مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ماذا تكتب الصحافة السويسرية عن العالم العربي؟

جنود إسرائيليون عند دخولهم مقر الأونروا
جنود إسرائيليون عند دخولهم مقر الأونروا. KEYSTONE/© KEYSTONE / PETER SCHNEIDER

زيارة العاهل الأردني للرئيس الأمريكي في البيت الأبيض، وتفاصيل جديدة عن أزمة الاتّهامات الإسرائيليّة المتواصلة للأونروا، وقلق مصريّ من التّطوّرات في غزّة. فيما يلي بعض ممّا تناولته أهمّ الصّحف السّويسريّة هذا الأسبوع.

زيارة الملك عبد الله الثاني لجو بايدن

نشرت صحيفة تاغيس أنتسايغير مقالاً تحليليّاً يتناول زيارة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني للرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض. وتطرّقت إلى دعوة الملك عبد الله الثاني خلال الزيارة إلى وقف دائم لإطلاق النار في الشرق الأوسط.

وذكّر المقال بأنّ الأردن يعتبر حليفاً وثيقاً للولايات المتحدة الأمريكية، إلّا أنّ هناك توتّرات بين البلدين تعود إلى الاختلاف في وجهات النظر عندما يتعلق الأمر بالصراع في الشرق الأوسط. حيث يدعم بايدن إسرائيل علناً، بينما تتسرب خلف الكواليس انتقادات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كما كتب مراسل الصحيفة في واشنطن، فابيان فيلمان.

ويرى فيلمان بأنّه لدى الولايات المتحدة والأردن أفكار مختلفة حول طريقة الوصول إلى حلّ للصراع القائم في الشرق الأوسط وإنهاء الحرب الإسرائيلية الفلسطينية هناك. فبينما يتحدث بايدن عن جهود للتوصّل إلى “صفقة رهائن” مع حماس، يدعو الملك عبد الله الثاني إلى وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الحرب، بالإضافة إلى التأكيد على المساعدات الإنسانية ودور الأونروا والحاجة إلى خطّة سياسية لتحقيق سلام عادل، كما جاء في الصحيفة.

ويختتم صاحب المقال تحليله بالقول إنه في حين أن بايدن وعبد الله الثاني يشتركان في الهدف طويل المدى المتمثّل في حلّ الدولتين والسلام بين إسرائيل وجيرانها العرب، إلا أنّ لديهما وجهات نظر مختلفة حول شروط هذا السلام.

ويشير المقال إلى أن تصريحات بايدن العلنية قد تهدف أيضًا إلى التأثير على الناخبين والناخبات المسلمين.ات في الولايات المتحدة، وسط انتقادات لدعمه الكامل لإسرائيل.

(المصدر: تاغيس أنتسايغيررابط خارجي، 13 فبراير 2024، بالألمانية)

فيليب لازاريني والاتّهامات الإسرائيليّة المتواصلة للأونروا

من جانبها، نشرت صحيفة لوتون مقابلة مع فيليب لازاريني، المفوّض العامّ لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين واللاجئات الفلسطينيين.يات (الأونروا)، خلال زيارته إلى جنيف، ركّزت فيها على الاتّهامات الإسرائيليّة لعشرة من موظفي وموظفات الوكالة بتورطهم.نّ المزعوم في الهجوم الذي نفّذته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر. وكتبت الصحيفة على لسان لازاريني أنّ إسرائيل تزعم مشاركة الموظفين والموظفات المعنيّين.ات في ذلك الهجوم، ولكنها لم تقدّم حتى تاريخ كتابة المقال أيّ دليل ملموس يدعم تلك الاتهامات.

ويعترف لازاريني في في المقابلة، التي نشرتها الصحيفة الصادرة بالفرنسية يوم الثلاثاء 13 فبراير، بخطورة تلك الاتّهامات، مشيراً إلى أنّه اتّخذ، رداً عليها، القرار الاستثنائي بفصل الموظفين والموظفات المتهمين.ات. كما أكّد فتح تحقيق سيتم رفع نتائجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة، مشدّدًا أيضًا على أهميّة التّعاون الكامل من جانب السّلطات الإسرائيليّة في عمليّة التّحقيق.
وطرح الصحفيّ المحاور لوي لوما سؤالاً يتعلّق بالادعاء الرسميّ الإسرائيليّ بأنه لدى 10% من موظفي وموظفات الأونروا علاقات مع حماس أو أنهم.نّ أعضاء أو عضوات فيها. ليردّ لازاريني بالقول إن الوكالة تقدّم سنويّاً قائمة بجميع موظفيها وموظفاتها إلى السّلطات الإسرائيليّة والفلسطينيّة، وإنه على حدّ علمه، لم تكن هناك مخاوف سابقة أثارتها السّلطات الإسرائيليّة فيما يتعلّق بموظفي وموظفات الأونروا.

ومن خلال أجوبة رئيس الوكالة الدوليّة السويسريّ لازاريني تتطرّق المقابلة إلى قضايا أوسع تشمل محاولة إسرائيل الطّعن في أهميّة الأونروا من خلال الاتّهامات وعمليّات التّدقيق وغيرها من الإجراءات. حيث يشير لازاريني إلى أن هناك نيّة واضحة لتفكيك المنظّمة لأسباب سياسيّة، ويستشهد بحالات استهدفت فيها إسرائيل الأونروا، مثل وقف الضرائب، وتجميد الأصول، وإصدار تعليمات بطرد الأونروا من المباني المستأجرة في القدس الشرقية.

كما تناولت المقابلة المخاوف بشأن التّأثير المحتمل لهذا الوضع على دعم الجهات المانحة للوكالة الدولية، وخاصّة من سويسرا، وهي مساهمة كبير في الأونروا. وجاء لازاريني على ذكر دراسة سويسرا لخيار تعليق المساعدات الإنسانية في نوفمبر الماضي، وكيف أنّه عبّر آنذاك عن قلقه إزاء ذلك. وأوضح أنه يحذّر اليوم من التّصوّرات السلبيّة التي قد يخلقها مثل هذا القرار في العالم العربي، مؤكّدًا أن دعم الحقوق الإنسانيّة يجب أن يكون ثابتاً وغير خاضع للتّفسيرات أحادية الجانب.

(المصدر: لوتونرابط خارجي، 13 فبراير 2024، بالفرنسية)

“القلق” المِصريّ من التّقدّم الإسرائيليّ في رفح

أمّا نويه تسورخير تسايتونغ، وهي من أهمّ الصّحف السّويسريّة الصّادرة بالألمانيّة، فقد ناقشت موقف مِصر “القلق” من التّقدّم الإسرائيليّ في رفح. حيث تخشى البلاد، بحسب مراسل الصّحيفة في بيروت دانيل بوم، من احتمال حدوث نزوح جماعيّ من غزّة إلى حدودها، مع التّشديد على الحفاظ على معاهدة السّلام مع إسرائيل، بينما تقوم مِصر من ناحية أخرى بتأمين معبر رفح الحدوديّ، وتواصل تجهيز نفسها لمنع حدوث نزوح جماعيّ هناك.

كما تحدّث المقال التّحليليّ عن احتمال هجوم الجيش الإسرائيلي على رفح، وعمّا يثيره ذلك من مخاوف متزايدة على الجانب المصريّ. وسلّط الضوء على أهميّة معاهدة السّلام بين مصر وإسرائيل باعتبارها “حجر الزاوية في النظام الجيوسياسي في الشرق الأوسط”.

وجاء ذانييل بوم في مقاله التّحليليّ أيضاً على ذكر الدّور الذي تلعبه مصر كوسيط في الصّراع الحاليّ والذي يهدف ويحاول التّوصّل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار في المنطقة. غير أنه أكّد على أنّ النشاط الدبلوماسيّ المصريّ لا يتعارض مع المصالح الذاتيّة للبلاد التي تواجه تحدّيات اقتصاديّة كبيرة، بما في ذلك تأثير الحرب في غزّة على قناة السّويس، وأنّ إنهاءها سيكون مفيدًا أيضًا لصناعة البناء والتّشييد المصريّة. وفي الوقت نفسه، بيّن أن التّركيز على الصّراع في الشّرق الأوسط يسمح لمِصر بإقامة علاقات جديدة، بما في ذلك التّقارب مع تركيا.

(المصدر: نويه تسرخر تسايتونغرابط خارجي، 13 فبراير 2024، بالألمانية)

فيما يلي مختارات من مقالاتنا لهذا الأسبوع:.

+ تشمل الخبز والكيمياويات ونفايات الطعام… قوانين غذاء سويسرية جديدة

+ محطّات مهمّة: 2024، “عام الاستحقاقات الديمقراطية”

+ طبيب الحرب رافاييل بيتي: “لقد سُلبت الكرامة الإنسانية من سكّان غزّة”

+ ما الذي يمكن أن تتعلّمه سويسرا من سيليكون فالي؟

+ هل مازال جيل الشباب في سويسرا يرغب في العمل بالمؤسسات المالية؟

للمشاركة في النقاش الأسبوعي: 

المزيد

نقاش
يدير/ تدير الحوار: بنيامين فون فيل

ما هي الأسباب التي تدفعكم.نّ إلى التفاؤل بشأن الديمقراطيّة حول العالم؟

لماذا تعتقدون وتعتقدن أنه لا يزال هناك أمل في وطنكم.نّ وفي العالم؟ ما الذي يجعلكم.ن متفائلين ومتفائلات بشأن الديمقراطية؟

88 إعجاب
103 تعليق
عرض المناقشة

يمكنكم.ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم.ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.

موعدنا الجمعة 23 فبراير مع عرض صحفي جديد.

 تحرير: أمل المكي

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية