مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

إسرائيل تتوعد “بضرب العدو بقوة” بعد مقتل 12 طفلاً بصاروخ سقط في الجولان

afp_tickers

توعّدت إسرائيل الأحد “بضرب العدو بقوة” بعد مقتل 12 فتى وفتاة في هضبة الجولان المحتلة بصاروخ اتّهمت حزب الله اللبناني بإطلاقه، في تصعيد أثار مخاوف من اتّساع نطاق الحرب الدائرة في قطاع غزة.

وفي حين نفى حزب الله الحليف لإيران مسؤوليته عن الضربة الصاروخية على بلدة مجدل شمس، حذّرت طهران الدولة العبرية من أنّ أيّ “مغامرات” عسكرية جديدة في لبنان قد تسبّب “تداعيات غير متوقعة”.

ووفق الجيش الإسرائيلي فقد سقط صاروخ إيراني الصنع من طراز فلق-1 عيار 240 ملم أُطلق من لبنان في ملعب لكرة القدم في بلدة مجدل شمس التي تقطنها غالبية درزية، ما أدّى الى مقتل 12 طفلاً تراوح أعمارهم بين 10 و16 عاماً، وسقوط نحو 30 جريحاً.

وليل الأحد أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنّ فتى يبلغ من العمر 11 عاماً اعتُبر في بادئ الأمر مفقوداً بعدما لم يُعثر على جثّته في موقع الانفجار تبيّن أنّه في عداد القتلى وأنّ جسده تناثر أشلاء من جراء الانفجار وقد أثبت تحليل الحمض النووي مقتله.

ولم يرفع تأكيد مقتل هذا الطفل حصيلة الضحايا، إذ إنّ الجيش كان قد أورده في عداد القتلى الـ12 لكنّه كان بانتظار نتيجة تحليل الحمض النووي لإعلان مقتله رسمياً.

واتّهم البيت الابيض حزب الله بشنّ هذا الهجوم “المروّع”.

وقالت متحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إن “هذا الاعتداء ارتكبه حزب الله اللبناني. إن الصاروخ عائد اليهم وقد أطلق من منطقة يسيطرون عليها”.

وقالت الخارجية الإسرائيلية إن الهجوم نفّذ بواسطة صاروخ “فلق-1” البالغة زنة رأسه الحربية 53 كلغ. وحزب الله الذي قال إن “لا علاقة” له بالواقعة، هو الجهة الوحيدة التي بحوزتها هذا النوع من الصواريخ في المنطقة.

ووصف الجيش الإسرائيلي الواقعة بأنها “الهجوم الأكثر دموية على مدنيين إسرائيليين” منذ هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

– نتانياهو يقطع زيارته –

وشارك الآلاف الأحد في مراسم تشييع قتلى الضربة في مجدل شمس، حيث بدت عليهم علامات الحزن والتأثر. وتجمّعت نسوة تدثرن بالعباءة السوداء ووشاح الرأس الأبيض التقليدي لدى الدروز، حول نعوش مغطاة بالأبيض.

والأحد تفقّد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الموقع وتوعّد “بضرب العدو بقوة”.

ودفعت واقعة مجدل شمس رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إلى العودة مبكراً من الولايات المتحدة. وقال مكتبه إنه فور وصوله ترأس اجتماعاً لمجلس الوزراء الأمني.

وقال نتانياهو في بيان أصدره مكتبه إنّ “إسرائيل لن تدع هذا الهجوم الوحشي يمرّ بدون ردّ، وحزب الله سيدفع ثمناً باهظاً لم يسبق أن دفعه من قبل”.

وفي بيان أصدره مساء الأحد في ختام اجتماع مجلس الوزراء الأمني المصغّر، قال مكتب نتانياهو إنّ أعضاء المجلس فوّضوا رئيس الوزراء ووزير الدفاع “تقرير كيفية وتوقيت الردّ على منظمة حزب الله الإرهابية”، دون مزيد من التفاصيل.

وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي مع نتانياهو الأحد أنّ باريس “ملتزمة بالكامل القيام بكل ما هو ممكن لتجنب تصعيد جديد في المنطقة”، بحسب ما أفاد الإليزيه.

واعتبرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن حزب الله “تجاوز كلّ الخطوط الحمر”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه ضرب ليل السبت الأحد أهدافا لحزب الله “في عمق الأراضي اللبنانية وفي جنوب لبنان”، مشيراً الى أنه استهدف “مخازن أسلحة وبنى إرهابية”.

وأطلقت طائرة إسرائيلية مسيّرة صاروخين على بلدة طاريا في شرق لبنان، ما أدّى إلى تدمير مستودع ومنزل من دون وقوع إصابات، وفق ما أفاد مصدر أمني لبناني فرانس برس.

ويؤكد حزب الله أنّ القصف الذي ينفذه عبر الحدود يأتي “إسناداً” لحركة حماس التي تقاتل الجيش الإسرائيلي في غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

واندلعت الحرب في غزة بعد هجوم نفذته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر وأسفر عن 1197 قتيلا، معظمهم من المدنيين، وفقًا لتعداد أجرته فرانس برس استنادًا إلى أرقام إسرائيلية رسمية. 

وخطف المهاجمون 251 شخصا ما زال 111 منهم محتجزين في غزة، بما في ذلك 39 يقول الجيش إنهم قُتلوا. 

وردّت إسرائيل بحملة قصف مدمرة وهجمات برية أسفرت عن سقوط 39324 قتيلا على الأقل، معظمهم مدنيون ولا سيما من النساء والأطفال، وفق أرقام وزارة الصحة في القطاع.

وأعلن الدفاع المدني سقوط خمسة قتلى على الأقل بضربة إسرائيلية أصابت خيام نازحين في منطقة المواصي، قرب خان يونس جنوبي قطاع غزة.

والأحد أمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء عدة كتل سكنية من حيّي البريج والشهداء في وسط غزة، محذّراً من أنه “سيعمل بقوة” هناك.

في موازاة ذلك، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) فيليب لازاريني على منصة إكس إن “14 بالمئة فقط من المناطق في غزة” لا تخضع لأوامر إخلاء.

واتهم لازاريني إسرائيل بالتسبب بـ”فوضى وذعر” من خلال أوامر الإخلاء المتكررة.

– إخلاء مواقع –

وأخلى حزب الله مواقع له في جنوب لبنان وشرقه بعد التهديدات الإسرائيلية، وفق ما أفاد مصدر مقرّب من الحزب الأحد فرانس برس.

وقال المصدر إنّ الحزب أخلى مواقع له في الجنوب والبقاع “يعتقد أنها قد تكون هدفاً طبيعياً لإسرائيل”.

ودعا لبنان الأحد إلى إجراء “تحقيق دولي” في القصف، محذراً من أن أي هجوم كبير على أراضيه قد يُشعل حرباً إقليمية.

وندّدت سوريا بـ”أكاذيب” إسرائيل و”اتهاماتها الباطلة للمقاومة الوطنية اللبنانية”.

وحذّرت مصر من “مخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان”.

أما بريطانيا فأعربت عن خشيتها من “تصعيد”.

وفي طهران، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إنّ “أي خطوة تنمّ عن جهل من النظام الصهيوني قد تؤدي الى توسيع عدم الاستقرار وعدم الأمن والحرب في المنطقة”، مشدداً على أن إسرائيل ستتحمل مسؤولية “التداعيات غير المتوقعة وردود الفعل على تصرف أحمق كهذا”.

ووصفت وزارة الخارجية الإسرائيلية القصف على مجدل شمس بأنه “مجزرة” تعدّ “تجاوزاً لكلّ الخطوط الحمر من قبل حزب الله” الذي اتهمته “باستهداف المدنيين عمداً”.

وندد الأمين العام للأمم المتحدة الأحد بالهجوم، داعيا “جميع الاطراف الى أكبر قدر من ضبط النفس”.

وقال انطونيو غوتيريش إنّ “المدنيين، وخصوصا الاطفال، ينبغي ألا يستمروا في تحمل وزر العنف الرهيب الذي يسود المنطقة”.

وكانت الأمم المتحدة دعت الأحد في بيان إلى “أقصى درجات ضبط النفس”، في حين دان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل “حمام الدم” في مجدل شمس، مطالباً بإجراء تحقيق دولي مستقلّ.

أما وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك فدانت الأحد الهجوم “المروع”، داعية إلى “التصرف بهدوء”.

وقال رياض قهوجي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري لفرانس برس، إن القاعدة التي قال حزب الله إنه استهدفها تقع على بعد نحو 2,4 كيلومتر من البلدة، مما يجعلها “ضمن هامش خطأ” الصواريخ غير الدقيقة.

لكنّه اوضح أنه لا يمكن استبعاد “احتمال إطلاق خاطئ” لصاروخ دفاع جوي إسرائيلي، ويجب إجراء تحقيق مستقلّ في ما حدث.

ونشر الجيش الإسرائيلي صوراً لشظايا قال إنها للصاروخ الذي استهدف مجدل شمس وأخرى لصاروخ فلق-1 الإيراني، وقد ظهرت عليها كتابات متطابقة.

وجاء سقوط الصاروخ على مجدل شمس بعد أن أدّت غارة إسرائيلية إلى مقتل أربعة من مقاتلي حزب الله في جنوب لبنان. وردّ الحزب بإعلان سلسلة من الهجمات الصاروخية الانتقامية على الجولان وشمال إسرائيل.

ومجدل شمس هي بلدة درزية لم يقبل العديد من سكانها الجنسية الإسرائيلية منذ احتلت الدولة العبرية مرتفعات الجولان السورية عام 1967.

وأسفرت أعمال العنف منذ تشرين الأول/أكتوبر عن مقتل 527 شخصا على الأقل في لبنان، وفق إحصاء لوكالة فرانس برس. ومعظم القتلى من المقاتلين، لكنّ الحصيلة تشمل 104 مدنيين على الأقل.

على الجانب الإسرائيلي، قُتل 22 عسكريا و24 مدنيا، وفق السلطات الإسرائيلية.

وتسبب التصعيد منذ أشهر بنزوح عشرات آلاف السكان من المناطق الحدودية في جنوب لبنان وشمال إسرائيل.

وعلى وقع التصعيد المتزايد، أعلنت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية الأحد في بيان تأخير مواعيد بعض من رحلاتها “لأسباب تقنية تتعلق بتوزيع المخاطر التأمينية على الطائرات بين لبنان والخارج”.

بور-رسك/ح س-ود/ب ق-بم

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية