أمريكا تفشل في الإقناع بلزوم الحرب
طبع التشاؤم ردود فعل الخبراء السويسريين على ادعاء وزير الخارجية الأمريكي بأن حربا ضد العراق باتت مسألة "ضرورية"
وقال يانو شتايلين سفير سويسرا لدى الأمم المتحدة في نيويورك لقد فشل باول أيضا في إقناع الأعضاء الرئيسيين في مجلس الأمن.
قال شتايلين في تصريحات خاصة بسويس إنفو لقد نجح باول في إظهار أن العراق قد حاول – بشكل متعمد – التهرب من التزاماته المترتبة عن القرار رقم 1441 الذي يطالب بغداد بنزع سلاحها. وأضاف بأن “العراق يوجد الآن تحت ضغط حتى يكون أكثر تعاونا”.
لكنه أضاف أنه لم يطرأ تغير على وجهة نظر العديد من أعضاء مجلس الأمن الدولي الذين لا زالوا معارضين لعمل عسكري ضد بغداد.
وجاءت تصريحات شتايلين في الوقت الذي قالت فيه فرنسا وروسيا والصين وهي الدول التي تتمتع بحق النقض في المجلس، إن مفتشي الأمم المتحدة يحتاجون للمزيد من الوقت.
في المقابل، أعرب خبراء عسكريون سويسريون عن اقتناعهم بأنه، وعلى الرغم مما وصفوه بالعناد العراقي، إلا أنه لا يمكن تبرير هجوم عسكري ضد بغداد بأسباب تتعلق بالأمن العالمي.
العراق مصدر خطر
من جانبه قال ألبرت شتايل المتخصص في الشؤون السياسية والخبير في الإستراتيجيات العسكرية في المعهد الفدرالي التقني العالي في زيوريخ لسويس إنفو “العراق يمثل بلا شك تهديدا لجيرانه لكنه لا يمثل بدون أدنى شك تهديدا للعالم”.
وأضاف بأن خطاب باول كان “هزيلا وفارغا” بالنظر إلى مضمونه كما أنه لم يقدم ما يكفي من المعلومات لتبرير القيام بعمل عسكري.
ويرى الخبير السويسري أن “الصور كانت مثيرة الإهتمام لكن مُـجمل العرض كان حدث علاقات عامة ولم يتضمن في الواقع الكثير من المعلومات” على حد قوله.
ويشاطر الخبراء السويسريون العاملون في مجال نزع الأسلحة في أهم مختبر متخصص في الأسلحة (يُوجد في شبيتس وسط سويسرا) رأي السيد شتايل بأن العراق لا يمثل خطرا كبيرا بما فيه الكفاية لتبرير هجوم عسكري.
إنها الحرب!
وعشية إلقاء كولن باول لخطابه أمام مجلس الأمن الدولي، ذهب هاينر شتاوب الذي شارك في عمليات التفتيش عن الأسلحة داخل العراق خلال التسعينات (في تصريحات نشرتها صحيفة تاغس أنتسايغر الصادرة في زيوريخ) إلى أن سنوات من العقوبات مُـضافة إليها عمليات التفتيش عن الأسلحة السابقة قد ألحقت أضرارا فادحة بقدرات العراق العسكرية.
وقال شتاوب في نفس التصريحات إن العراق لم يعد يمتلك المصانع أو التجهيزات الضرورية لإنتاج أسلحة نووية مضيفا بأن أنشطة فرق التفتيش الأممية من عام 1991 إلى عام 1998 سمحت بالقضاء على مكونات حيوية وعلى وسائل إنتاج جميع الأسلحة البيولوجية والكيماوية تقريبا.
ورأى الخبير السويسري الذي يعمل حاليا في مختبر شبيتس المتخصص في التحاليل الدقيقة المتعلقة بالأسلحة الجرثومية والكيماوية والنووية في نفس التصريحات التي أدلى بها إلى صحيفة تاغس أنتسايغر الصادرة في زيوريخ أنه “لا يوجد أساسا، حسب رأيه، أية حجة تبرر الدخول في حرب”. ويؤكد أن “العراقيين لا يشكلون تهديدا للولايات المتحدة”.
في المقابل، يُجمع السفير شتايل والخبير شتاوب على أن الحرب واقعة لا محالة.
ففيما يرى شتاوب في تصريحاته الصحفية أن “الوضع تطور بشكل لا يترك مجالا لأي بديل تقريبا”، قال السفير شتايل لسويس إنفو إن الخطوة المقبلة للولايات المتحدة ستتمثل في محاولة إقناع فرنسا وروسيا والصين من وراء الكواليس لتأمين صدور قرار جديد عن مجلس الأمن يجيز بعمل عسكري ضد بغداد.
لكنه أضاف بأنه “في صورة عدم حصول الولايات المتحدة الأمريكية على قرار جديد يتضمن إشارة واضحة بأنه سيكون هناك هجوم عسكري ضد العراق في صورة عدم إبداء صدام حسين الرغبة في التعاون، فإنني متأكد من أنها سوف تتحرك بدونه”.
سويس إنفو
يقول السفير السويسري لدى الأمم المتحدة إن خطاب باول يعرض العراق للمزيد من الضغط من أجل نزع سلاحه لكنه فشل في إقناع فرنسا وروسيا والصين بدعم عمل عسكري ضد بغداد
يقول خبراء سويسريون إن العراق يمثل خطرا على جيرانه ولكن ليس على العالم
يقول ألبرت ستايل الخبير السويسري في الإستراتيجيا العسكرية إن خطاب باول كان “حدث علاقات عامة” لكنه لم يتضمن الكثير من المعلومات
يقول أ. ستايل إنه لا يمكن تجنب الحرب وأن أمريكا ستخوض الحرب بمفردها إذا ما لم تحصل على دعم مجلس الأمن الدولي
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.