إسرائيل ترفض مقترح هدنة مع حزب الله وتتوعد بمواصلة هجماتها حتى “النصر”
رفضت إسرائيل الخميس مقترح هدنة مع حزب الله لمدة 21 يوما طرحته دول أبرزها الولايات المتحدة، متوعدة بمواصلة ضرب التنظيم اللبناني حتى “النصر” مع استمرار جيشها في شنّ غارات جوية مكثّفة في لبنان يردّ عليها الحزب المدعوم من إيران بإطلاق صواريخ نحو شمال الدولة العبرية.
ولليوم الرابع على التوالي، شنّ الجيش الإسرائيلي عشرات الضربات مستهدفا حزب الله الذي فتح في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر جبهة “إسناد” لحركة حماس، متعهدا مواصلة هجماته “حتى توقف العدوان على غزة”.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية الخميس مقتل 92 شخصا وإصابة 153 آخرين في غارات إسرائيلية في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس شن “ضربات دقيقة” على ضاحية بيروت الجنوبية ومقتل قائد وحدة المسيّرات في حزب الله محمد سرور الملقّب “أبو صالح”.
وأكد الحزب ليلا مقتل سرور.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس ضرب نحو 75 هدفا لحزب الله بينها مستودعات ذخيرة في جنوب لبنان وفي منطقة البقاع (شرق)، وأكد مساء توجيه ضربات جديدة لحزب الله في جنوب لبنان.
وفي حين أفاد الجيش برصد إطلاق عشرات الصواريخ من لبنان على إسرائيل، أعلن حزب الله الخميس، في بيانات متلاحقة، شنّ ثماني هجمات بالصواريخ والمسيرات على مواقع في شمال إسرائيل بينها مدينة صفد ومجمعات للصناعات العسكرية قرب مدينة حيفا.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّه اعترض بنجاح فجر الجمعة صاروخا أطلق من اليمن باتجاه وسط إسرائيل حيث دوّت صافرات الإنذار، مشيرا إلى أنّ عملية الاعتراض تمت خارج حدود الدولة العبرية وأسفرت عن دويّ انفجارات وتساقط شظايا.
وقال الجيش في سلسلة بيانات متلاحقة إنّ “صفارات الإنذار التي انطلقت في مناطق متعددة وسط إسرائيل هي نتيجة صاروخ أطلق من اليمن”، مؤكدا أنّ “الصاروخ تمّ اعتراضه بنجاح بواسطة منظومة الدفاع الجوي آرو (السهم)”.
– “سحق حزب الله” –
منذ الاثنين، خلفت الغارات الإسرائيلية أكثر من 700 قتيل في لبنان بينهم الكثير من المدنيين، بحسب أرقام وزارة الصحة اللبنانية.
أدى القصف الإسرائيلي إلى نزوح أكثر من 90 ألف شخص في لبنان بحسب الأمم المتحدة، توجهوا خصوصا إلى بيروت ومناطق في شمال البلاد، وسوريا.
وأعلنت السلطات اللبنانية الخميس إن أكثر من 31 ألف شخص، الجزء الأكبر منهم سوريون، عبروا الحدود من لبنان منذ مطلع الأسبوع.
وقال حسن سليم (24 عاما) وهو لبناني توجّه مع والدته المسنة إلى سوريا “كنا نتجنب سوريا بسبب الحرب، لكن الحرب اليوم عند أبوابنا”.
في ظل التصعيد الذي يهدد بإغراق الشرق الأوسط في الحرب، دعت الولايات المتحدة وفرنسا في بيان وقعت عليه أيضا اليابان وقطر والسعودية والإمارات، إلى “وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوما عبر الحدود اللبنانية-الإسرائيلية لإفساح المجال أمام الدبلوماسية”.
لكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قال الخميس إن الأخير “لم يرد حتى” على “المقترح الأميركي الفرنسي”، مؤكدا أنه أمر الجيش “بمواصلة الضرب بكل قوة”.
وعكس وزير الخارجية يسرائيل كاتس موقفا مماثلا. وقال عبر منصة إكس “لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في الشمال. سنواصل القتال ضد منظمة حزب الله الإرهابية بكل قوتنا حتى النصر والعودة الآمنة لسكان الشمال إلى ديارهم”.
كذلك، رفض وزير المال اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريش وقف النار، قائلا إن الهدف يظل “سحق” حزب الله.
وهدّد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير المنتمي الى اليمين المتطرف، بمقاطعة أعمال الحكومة الإسرائيلية في حال إبرام اتفاق على وقف لإطلاق النار مع حزب الله.
إلا ان البيت الأبيض أكد الخميس أنّ النداء أُطلق بـ”التنسيق” مع إسرائيل مضيفا أن المحادثات تتواصل خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس أنه في حال رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وقف إطلاق النار مع حزب الله في لبنان فإنه سيكون قد ارتكب “خطأ” يحمّله “مسؤولية” تصعيد إقليمي.
وقال ماكرون إن “الاقتراح الذي تم تقديمه متين”، موضحا أنه أعد بالتنسيق مع نتانياهو شخصيا والولايات المتحدة وفرنسا.
من جهته، دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان لإفساح المجال أمام تسوية دبلوماسية للنزاع.
– “مدمّرة” –
حذّر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الخميس من أن حربا شاملة بين إسرائيل وحزب الله ستكون مدمّرة للدولة العبرية ولبنان على السواء، مشيرا الى أن وقف إطلاق النار بينهما “قد يمكن الافادة منه لانجاز وتطبيق اتفاق لضمان وقف إطلاق النار في غزة”.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية الخميس إنها ستحصل على حزمة مساعدات أميركية بـ8,7 مليارات دولار لدعم البلاد في عملياتها العسكرية الحالية، تشمل تحديث أنظمة الدفاع الجوي.
ودعا رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي الأربعاء جنوده للاستعداد لهجوم بري محتمل في لبنان، ما أعاد ذكريات الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله عام 2006.
وأعلنت إسرائيل التي تخوض حربا مع حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة منذ قرابة عام، في منتصف أيلول/سبتمبر أنها تنقل “مركز ثقل” عملياتها شمالا نحو الحدود اللبنانية، للسماح بعودة عشرات الآلاف من النازحين إلى المنطقة التي يهاجمها حزب الله بشكل يومي منذ بدء النزاع في غزة.
وتزايدت كثافة القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله عبر الحدود منذ تفجيرات دامية لأجهزة اتصال كان يستعملها عناصره في 17 و18 أيلول/سبتمبر، في عملية خلفت 39 قتيلا ونحو 3000 مصاب، وحمّل الحزب إسرائيل مسؤولياتها.
وتلت التفجيرات غارة إسرائيلية في 20 من الشهر الجاري على ضاحية بيروت الجنوبية أدت إلى مقتل 16 عنصرا من حزب الله من بينهم قائد قوة الرضوان إبراهيم عقيل.
وأعلنت السلطات اللبنانية الخميس أنها أحصت مقتل 1540 شخصا منذ بدء التصعيد بين حزب الله وإسرائيل قبل نحو عام على خلفية الحرب بين الدولة العبرية وحركة حماس في قطاع غزة.
ويؤكد الجيش الإسرائيلي أنه قصف “أكثر من ألفي هدف” لحزب لله منذ الإثنين، كما قالت الحكومة الإسرائيلية إنه تم إطلاق 9360 صاروخا وقذيفة على إسرائيل خلال عام تقريبا.
ويواصل الجيش الإسرائيلي عملياته في غزة حيث أعلن الدفاع المدني مقتل 15 شخصا في غارة إسرائيلية على مدرسة الفالوجا التي تؤوي نازحين في القطاع، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف مقاتلين تابعين لحماس.
وأعلنت وزارة الصحة في القطاع أنها أحصت خلال الساعات الـ24 الماضية “39 شهيدا و86 إصابة” نقلوا إلى المستشفيات، لافتة إلى أن العدد الإجمالي للقتلى بلغ 41534 فيما ارتفع عدد الجرحى إلى 96092 منذ بدء الحرب.
واندلعت الحرب في غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر إثر هجوم حماس على جنوب إسرائيل الذي أدى إلى مقتل 1205 أشخاص، معظمهم من المدنيين، وفقا لإحصاء لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية تشمل الرهائن الذين ماتوا أو قتلوا أثناء احتجازهم في غزة.
ومن بين 251 شخصا خطفوا، ما زال 97 شخصا محتجزين في غزة، من بينهم 33 أعلن الجيش مقتلهم.
بور/لين-ح س-ود/بم