استمرار احتجاز سويسريين في اليمن
صرح السائحان السويسريان المختطفان في اليمن في اتصال هاتفي مع سويس انفو من برن أجري عصر اليوم الاثنين إنهما لازالا مختطفين، رغم التقارير التي أفادت بإطلاق سراحهما.
وأكد أحد السائحين أن خاطفيهم يعاملونهما بصورة جيدة، على حين طمأن أحد الخاطفين سويس انفو على سلامة السائحين السويسريين.
كان الزوجان السويسريان يتنقلان في محافظة مأرب ضمن جولة سياحية مع مرشد محلي وسائق عندما تم اختطافهما.
وفي حديث هاتفي من مكان غير معلوم في محافظة مأرب، صرح السائح السويسري الذي رفض التعريف باسمه لسويس انفو “نحن نعامل بصورة جيدة، وننتظر حل القضية، ونرفض الإدلاء بأي تعليق الآن حتى نعود إلى فندقنا”.
وفسر الرجل السويسري موقفه قائلاً إنه لا يرغب في كشف أسمه وأسم زوجته قبل أن يتمكن من إبلاغ أقاربه في سويسرا، الذين لا يعرفون شيئاً عن الموضوع.
وقد أختطف السائحان مواطن قبلي من محافظة مأرب يُدعي حسن حمد سالم الضمن، الذي يطالب بالإفراج عن أخيه القاصر الذي لا يزيد عمره عن 15 عاماً.
وأوضح الخاطف في حديث مع سويس انفو أنه تم القبض على أخيه يوم الثلاثين من رمضان بسبب تعاطيه نبات القات المخدر خلال النهار، وأن القضية تعقدت بعد ذلك بعد اتهامه ببيع سيارة مسروقة الأمر الذي أدى إلى تحويله إلى صنعاء.
لذلك قرر السيد الضمن اختطاف السائحين السويسريين من أجل الضغط على السلطات اليمنية الحكومية كي تنظر في قضية أخيه القاصر.
وكانت وزارة الخارجية السويسرية قد أبلغت سويس انفو بأن القنصل السويسري الفخري لدى اليمن أجرى العديد من الإتصالات بالأطراف المعنية، وأنه يحاول تأمين إطلاق سراح السائحين السويسريين.
مضيافون وكرماء
وقد أبلغ سويس انفو المرشد السياحي اليمني ومترجم السائحين السويسريين أمير الدين الحوثي، الذي تم احتجازه هو الأخر معهما، أنه يتوقع إطلاق سراحهم في غضون الساعات القليلة القادمة، وقال إن “الأمور طيبة هنا، الناس طيبة هنا، ومكرمين لنا، ونحن لم نر منهم أية بادرة سيئة، وهم متعاونون مع الدولة، وهم الآن يتفاوضون مع الدولة، وإن شاء الله خير”.
وأكد الخاطف لسويس انفو قائلاً: “إن شاء الله لا يجري لهم (للسائحين) أي شيء، لكن نطلب منكم أن تحذروا الدولة، السلطات اليمنية، تحملوهم مسؤولية ما حدث في حال تقدمت أي قوة من جانب الدولة، وحصل اشتباك”.
يذكر أن الزوجين السويسريين تم اختطافهما خلال جولتهم في اليمن خلال رحلة سياحية نظمتها وكالة السفريات هوليداي مايكر التي يوجد مقرها في زيورخ.
بوادر لحل أزمة خطف السائحين
ومن صنعاء، بعث عبد الكريم سلام يقول: تتسارع الخطوات من أجل احتواء تداعيات اختطاف السائحين السويسريين اللذان اختطفا في ساعة مبكرة من يوم الاثنين 21 نوفمبر في محافظة مأرب اليمنية من قبل شخص يطالب بالإفراج عن أخيه البالغ من العمر 15 سنة والمحتجز لدى سلطات الأمن.
وقال خاطف السائحيين السويسريين حسن حمد سالم الضمن البالغ من العمر 25 سنة الذي اتصلت به “سويس انفو” أن هناك بوادر لحلحلة الأزمة بعد أن تسلم قائد المنطقة اخاه المحتجز تمهيدا لتسليمه لأسرته.
وحول ملابسات العملية أوضح الضمن أنه اعترض صبيحة اليوم سيارة كانت تقل سائحين في العقد السادس من عمرهما وهما ل.ب وزوجته ويرافقهما يمنيان الأول المترجم ويدعى أمير الدين الحوثي، وسائق السيارة ويدعى مجاهد شيخ الهمداني.
واستطرد حسن الضمن قائلا أنه أقدم على هذا العمل بعد أن تردد على مديرية أمن المنطقة بغية الإفراج عن أخيه صالح البالغ من العمر 15 سنة والمحتجز من الـ 30 من رمضان مشيرا إلى أن أخاه صالح احتجز في البداية بتهمة تعاطيه للقات في نهار رمضان ثم تحولت القضية بعدها إلى اتهامه بسرقة سيارة قبل سنة ونصف.
ومضى الضمن يقول إنه قبل يوم من إقدامه على خطف السائحين كان قد فوجئ بنقل أخيه صالح إلى العاصمة صنعاء من قبل مدير أمن محافظة مأرب عبد الناصر القوسي الذي حـمّـلـه الضمن مسؤولية تطور القضية على هذا النحو الذي وصلت إليه.
من جهتهما، أكد المختطفان (رجل وامرأة) في اتصال هاتفي من مكان احتجازهما لمراسل سويس انفو في صنعاء أنهما لم يتعرضا لأي أذى ويعاملان بصورة جيدة وقالت السيدة التي كانت ترد على أسئلة سويس انفو بلهجة هادئة لا تنم عن اضطراب: “نحن في حالة جيدة”.
في انتظار تسليم الأخ المعتقل
وفي أخر تطور لمسار القضية، قال محتجز السائحين هم لدينا ضيوف والأزمة في طريقها للحل مشيرا في هذا الصدد إلى أن أخاه المحتجز قد سلم من قبل البحث الجنائي في العاصمة صنعاء الذي كان محتجزا فيه إلى القائد العسكري للمنطقة احمد ألشدادي في ظهر هذا اليوم. وأضاف بأن الاتصالات بينه وبين هذا الأخير جارية على أساس أن يتسلم اخاه ومن ثم يقوم بتسليم السائحين إلى الجهات أو الطرف الذي سيسلم له أخاه.
وأكد الضمن أنه لن يبادر إلى تسليم السائحين حتى يكون قد تسلم أخاه من قبل السلطات مشيرا في هذا الصدد إلى أن إطلاق الرهينتين سيجري في غضون الساعات القليلة القادمة معتبرا أن الإسراع في الإفراج عن السائحين ومرافقيهما بيد السلطة وليس بيده.
وفي سياق متصل قال أمير الدين الحوثي المترجم المرافق للسائحين لسويس إنفو إن التواصل بين الخاطفين والأجهزة الأمنية قائمة على قدم وساق منذ أن بدأت العملية مباشرة وأن ليس هناك مايبعث على القلق”، على حد تعبيره. وقال أن المعاملة التي قوبلوا بها من قبل الخاطفين تتسم بالكرم وحسن الضيافة .
يشار إلى أن السلطات الأمنية التزمت الصمت حيال هذه القضية ولم تتطرق لها وسائل الإعلام الرسمية حتى ساعة متأخرة من مساء الاثنين 21 نوفمبر.
وعلى ما يبدو أن الأمور إذا ما سارت على بهذه الطريقة القائمة على محاورة الخاطفين وتلبية مطالبهم بالإفراج عن الأخ الأصغر للخاطف فإن الساعات القادمة من هذا المساء قد تشهد الإفراج عن المختطفين هذا ما لم تحدث تطورات أخرى.
وتعد هذه الحادثة الأولى من نوعها بعد ان كانت موجة اختطاف السياح قد تراجعت خلال الخمس السنوات الأخيرة. ومن المرجح أن يكون لها انعكاسات سلبية على القطاع السياحي الذي كان قد بدا يستعيد عافيته خلال العشرة الأشهر الأخيرة بعد أن مني بضربات موجعة بسبب موجات الخطف التي ظهرت في العام 1990 وتوقفت منذ العام 2000 وبسبب العمليات الإرهابية التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة .
عبد الكريم سلام في صنعاء وإلهام مانع في برن – سويس إنفو
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.