إسرائيل تتعهد “النصر” على حزب الله وتشنّ غارات عنيفة على جنوب بيروت

afp_tickers

تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد تحقيق “النصر” على حزب الله اللبناني وحركة حماس المدعومين من إيران، عشية الذكرى الأولى لهجوم الحركة على الدولة العبرية واندلاع الحرب في قطاع غزة.

وفي تل أبيب، تجمّع المئات مساء الأحد وأشعلوا الشموع وتلوا صلوات إحياء لذكرى أقاربهم وأصدقائهم الذين قُتلوا في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

في لبنان، واصلت إسرائيل الأحد تنفيذ غارات جوية مدمّرة على مناطق تعتبر معاقل لحزب الله الذي ردّ باستهداف شمال إسرائيل.

أما في قطاع غزة المحاصر والمدمّر، فقد أفاد الدفاع المدني بمقتل 17 شخصا في غارات إسرائيلية على منطقة جباليا (شمال).

وفي وقت رفعت إسرائيل مستوى التأهب عشية ذكرى هجوم حماس، قُتلت شرطية وأصيب عشرة أشخاص بجروح في عملية إطلاق نار وطعن في مدينة بئر السبع (جنوب).

في غضون ذلك، تتواصل التهديدات بين إسرائيل وإيران على خلفية الهجوم الصاروخي الذي شنّته الجمهورية الإسلامية على الدولة العبرية الثلاثاء، والذي توعدت إسرائيل بالرد عليه.

وخلال زيارة له الى المنطقة الحدودية مع لبنان، قال نتانياهو لجنود في المنطقة “قبل سنة، تعرضنا لضربة قوية”، مضيفا “خلال الأشهر الاثني عشر التي تلت، حوّلنا الواقع من طرف إلى آخر. العالم كله مذهول بالضربات التي توجهونها الى أعدائنا”.

وتابع “معا سنقاتل ومعا سننتصر”.

– تجدد القصف على الضاحية –

أتت الزيارة بعد نحو أسبوعين على بدء إسرائيل حملة قصف جوي مكثّف تستهدف حزب الله، وأسبوع على بدء عمليات برية “محدودة” في جنوب لبنان.

من جهته أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أن بلاده تخوض “حربا طويلة” ضد حماس وحزب الله، لكنه قال إن الجناح المسلح للحركة الفلسطينية “هُزم”.

واستهدفت أربع غارات إسرائيلية جديدة ضاحية بيروت الجنوبية الأحد، بعيد دعوة الجيش الإسرائيلي السكان لإخلاء منطقتين في معقل حزب الله الذي يتعرض لقصف متواصل منذ عدة أيام. 

وقال مصدر مقرب من حزب الله لوكالة فرانس برس إن غارة استهدفت سانت تيريز سوّت مبنى بالأرض.

كما قتل 12 شخصا في قصف إسرائيلي استهدف الأحد بلدتي كيفون وقماطية اللتين تستضيفان نازحين في الجبال المطلة على بيروت وضاحيتها، بحسب وزارة الصحة.

وكانت الوكالة الوطنية قد أفادت الأحد عن غارة بين منطقتي الليلكي والمريجة في الضاحية الجنوبية.

وأكّد الجيش الإسرائيلي أنه شنّ “سلسلة من الغارات في منطقة بيروت استهدفت عددا من مستودعات الأسلحة وبنى إرهابية أخرى” عائدة لحزب الله.

وروّع القصف السكان في الضاحية الجنوبية والمناطق المحيطة بها.

– “الضغط” لوقف النار –

من جهته، أعلن حزب الله أنه استهدف قاعدة عسكرية إسرائيلية قرب حيفا في شمال إسرائيل للمرة الثالثة الأحد، بعد هجومين بمسيّرات استهدفا قاعدة أخرى في المنطقة نفسها. 

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه عثر على “مواقع إطلاق وفتحات أنفاق ومبانٍ عسكرية ووسائل قتالية” في جنوب لبنان.

وبدأ التصعيد الأخير بعد نحو عام على فتح حزب الله جبهة ضد إسرائيل “إسنادا” لغزة، غداة اندلاع الحرب في القطاع.

ونقلت إسرائيل مركز ثقل عملياتها العسكرية في منتصف أيلول/سبتمبر من غزة إلى الجبهة الشمالية، وكثّفت غاراتها على لبنان اعتبارا من 23 أيلول/سبتمبر.

وقتل أكثر من ألفي شخص في لبنان منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، منهم أكثر من ألف منذ أن كثّفت اسرائيل ضرباتها، وفق السلطات الرسمية في لبنان.

ونزح أكثر مليون و200 ألف شخص من منازلهم، وفق الأرقام الرسمية.

وأفاد مسؤول في وزارة التربية اللبنانية فرانس برس الأحد بأن 40 بالمئة من تلامذة المدارس البالغ عددهم 1,25 مليون “هجّروا”. وأرجأت الوزارة العام الدراسي الجديد الى الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر.

ودعا رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي الأحد إلى “الضغط على اسرائيل” من أجل “وقف النار”.

من جهته، أكد إيمانويل ماكرون الأحد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن “التزام فرنسا بأمن إسرائيل لا يتزعزع”، خلال محادثة هاتفية تهدف إلى تبديد التوتر غداة دعوة الرئيس الفرنسي إلى وقف إمداد الدولة العبرية بأسلحة قد تستعملها في غزة.

لكن ماكرون شدد أيضا على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، في حين طلب محاوره الإسرائيلي “دعمه” و”ليس فرض قيود” على بلاده.

– قتلى في غزة وهجوم في بئر السبع –

في غضون ذلك، تتواصل الحرب في غزة.

وأعلن الدفاع المدني في القطاع الأحد أن غارات إسرائيلية على منطقة جباليا (شمال) أدت الى مقتل 17 شخصا على الأقل بينهم تسعة أطفال.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق أن قواته “تطوّق” منطقة جباليا بعد تقييم يفيد بأن حركة حماس تعمل على “ترميم بنى إرهابية” فيها.

كما أفادت وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة الأحد بمقتل 26 شخصا في ضربة إسرائيلية استهدفت مسجدا يؤوي نازحين ومدرسة في دير البلح (وسط)، فيما أفاد الجيش بأنه استهدف مقاتلين من حماس.

وأعلن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق قذائف صاروخية نحو جنوب البلاد “أطلقت من شمال قطاع غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية.

في جنوب الدولة العبرية، قتلت شرطية إسرائيلية وأصيب عشرة أشخاص في هجوم مسلّح تم “تحييد” منفّذه في بئر السبع، وفق ما أعلنت خدمات الإسعاف.

تسبّب هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر بمقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام إسرائيلية.

وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 97 منهم محتجزين، بينهم 33 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم. 

وتنفذ إسرائيل منذ ذلك الحين حملة قصف عنيفة وعمليات برية تسبّبت بسقوط 41870 قتيلا معظمهم مدنيون، في قطاع غزة، وفق آخر حصلية أصدرتها وزارة الصحة التابعة لحماس.

– تحذيرات إيرانية إسرائيلية – 

أثارت الحرب في غزة منذ اندلاعها، مخاوف من نزاع إقليمي واسع بين إسرائيل من جهة، وإيران والفصائل الحليفة لها من جهة أخرى.

وحذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأحد إيران من أنها قد تتعرّض لدمار يشبه ما يحصل في غزة وبيروت إذا ألحقت الأذى ببلاده.

وقال “لم يمسّ الإيرانيون قدرات سلاح الجو (في هجومهم الأخير الثلاثاء)، لم تتضرّر أي طائرة، ولم يخرج أي سرب عن الخدمة”. أضاف “من يعتقد أن مجرد محاولة إلحاق الأذى بنا ستمنعنا عن اتخاذ أي إجراء، فعليه أن ينظر إلى غزة وبيروت”.

وكان مسؤول عسكري إسرائيلي أعلن السبت أنّ بلاده “تعد ردّا” على إيران التي حذّرها نتانياهو من أنها ستدفع “ثمنا باهظا” لهجومها.

في طهران، نقلت وكالة تسنيم الإيرانية عن مصدر عسكري قوله إنّ “خطّة الرد اللازم على أي عمل محتمل للصهاينة جاهزة تماما، وإذا تحرّكت إسرائيل، فلن يكون هناك شكّ في تنفيذ الضربة المضادة الإيرانية”.

وذكرت وكالة أنباء “إرنا” الأحد أنه تمّ تعليق الرحلات في عدد من مطارات إيران حتى صباح الإثنين، “لأسباب عملانية”، من دون إعطاء تفاصيل.

أطلقت إيران 200 صاروخا باتجاه إسرائيل، قائلة إنه ردّ على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران في 31 تموز/يوليو في عملية نسبت لإسرائيل، والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله في غارة إسرائيلية في 27 أيلول/سبتمبر قتل فيها أيضا مسؤول في الحرس الثوري الإيراني.

بور/دص-كام-ناش-جص/ح س