدمرة، ولكنه لا يقدم حلاً جذرياً للصراع المستمر منذ عقود. وفي الوقت الذي يعبر فيه الإسرائيليون.ات عن سعادتهم بعودة الرهائن، يظل الفلسطينيون.ات عالقين بين الفرح المؤقت والخوف المؤجل.

وتنص الهدنة، بحسب الكاتب، على وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع كمرحلة أولى، تليها مفاوضات للتوصّل إلى اتفاق على مرحلة ثانية قد تؤدي إلى إنهاء دائم للصراع. ومع ذلك، يبقى تحقيق السلام الحقيقي أمراً مشكوكاً فيه، إذ لا إسرائيل ولا حماس يمكنهما إعلان النصر في هذه الحرب التي أودت بحياة حوالي ألفي إسرائيلي.ة وعشرات الآلاف من الفلسطينيين.ات.

وأشارهوفر في تحليله إلى وجود ثلاثة عوامل رئيسية أدت إلى التوصّل إلى الاتفاق الأوّلي: تراجع دعم حماس نتيجة عزلتها وضعف مساندة حلفائها، وتصاعد الضغط الداخلي على نتنياهو بعد الفشل العسكري، والدور الحاسم الذي لعبه ترامب من خلال تهديده لحماس بعواقب إذا لم تُفرج عن الرهائن قبل 20 يناير.

ولاحظ هوفر أن الاتفاق أسفرت عنه آثار متفاوتة على الطرفين: بالنسبة لإسرائيل، تمكنت من الإفراج عن الرهائن، لكنها أخفقت في القضاء على حركة حماس، أو تحقيق أمن طويل الأمد. في المقابل، رغم الخسائر البشرية والمادية التي تكبدتها حماس، فإنها ستبذل قصارى جهدها للحفاظ على هيمنتها بأي وسيلة. وإذا نجحت في ذلك، فإن جولة أخرى من الحرب قد تلوح في الأفق قريباً.

وخلص الكاتب إلى أن الاتفاق بشأن غزة يفتح الباب لإعادة الإعمار وترتيبات حكم ما بعد الحرب، لكن مستقبل إدارة القطاع يظل غامضاً. ورغم أن الاتفاق يخفف من وطأة المعاناة مؤقتاً بالنسبة للسكان، فإن الحلول الجذرية للصراع لا تزال غائبة، مما يجعل المستقبل محفوفاً بالتحديات والاحتمالات الغامضة، بحسب الصحيفة.

(المصدر: نويه تسورخير تسايتونغرابط خارجي، 16 يناير 2025، بالألمانية)

هل ينجح الرئيس اللبناني الجديد في نزع سلاح حزب الله؟

الرئيس اللبناني المنتخب جوزيف عون لدى وصوله إلى البرلمان اللبناني لأداء اليمين الدستورية في بيروت، يوم الخميس 9 يناير 2025.
الرئيس اللبناني المنتخب جوزيف عون لدى وصوله إلى البرلمان اللبناني لأداء اليمين الدستورية في بيروت، يوم الخميس 9 يناير 2025. The Associated Press. All Right Reserved

ناقش الصحفي يوناس روت أبرز التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجه الرئيس اللبناني الجديد الجنرال جوزيف عون وأهمها كيفية التعاطي مع حزب الله.

وأشار الكاتب إلى أن عون تم انتخابه بأغلبية 99 صوتًا من أصل 128 نائبًا، من الرجال والنساء، بما في ذلك أصوات نواب من حزب الله، لينهي بذلك شغوراً سياسيًا استمر لأكثر من عامين. وفي كلمته الأولى بعد انتخابه، تعهد عون بمكافحة الفساد والجريمة المنظمة واستعادة الثقة بالمؤسسات القضائية، مؤكداً أن هذه القضايا تشكّل أولوياته كرئيس للبلاد.

ويعتقد روت أن جوزيف عون يواجه تحديًات كبيرة؛ فهو يرث بلدًا يعاني أزمات اقتصادية خانقة، وفساد مستشرٍ، وانقسامات طائفية. كما يواجه بالإضافة إلى ذلك، نفوذ حزب الله الذي يملك جيشًا موازيًا للدولة. ومع ذلك، يبدو أن عون يحظى بدعم شعبي واسع، إذ شهدت شوارع لبنان احتفالات عارمة بعد انتخابه.

ولفت الكاتب إلى الدعم الدولي الذي يحظى به عون. فقد دعّمت الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ترشحه. حتى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعرب عن أمله في تحسين العلاقات مع لبنان، مما يعكس إجماعًا دوليًا على دعم الرئيس الجديد.

وبالنسبة لسيرة الرئيس اللبناني الجديد، أوضح روت أن جوزيف عون بدأ مسيرته العسكرية عام  1983، حيث اشتهر بالانضباط والولاء، لينضم لاحقا للقوات الخاصة في عام 1985 . وتلّقى عون تدريبات في مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة. وعندما تم تعيينه قائدًا للجيش عام 2017، أطلق حملة ناجحة ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في المناطق الحدودية بين لبنان وسوريا، ما عزّز مكانته كقائد عسكري قوي وفعّال. كما أن تصريحاته الحادة تجاه السياسيين الفاسدين زادت شعبيته، حيث قال في عام 2021: “الجيش يعاني كما يعاني الشعب. إلى أين نحن ذاهبون؟”، تصريح لقي صدى واسعًا في الشارع اللبناني، وفق الصحيفة.

عون عازم على إعادة ترتيب موازين القوى في لبنان، في خطوة قد تُشكّل مواجهة محتملة مع حزب الله.

نويه تسورخير تسايتونغ

ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية عام 2019، واجهت المؤسسة العسكرية، التي يرأسها عون، تحديات هائلة، حيث فقدت الليرة اللبنانية، أكثر من 90% من قيمتها خلال فترة وجيزة، مما تسبب في انهيار القدرة الشرائية للمواطنين.ات. كما تسبب التضخم إلى تراجع قيمة رواتب الجنود اللبنانيين من حوالي 800 دولار شهريًا إلى ما يعادل 70 دولارًا فقط، ما أثر بشكل كبير على قدرتهم على تلبية احتياجاتهم الأساسية. ورغم ذلك، نجح عون في الحفاظ على تماسك الجيش، من خلال اتخاذ إجراءات مبتكرة، مثل تنظيم جولات سياحية بمروحيات الجيش لتعزيز التمويل، وفق ما أوردته الصحيفة.

وأشار روت إل أن حزب الله يشكل التحدي الأكبر أمام عون، خاصة أنه أكد في خطابه أمام البرلمان اللبناني حق الدولة في احتكار السلاح، في إشارة واضحة إلى عزمه مواجهة نفوذ الحزب، ما أثار جدلا واسعاً في البلاد. وقد قوبلت كلمات عون بتصفيق حار من الحضور، باستثناء نواب حزب الله الذين ظلوا جالسين دون تفاعل. وأضاف أن انتخاب حزب الله لجوزيف عون قد يُعتبر تكتيكًا لتجنب تصعيد فوري، لكنه لا يعني بالضرورة تراجع الحزب عن نفوذه، وستيعين على عون التعامل بحذر مع هذا الملف الحساس، خاصة مع قرب انتهاء المهلة المحددة لانسحاب الحزب من جنوب لبنان بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

وختم الصحفي بالقول إن هذا التصريح يظهر عزم عون على إعادة ترتيب موازين القوى في لبنان، في خطوة قد تُشكّل مواجهة محتملة مع حزب الله .

(المصدر: نويه تسورخير تسايتونغرابط خارجي، 11 يناير 2025، بالألمانية)

ملاحقة جنود إسرائيليين قضائيًا في الخارج

سلطت الصحف السويسرية الضوء كذلك على حجم الخسائر البشرية الناتجة عن الحرب في غزة، بالإضافة إلى تنامي الجهود الدولية لمحاسبة المسؤولين.ات والمجندون والمجندات الإسرائيليين المتورطين في انتهاكات مزعومة بالاستناد إلى مبدأ الولاية القضائية  العالمية.

وتناول الصحفي بيتر مونش حادثة جندي احتياطي إسرائيلي يدعى يوڤال فاغداني ، الذي غادر البرازيل بعد فتح تحقيق ضده. كان فاغداني يقضي إجازة في البرازيل، ولكنه غادر البلاد على وجه السرعة بعد أن أصدرت محكمة برازيلية أمرًا بالتحقيق في إمكانية تورطه بجرائم حرب خلال خدمته في قطاع غزة وذلك بناءً على مزاعم قدمتها مؤسسة هند رجب الحقوقية.  

وأضاف مونش أنه تم تهريب فاغداني بمساعدة وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى الأرجنتين، ومنها إلى ميامي، قبل أن يعود إلى إسرائيل.

وأشار الصحفي إلى هذا الحادث يسلط الضوء على المخاطر الجديدة التي تواجه المجندين والمجندات الإسرائيليين أثناء السفر إلى الخارج، فالتحديات القانونية لم تعد مقتصرة على المسؤولين.ات الكبار مثل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، الذين صدرت بحقهما أوامر اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية في نوفمبر الماضي، بل أصبحت تشمل الآن الجنود العاديين.

وقللت السلطات الإسرائيلية من خطورة هذه القضايا، ووصفتها بأنها “حالات محدودة جداً”، وأكدت عدم وقوع أي اعتقالات فعلية. ومع ذلك، استحدثت القيادة الإسرائيلية توجيهات جديدة تهدف لحماية هوية الجنود، وشملت هذه الإجراءات منع نشر أسماء أو صور الجنود تحت رتبة عقيد في التقارير الإعلامية، وفق الصحيفة.

(المصدر: تاغيس أنتسايغيررابط خارجي، 11 يناير 2025، بالألمانية)

الحرب في غزة: هل التدمير ضرورة أمنية أم رغبة في الانتقام؟

طفلة فلسطينية تفحص منزل عائلتها المدمر إثر غارة جوية إسرائيلية على مخيم دير البلح للاجئين وسط قطاع غزة، 9 يناير 2025.
طفلة فلسطينية تفحص منزل عائلتها المدمر إثر غارة جوية إسرائيلية على مخيم دير البلح للاجئين وسط قطاع غزة، 9 يناير 2025. Keystone-SDA

أما صحيفة لوتون فناقشت في تقرير ميداني حجم الدمار الهائل الذي لحق بمدينة جباليا الواقعة شمال قطاع غزة بعد حصار خانق فرضه الجيش الإسرائيلي على المدينة، مشيرة إلى أن جباليا التي كانت موطنا لنحو 200 ألف شخص من سكان غزة قبل الحرب، لم يبق فيها أي أثر للحياة.

وتناول التقرير الجدل الواسع داخل إسرائيل وخارجها حول تأثير العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة على المدنيين في قطاع غزة، وتداعيات منع دخول المساعدات الإنسانية.

وأوضحت الصحيفة وجود تضارب بين الروايات الرسمية وأصوات المعارضة حول مبررات الدمار الواسع الذي خلفته العمليات العسكرية في غزة.

ونقلت الصحيفة عن الضابط الإسرائيلي “عومر”، الذي يقود وحدة مشاة في جباليا، تأكيده أنه كان من الضروري تدمير كل شيء لأنهم وجدوا أسلحة في كل مكان، ما جعلهم في خطر دائم، معتبرًا أن الحرب تهدف إلى إنهاء تهديد حركة حماس، واستعادة الرهائن المحتجزين في غزة، وفق الصحيفة.

في المقابل، برزت أصوات معارضة داخل إسرائيل، حيث يرفض جنود احتياط العودة إلى غزة بسبب ما وصفوه بـ”الحرب الانتقامية”. ومن أبرز هؤلاء يوفال غرين، الذي ترك الجيش بعد أن تلقى أوامر بحرق منازل فلسطينيين.ات دون وجود مبرر عسكري واضح. ويؤكد غرين: “عندما تقول إسرائيل إنها تدمر فقط بسبب الضرورة العسكرية، فإن هذه كذبة، كذبة رهيبة”. ويوضحشير غرين لإلى أن هذه الأعمال التدميرية تأتي بدافع “الرغبة في الانتقام” أو لـ”أسباب أيديولوجية مرتبطة بمعتقدات دينية متطرفة”، وفق ما ورد في الصحيفة.

(المصدر: صحيفة لوتونرابط خارجي، 13 يناير 2025، بالفرنسية)

فيما يلي مختارات من مقالاتنا لهذا الأسبوع:

+ في غياب الولايات المتحدة الأمريكية … المحادثات بين إيران وأوروبا تحرز تقدما خجولاَ 

+ نداء الواجب … قابلة سويسرية تقضي أسابيع في مستشفى ميداني بغزة

+ من حظر إخفاء الوجه إلى زيادة المعاشات التقاعدية: أهمّ التعديلات القانونية في سويسرا هذا العام

+ الهلال الأحمر الفلسطيني… تحديات تفاقم الأوضاع الإنسانية في الضفة وفي القطاع

+ في سويسرا… ما هي التكلفة البيئية لحاسوب “ألبس” العملاق؟ 

+ لوائح الذكاء الاصطناعي … التوازن المنشود بين الابتكار والسلامة 

+ الطاقة المتجددة في جبال الألب: متى تتناغم حماية المناخ مع الطبيعة؟ 

+ بازل: المدينة السويسرية التي يعيش فيها العدد الأكبر من المعمرين

يمكنكم.ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم.ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.

موعدنا الجمعة 24 يناير مع عرض صحفي جديد.

 مراجعة: عبد الحفيظ العبدلي

للاشتراك في النشرة الإخبارية:

المزيد
نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

المزيد

نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

اشترك.ي في النشرة الإخبارية لدينا، واحصل.ي على بريد إلكتروني كل يوم جمعة يحتوي على أخبار من الدول الناطقة بالعربية تم جمعها بواسطة وسائل الإعلام السويسرية. معلومات من منظور سويسري خصّيصًا من أجلك.

طالع المزيدنشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية