إسرائيل وحماس تتبادلان رهائن وسجناء في اليوم الأول من الهدنة
من محمد سالم ونضال المغربي وجيمس ماكنزي
غزة/القاهرة/القدس (رويترز) – أطلقت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) سراح ثلاث رهينات إسرائيليات، فيما قامت إسرائيل بإطلاق سراح 90 من السجناء الفلسطينيين في اليوم الأول من وقف إطلاق نار أوقف الحرب التي استمرت 15 شهرا ودمرت قطاع غزة وأشعلت الشرق الأوسط.
وسمحت الهدنة للفلسطينيين بالعودة إلى أحيائهم التي دمرها القصف للبدء في استعادة حياتهم الطبيعية، فيما وصلت شاحنات محملة بالمساعدات. وفي أنحاء قطاع غزة، هتفت الحشود لمقاتلي حماس الذين خرجوا إلى العلن.
وأُطلقت الألعاب النارية ابتهاجا مع وصول الحافلات التي تقل السجناء المحررين إلى رام الله في الضفة الغربية، حيث كان الآلاف في انتظارهم. والسجناء الذين أطلق سراحهم هم 69 امرأة و21 فتى من الضفة الغربية والقدس، وفقا لما ذكرته حماس.
وفي تل أبيب، تجمع مئات الإسرائيليين المبتهجين في ساحة أمام مقر وزارة الدفاع، وأجهش البعض بالبكاء أثناء متابعة بث مباشر من غزة يظهر الرهينات الثلاث وهن يركبن سيارة تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر وقد أحاط بهن مقاتلون من حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وقال الجيش الإسرائيلي إن رومي جونين ودورون شطنبر خير وإميلي داماري عُدن إلى أمهاتهن داخل إسرائيل، ونشر مقطعا مصورا يظهرن فيه في صحة جيدة. وظهرت داماري، التي فقدت إصبعين عندما أصيبت برصاصة في اليوم الذي خطفت فيه، وهي تبتسم وتحتضن والدتها وتحمل يدها المضمدة.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لقائد عسكري عبر الهاتف في أثناء نقل الرهائن عبر الحدود “أود أن أقول لهن: رومي ودورون وإميلي- أمة بأكملها تحتضنكن. أهلا بكن في الوطن”.
وقال مركز شيبا الطبي في تل أبيب إن الرهينات الثلاث في حالة مستقرة. وكان ثلاثتهم ضمن أكثر من 250 شخصا اختطفوا في هجوم شنته حماس على بلدات وتجمعات سكنية في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول، الذي تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه أسفر أيضا عن مقتل 1200 شخص.
وعلى الجانب الفلسطيني، تقول مصادر طبية في غزة إن الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع أودى بحياة ما يربو على 47 ألف فلسطيني ونزوح كافة سكان القطاع تقريبا البالغ عددهم 2.3 مليون. وقتل نحو 400 جندي إسرائيلي في الحرب.
وتنص المرحلة الأولى من الهدنة التي تستمر ستة أسابيع على وقف القتال وإرسال المساعدات إلى غزة وإطلاق سراح 33 من أصل 98 رهينة من الإسرائيليين والأجانب الذين لا يزالون محتجزين هناك وذلك مقابل إطلاق سراح ألفي فلسطيني من السجون الإسرائيلية.
وفي شمال قطاع غزة، شق الفلسطينيون طريقهم عبر شوارع مدمرة ومغطاة بالأنقاض بعد أن شهدت المنطقة أعنف قتال خلال الحرب.
وقالت آية، وهي نازحة من مدينة غزة لجأت إلى دير البلح في وسط القطاع لأكثر من عام، لرويترز عبر تطبيق للتراسل “أشعر أخيرا وكأنني وجدت بعض الماء لأشربه بعد أن تهت في الصحراء لمدة 15 شهرا. أشعر بالحياة مرة أخرى”.
ودخلت المرحلة الأولى من الهدنة في الحرب المستمرة منذ 15 شهرا بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ بعد تأخير لثلاث ساعات قصفت خلالها الطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية قطاع غزة. وقالت السلطات الصحية الفلسطينية إن 13 شخصا قتلوا في القصف الإسرائيلي.
واتهمت إسرائيل حماس بالتأخر في تسليم أسماء الرهائن الذين تنوي إطلاق سراحهم، وقالت إنها ضربت “إرهابيين”. أما حماس فقالت إن التأخير في تسليم القائمة كان بسبب خلل فني.
ورحب الرئيس الأمريكي جو بايدن بالهدنة التي استعصت على الدبلوماسية الأمريكية لأكثر من عام. وقال في آخر يوم له بالبيت الابيض “اليوم صمتت البنادق في غزة”.
وتابع “كان طريقا طويلا، لكننا وصلنا إلى هذه النقطة اليوم بسبب ضغوط إسرائيل على حماس بدعم من الولايات المتحدة”.
وبالنسبة لحماس، قد توفر الهدنة فرصة لمقاتليها للظهور بعد تواريهم عن الأنظار طوال 15 شهرا. وسرعان ما انتشر رجال شرطة تابعون للحركة بأزيائهم الزرقاء في بعض المناطق.
وهتف حشد للمقاتلين قائلا “تحية لكتائب القسام”، في إشارة إلى الجناح المسلح لحركة حماس.
وقال أحد المقاتلين لرويترز “جميع فصائل المقاومة باقية رغم أنف (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو. هذا وقف إطلاق نار كامل وشامل بإذن الله، ولن يكون هناك عودة للحرب على الرغم منه”.