ألمانيا تتهم روسيا باغتيال معارض في برلين
اتهمت النيابة العامة الألمانية روسيا الخميس بتدبير عملية اغتيال مواطن جورجي في حديقة في وسط برلين ووجهت الاتهام لمشتبه به مأجور في الجريمة التي تسببت بأزمة في العلاقات بين البلدين.
ورفضت روسيا الاتهامات على لسان سفيرها في ألمانيا سيرغي نيتشايف، واعتبرتها “غير مبررة ولا أساس لها”.
وحذرت الحكومة الألمانية من فرض عقوبات على موسكو وسط تصاعد الخلاف الدبلوماسي بين البلدين على خلفية القضية التي قورنت بتسميم العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال في بريطانيا عام 2018.
وقال المدعون الفدراليون في بيان “في تاريخ غير معروف قبل 18 تموز/يوليو 2019، تلقى المتهم أمرا من السلطات في الحكومة المركزية للاتحاد الروسي بتصفية المواطن الجورجي من أصل شيشاني تورنيكي كي”. وأورد البيان اسم المتهم وهو فاديم كي، الملقب فاديم إس.
والقتيل قيادي شيشاني سابق، وأطلق عليه النار مرتين في الرأس من مسافة قريبة في حديقة كلاينر تيرغارتن على مقربة من البرلمان الألماني والمستشارية.
والمشتبه به الذي كان على دراجة، اقترب من الرجل من الخلف وأطلق النار من مسدس غلوك 26 كان مزودا.
وعندما سقط الضحية أرضا، أطلق المتهم طلقتين على رأسه ما أدى إلى وفاة الجورجي على الفور.
وفي تعليق فوري على الاتهامات التي وجهها المدعون، قالت حكومة المستشارة أنغيلا ميركل إنها قد تتخذ مزيدا من الإجراءات بحق روسيا.
وقال متحدث في بيان إن “الحكومة تحتفظ بحق اتخاذ خطوات إضافية” مضيفا أن برلين تنظر إلى القضية “بدرجة كبيرة من الجدية”.
ومتحدثا في فيينا قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن وزارته “استدعت مرة أخرى السفير الروسي لتوضيح موقفنا للجانب الروسي”.
من جهته، قال السفير الروسي في ألمانيا إنه في حال اتخذت برلين تدابير جديدة فإنها “لن تبقى دون رد”.
– مشين –
قورنت جريمة تيرغارتن بمحاولة اغتيال سكريبال بغاز أعصاب تم تطويره في الحقبة السوفياتية، والتي أدت إلى تدهور العلاقات بين لندن وموسكو.
وطردت ألمانيا دبلوماسيين روسيين اثنين بعد إعلان المدعين الفدراليين إن التحقيقات الأولية تشير إلى وقوف موسكو وراء عملية القتل.
وبعدما وصفت اتهامات ألمانيا لها بأنها “عدائية ولا أساس لها” ردت روسيا بالمثل وطردت دبلوماسيين ألمانيين.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصف تورنيكي بأنه “مقاتل قاس جدا ودموي” حارب مع الانفصاليين ضد القوات الروسية في القوقاز ومتورط أيضا في هجمات بالقنابل على مترو موسكو.
وذكر الموقع الصحافي الاستقصائي بيلينغكات أن المشتبه به هو فاديم كراسيكوف ويبلغ من العمر 54 عاما، وبأنه نشأ في كازخستان عندما كانت جزءا من الاتحاد السوفياتي، قبل أن ينتقل إلى سيبيريا.
وتثير روسيا منذ سنوات غضب دول غربية، من ضمها القرم من أوكرانيا إلى التدخل في انتخابات ودعم حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
وسعت ميركل إلى التأكيد على أهمية الحوار رغم رفضها الصريح للتحركات الروسية على الصعيد الدولي.
لكن العلاقات شهدت مزيدا من التوتر مؤخرا، لأسباب منها جريمة تيرغارتن، إضافة إلى عدد من عمليات القرصنة التي تعتقد برلين أن موسكو تقف وراءها.
وكشفت ميركل في أيار/مايو أن روسيا استهدفتها في هجمات قرصنة قائلة إن لديها “أدلة دامغة” على محاولات التجسس المشينة.