مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

أمريكا تعارض نطاق الضربات الجوية الإسرائيلية في بيروت

reuters_tickers

من حميرة باموق وليلى بسام

واشنطن/بيروت (رويترز) – قالت الولايات المتحدة، أقرب حليف لإسرائيل، يوم الثلاثاء إنها تعارض نطاق الضربات الجوية الإسرائيلية على بيروت خلال الأسابيع القليلة الماضية مع ارتفاع عدد القتلى ووسط مخاوف من تصعيد أوسع نطاقا يشمل إيران.

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن الجيش الإسرائيلي أصدر أوامر إخلاء تشمل أكثر من ربع لبنان، وذلك بعد أسبوعين من بدء إسرائيل توغلها في جنوب البلاد الذي تقول إنه يهدف لإبعاد مسلحي جماعة حزب الله.

وتسعى بعض الدول الغربية إلى التوصل لوقف لإطلاق النار بين الجانبين، وكذلك في غزة، لكن الولايات المتحدة تقول إنها تواصل دعم إسرائيل وقررت أن ترسل إليها نظاما مضادا للصواريخ وقوات.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر يوم الثلاثاء إن الولايات المتحدة عبرت عن مخاوفها لإدارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن الضربات الأخيرة.

وقال للصحفيين “عندما يتعلق الأمر بنطاق وطبيعة حملة القصف التي شهدناها في بيروت خلال الأسابيع القليلة الماضية، فهذا شيء أوضحنا لحكومة إسرائيل أننا نشعر بالقلق تجاهه ونعارضه”، مستخدما لهجة أكثر صرامة من تلك التي اعتادت واشنطن استخدامها حتى الآن.

وبشكل منفصل، قال مسؤولون أمريكيون إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن كتبا رسالة إلى مسؤولين إسرائيليين يوم الأحد يطالبان فيها باتخاذ تدابير ملموسة لمعالجة الوضع الإنساني المتدهور في غزة، ويطلبان منهم اتخاذ إجراءات محددة في غضون 30 يوما.

وقال مسؤول إسرائيلي في واشنطن في وقت متأخر من مساء يوم الثلاثاء إن إسرائيل تراجع رسالة من واشنطن تطالب إسرائيل بتحسين الوضع الإنساني في غزة أو المخاطرة بتقييد المساعدات العسكرية.

وأضاف “إسرائيل تأخذ هذه المسألة على محمل الجد وتعتزم معالجة المخاوف التي أثيرت في هذه الرسالة مع نظرائنا الأمريكيين”.

وتكثف إسرائيل ضغوطها على حزب الله منذ أن بدأت توغلاتها في لبنان بعدما قتلت قادة وزعماء من الجماعة، على رأسهم الأمين العام حسن نصر الله الشهر الماضي في أكبر ضربة للجماعة منذ عقود.

وذكر بيان إسرائيلي أن نتنياهو قال للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال محادثة هاتفية يوم الثلاثاء إنه يعارض وقف إطلاق النار من جانب واحد، وقال إنه “فوجئ” بنية ماكرون عقد مؤتمر حول لبنان.

وقال مكتب نتنياهو في بيان منفصل “تذكير للرئيس الفرنسي: لم يكن قرارا من الأمم المتحدة الذي أنشأ دولة إسرائيل، بل النصر الذي تحقق في حرب الاستقلال…”.

ولم يرد قصر الإليزيه بعد على طلب للتعليق. وكان الخلاف قد دب بين الطرفين من قبل، لأسباب من بينها دعوة ماكرون لوقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل.

* إيلام العدو ووقف إطلاق النار

يتواصل القتال مع تعثر الجهود الدبلوماسية.

وقال الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء إنه أسر ثلاثة من أعضاء قوة الرضوان التابعة لحزب الله، مضيفا أنه تم اقتيادهم إلى إسرائيل للتحقيق معهم. ولم يعلق حزب الله.

وقال نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله في وقت سابق‭ ‬يوم الثلاثاء إن الجماعة قررت تبني “معادلة إيلام العدو” لكنه دعا أيضا إلى وقف إطلاق النار.

وقال قاسم في كلمة مسجلة “أقول للجبهة الداخلية الإسرائيلية الحل بوقف إطلاق النار، لا نتحدث من موقع ضعف، إذا كان الإسرائيلي لا يريد نحن مستمرون، وبعد وقف إطلاق النار بحسب الاتفاق غير المباشر يعود المستوطنون إلى الشمال وتُرسم الخطوات الأخرى”.

ولم يصدر تعليق بعد من إسرائيل التي تقول إن عملياتها في لبنان تستهدف تأمين عودة عشرات الآلاف من السكان الذين أُجبروا على الفرار من منازلهم في شمال إسرائيل بسبب هجمات حزب الله.

وقال قاسم إن حزب الله يحتفظ بحقه في مهاجمة أي مكان في إسرائيل أسوة بما فعلته إسرائيل في لبنان. وأضاف أن مزيدا من الإسرائيليين سينزحون.

ومضى يقول مخاطبا الإسرائيليين “مع استمرار الحرب ستزداد المستوطنات غير المأهولة ومئات الآلاف بل أكثر من مليونين سيكونون في دائرة الخطر في أي وقت وفي أي ساعة وفي أي يوم. لا تصدقوا أقوال مسؤوليكم عن قدراتنا، أنظروا بأعينكم إلى قتلى جيشكم وجرحاه”.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن الغارات الإسرائيلية أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 2350 شخصا على مدار عام من القتال، فضلا عن إصابة نحو 11 ألفا ونزوح أكثر من 1.2 مليون شخص.

ولا تميز هذه الأرقام بين المدنيين والمقاتلين لكنها تشمل مئات النساء والأطفال.

وقالت وزارة الصحة اللبنانية أيضا إن 41 قتلوا وأصيب 124 آخرون يوم الاثنين.

وقالت إسرائيل إن نحو 50 إسرائيليا، من الجنود والمدنيين، قُتلوا منذ بدء القتال.

وتسلط هذه الأرقام الضوء على الثمن الفادح الذي يتكبده اللبنانيون مع تكثيف إسرائيل حملتها لتدمير البنية التحتية لحزب الله في الصراع المستمر منذ عام، عندما بدأت الجماعة اللبنانية إطلاق صواريخ على إسرائيل دعما لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في بداية حرب غزة.

* أوامر إخلاء

قالت ريما جاموس امصيص مديرة إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في مؤتمر صحفي في جنيف إن أوامر الإخلاء الإسرائيلية المتكررة لعشرات القرى في جنوب لبنان تعني أن أكثر من ربع البلاد يخضع لأوامر إخلاء الآن.

وأضافت “الناس يستجيبون لهذه الأوامر، ويفرون دون شيء معهم تقريبا”.

ووسّعت إسرائيل حملة القصف في لبنان يوم الاثنين، وقال مسؤولون في قطاع الصحة إن 22 شخصا على الأقل قتلوا في غارة جوية في الشمال على منزل كان نازحون يلتمسون فيه ملاذا آمنا من الضربات الإسرائيلية. وكان العديد من هؤلاء القتلى نساء وأطفال من نفس العائلة.

ودعا جيريمي لورانس المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إلى إجراء تحقيق في الضربة التي قال إنها أثارت مخاوف من احتمال انتهاكها “قوانين الحرب”.

ولم تعلق إسرائيل على الغارة، لكنها دأبت على قول إنها تتخذ كل الاحتياطات الممكنة لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين.

وينصب تركيز العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان حتى الآن على سهل البقاع في الشرق والضاحية الجنوبية لبيروت وعلى الجنوب حيث قالت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إن النيران الإسرائيلية أصابت قواعدها مرات عديدة وأصابت جنودا بجروح.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية