احتدام المعارك على مشارف رفح بعد تعليق أمريكا شحنة أسلحة لإسرائيل
من نضال المغربي وستيف هولاند ومحمد سالم
القاهرة/واشنطن/رفح (قطاع غزة) (رويترز) – اشتبكت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) مع القوات الإسرائيلية على مشارف مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، وقالت الولايات المتحدة إنها علقت شحنة قنابل قوية لإسرائيل لمنع سقوط قتلى من المدنيين.
وعبرت الولايات المتحدة، التي تهدف وقف اجتياح إسرائيلي شامل لرفح، عن اعتقادها بأن مقترح حماس المعدل لوقف إطلاق النار قد يؤدي إلى انفراجة مع استئناف المحادثات في القاهرة يوم الأربعاء بعد وصول المفاوضات إلى طريق مسدود.
وتوغلت الدبابات الإسرائيلية عبر معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر يوم الثلاثاء، مما أدى إلى قطع طريق مساعدات حيوي والمخرج الوحيد لإجلاء المصابين.
وقال مسؤول بالأمم المتحدة إن قطاع غزة لم يدخله أي وقود أو مساعدات بسبب العملية العسكرية، وهو وضع “كارثي لجهود الإغاثة الإنسانية” في غزة حيث يعاني أكثر من نصف السكان من الجوع.
وهددت إسرائيل بشن هجوم كبير على رفح لهزيمة الآلاف من مقاتلي حماس الذين تقول إنهم متحصنون هناك، لكن المدينة ملاذ أيضا لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين فروا من القتال في شمال القطاع.
ويتكدس هؤلاء الفلسطينيون في مخيمات وملاجئ مؤقتة ويعانون من نقص الغذاء والماء والدواء.
وقال صندوق الأمم المتحدة للسكان لرويترز يوم الأربعاء إن مستشفى الولادة الرئيسي في مدينة رفح توقف عن قبول الحالات.
وذكرت حماس أن مقاتليها يشتبكون مع قوات إسرائيلية شرقي رفح، وأن مقاتلي حركة الجهاد الإسلامي هاجموا جنودا ومركبات عسكرية إسرائيلية بمدفعية ثقيلة قرب المطار.
وقال رئيس بلدية رفح أحمد الصوفي في مناشدة للمجتمع الدولي كي يتدخل “يتردد في شوارع المدينة صدى صراخ أرواح بريئة ازهقت، وعائلات تقطعت أواصرها، ومنازل تحولت إلى أنقاض. نقف على أعتاب كارثة إنسانية ذات أبعاد غير مسبوقة”.
وقال مسؤول أمريكي كبير طلب عدم نشر اسمه إن واشنطن تراجع بعناية عملية تسليم الأسلحة التي قد تُستخدم في رفح، ونتيجة لذلك أوقفت شحنة مكونة من 1800 قنبلة تزن كل منها ألفي رطل و1700 قنبلة تزن كل منها 500 رطل.
وسيكون ذلك أول تأخير من نوعه لتسليم أسلحة منذ أن قدمت إدارة بايدن دعمها الكامل لإسرائيل بعد هجوم شنته حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول. وواشنطن هي أقرب حليف لإسرائيل ومزودها الرئيسي بالأسلحة.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن القرار اتُخذ في سياق خطط إسرائيل شن هجوم في رفح تعارضه واشنطن من دون ضمانات جديدة على حماية المدنيين.
وأضاف أوستن خلال جلسة في مجلس الشيوخ “كنا في غاية الوضوح… منذ البداية أن إسرائيل يجب ألا تشن هجوما كبيرا في رفح من دون وضع المدنيين في محيط تلك المعركة وحمايتهم بعين الاعتبار”.
وقال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إنه ليس لديه أي إضافة على ما ورد في التقارير عن شحنة الأسلحة.
وذكر الجيش الإسرائيلي أنه اكتشف بنية تحتية لحماس في عدة مواقع شرق رفح، وأن قواته تقوم بعمليات توغل محددة الأهداف على الجانب الفلسطيني من معبر رفح وتنفذ ضربات جوية في أنحاء القطاع.
وطلب الجيش من المدنيين، الذين نزح كثير منهم عدة مرات بالفعل، الانتقال باتجاه “المنطقة الإنسانية الموسعة” في المواصي على بعد نحو 20 كيلومترا. وقال رئيس بلدية رفح إن المنطقة الساحلية تفتقر إلى كل ضروريات الحياة.
وذكرت جوليت توما المتحدثة باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بأن نحو عشرة آلاف فلسطيني غادروا رفح منذ يوم الاثنين. وقدر المكتب الإعلامي لحكومة حماس في غزة العدد بعشرات الآلاف.
وقال عارف (35 عاما) لرويترز عبر تطبيق للدردشة “بعض الشوارع تبدو وكأنها مدينة أشباح… نحن ما بنخاف من الموت والشهادة لكن عنا أطفال نعتني فيهم ولازم نعيش مشان لم تخلص الحرب نعمر غزة”.
وقالت الأجنحة المسلحة لحركات حماس والجهاد وفتح في بيانات منفصلة إن معارك متواصلة تدور في وسط قطاع غزة، بينما قال سكان في شمال القطاع إن المناطق الشرقية من مدينة غزة وبعض الأحياء شهدت قصفا مكثفا من دبابات إسرائيلية.