مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

إسرائيل تقتل السنوار زعيم حماس ونتنياهو يقول الحرب مستمرة

reuters_tickers

من جيمس ماكينزي ونضال المغربي وسامية نخول

دبي/بيروت (رويترز) – قالت إسرائيل يوم الخميس إن قواتها قتلت رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يحيى السنوار في عملية بجنوب قطاع غزة.

ويشكل مقتل السنوار (62 عاما) نجاحا هائلا لإسرائيل وحدثا محوريا في الحرب التي دخلت عامها الثاني. وهناك عدد من الاحتمالات للمستقبل لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال إن الحرب ستستمر.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل السنوار في عملية في جنوب قطاع غزة يوم الأربعاء.

وأضاف الجيش “بعد استكمال عملية التعرف على الجثة، يمكن تأكيد أن يحيى السنوار تمت تصفيته”.

ولم يصدر تعليق فوري عن حماس لكن مصادر في الحركة قالت إن المؤشرات من غزة تشير إلى مقتل السنوار.

وفي إسرائيل، عبرت عائلات الرهائن الذين تحتجزهم حماس عن أملها في التوصل إلى وقف لإطلاق النار يسمح بإعادة ذويهم.

وفي غزة التي لا تتوقف القوات الإسرائيلية عن قصفها، قال السكان إنهم يعتقدون أن الحرب ستستمر لكنهم مازالوا يتشبثون بأملهم في تقرير المصير.

وقال نتنياهو في القدس فور تأكيد وفاة السنوار إن مقتل زعيم حماس يوفر فرصة للسلام في الشرق الأوسط لكنه أكد أن الحرب في غزة لم تنته وأن إسرائيل ستواصل الحرب حتى تعيد الرهائن.

وقال نتنياهو في بيان مسجل مصور “اليوم صفينا الحساب. اليوم تلقى الشر ضربة لكن مهمتنا لم تكتمل بعد… إلى عائلات الرهائن الأعزاء، أقول: هذه لحظة مهمة في الحرب. سنواصل العمل بكل قوتنا حتى يعود جميع أحبائكم، أحبائنا، إلى ديارهم”.

وقال يسرائيل كاتس وزير الخارجية الإسرائيلي في بيان “هذا إنجاز عسكري وأخلاقي عظيم لإسرائيل”.

ووصف السنوار بأنه “السفاح المسؤول عن مذبحة وفظائع السابع من أكتوبر تشرين الأول”، وهي الهجمات التي قادتها حماس وأدت إلى حرب غزة.

وقال اللفتنانت جنرال هرتسي هاليفي قائد الجيش الإسرائيلي إن مطاردة إسرائيل للسنوار على مدى العام المنصرم دفعته “إلى التصرف كالهاربين وتغيير مواقعه مرات عديدة”.

وأضاف أن جنوده واجهوا السنوار خلال عملية عادية ولم يكونوا يعرفون أنه هناك، على خلاف عمليات سابقة ضد زعماء مسلحين استنادا إلى معلومات مخابراتية شاملة.

وذكر لجنوده خلال زيارة إلى الموقع الذي قُتل فيه السنوار “كان ردكم في غاية القوة”.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن وفاة السنوار جاءت كلحظة ارتياح للإسرائيليين ووفرت فرصة “لبداية جديدة” في غزة دون سيطرة الجماعة المسلحة على السلطة.

وقالت كاملا هاريس، نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية للصحفيين “لقد تحققت العدالة”.

ويعتقد أن السنوار كان يختبئ في شبكة الأنفاق التي أقامتها حماس تحت غزة على مدى العقدين الماضيين. وانتخب رئيسا للمكتب السياسي لحماس بعد اغتيال إسماعيل هنية في طهران في يوليو تموز.

وقد يؤدي مقتله إلى تصعيد التوتر في الشرق الأوسط حيث تتزايد المخاوف من اتساع رقعة الصراع الإقليمي. وشنت إسرائيل حملة برية في لبنان الشهر الماضي وتعتزم الآن الرد على هجوم صاروخي نفذته إيران، حليفة حماس وجماعة حزب الله اللبنانية في الأول من أكتوبر تشرين الأول.

لكن غياب الرجل الذي خطط لهجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول العام الماضي قد يساعد أيضا في دفع الجهود المتوقفة لإنهاء الحرب التي أشعلها. وأسفر هجوم السابع من أكتوبر على جنوب إسرائيل عن مقتل 1200 شخص وأسر أكثر من 250 رهينة، بحسب إحصاءات إسرائيلية.

وردت إسرائيل بحملة عسكرية أسفرت عن مقتل أكثر من 42000 فلسطيني، وفقا للسلطات الصحية في غزة.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن السنوار قتل أثناء عملية برية في مدينة رفح في جنوب قطاع غزة قتلت خلالها القوات الإسرائيلية ثلاثة مسلحين وأخذت جثثهم.

كان السنوار قاسيا في مهمة التنكيل بالفلسطينيين المشتبه في تزويدهم لإسرائيل بالمعلومات، كما برز اسمه كزعيم في السجن.

وبرز كبطل في الشارع الفلسطيني بعد أن قضى 22 عاما في السجون الإسرائيلية لاتهامه بالتخطيط لخطف وقتل جنديين إسرائيليين وأربعة فلسطينيين. وأُطلق سراحه في 2011 في إطار مبادلة أكثر من ألف سجين فلسطيني بجندي إسرائيلي اختطف واحتجز في قطاع غزة. ثم سرعان ما ارتقى إلى قمة صفوف حماس. وكرس حياته للقضاء على إسرائيل.

وفي ميلانو، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني للصحفيين قبل تأكيد الوفاة “آمل أن يؤدي اختفاء زعيم حماس إلى وقف إطلاق نار في غزة”.

وقتلت إسرائيل عددا من قادة حركة حماس في غزة وأيضا شخصيات بارزة من جماعة حزب الله اللبنانية في ضربات قوية للجماعتين.

* مصير الرهائن

ويثير مقتل السنوار تساؤلات جديدة حول مصير الرهائن الذين ما زالوا في أسر حماس خاصة وأن السنوار كان مشاركا في المفاوضات التي كان من الممكن أن تؤدي إلى إطلاق سراحهم.

وقالت عائلات الرهائن الإسرائيليين إن مقتل السنوار يعد إنجازا كبيرا لكنه لن يكتمل ما دام الرهائن في غزة.

وجاء في بيان منتدى عائلات الرهائن “نعبر عن قلقنا الشديد على مصير 101 من الرجال والنساء وكبار السن والأطفال الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس في غزة. وندعو الحكومة الإسرائيلية وزعماء العالم والدول التي تقوم بدور الوساطة إلى الضغط لتحويل الإنجاز العسكري إلى إنجاز دبلوماسي بالسعي إلى اتفاق على الفور لإطلاق سراح جميع الرهائن المئة وواحد”.

وقال آفي مارسيانو والد نوا مارسيانو التي احتجزتها حماس وقُتلت وهي في الأسر لهيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) “بعد عام من احتضاني لنوا للمرة الأخيرة، التقى الوحش الذي أخذها مني ويداه ملطختان بدماء كل بناتنا ببوابات الجحيم أخيرا. القليل من العدل لكن لا عزاء… لا عزاء إلا حين تعود نعمة وليري وأجام ودانييلا وكارينا، صديقات بناتنا إلى منازلهن”.

وفي خان يونس بجنوب قطاع غزة، قال النازح الفلسطيني ثابت عمور لرويترز إن النضال الفلسطيني سيستمر.

وأضاف أن المقاومة لا تختفي باختفاء رجل، وأن اغتيال السنوار لن يعني نهاية المقاومة أو الاستسلام.

وقال وسيم أخرس الذي نزح من منزله بسبب القصف الإسرائيلي إن مقتل السنوار لن يوقف الحرب على غزة إلا بعد إعادة الأسرى الإسرائيليين.

وأضاف أنه لا يعتقد أن الأمر يتوقف على يحيى السنوار لأنه سيخرج شخص ما بعد يحيى السنوار وأن حماس ستستمر.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية