روسيا تنقل نافالني إلى المستشفى والاتحاد الأوروبي يبحث العلاقات مع موسكو
نقلت روسيا الثنين المعارض المسجون أليكسي نافالني المضرب عن الطعام إلى المستشفى، معتبرة أن حالته “مُرضِية” فيما أصبح وضعه الصحي مصدرا جديدا للتوتر بين موسكو والدول الغربية.
وقالت إدارة السجون الروسية في بيان إن “لجنة أطباء (…) قررت نقل أ. نافالني إلى وحدة استشفائية للمُدانين تقع على أراضي معتقل رقم 3 في منطقة فلاديمير” حيث هو محتجز حاليا.
وأضافت أن “وضع نافالني الصحي مُرضٍ حالياً، يفحصه يومياً طبيب معالج”، وتابعت أن بعد “موافقة المريض، وصف له علاجاً بالفيتامينات”.
كذلك، كان الوضع الصحي لنافالني مدرجا ضمن برنامج يوم الاثنين لاجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المكرس للعلاقات مع روسيا بعد نشر قواتها عند الحدود الأوكرانية وعملية طرد متبادلة لدبلوماسيين روس وتشيكيين.
وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الاثنين إن روسيا حشدت أكثر من 150 ألف جندي على طول الحدود الأوكرانية وفي شبه جزيرة القرم التي ضمتها مضيفا “إنه أكبر انتشار عسكري روسي عند الحدود الأوكرانية على الإطلاق”.
وأضاف أنه يجب السماح للأطباء الذين يثق بهم المعارض الروسي أليكسي نافالني بزيارته رغم نقله إلى أحد المستشفيات.
وتابع “تلقينا أنباء تفيد بنقل نافالني إلى مستشفى سجن إقليمي لكن ما زال يتعين على السلطات الروسية منحه حق الوصول الفوري إلى الأطباء الذين يثق بهم”.
وندد ليونيد فولكوف حليف المعارض الاثنين بـ”أكاذيب” إدارة السجن وقال إنه يعتقد أن نافالني سينقل “إلى معسكر اعتقال وتعذيب وليس إلى مستشفى”.
وقال بوريل قبل الاجتماع إن “الأوروبيين طلبوا من السلطات الروسية تقديم الرعاية الصحية له. طلبنا لم يؤخذ بعين الاعتبار. الآن مع تدهور الوضع، سنعتبر السلطات الروسية مسؤولة عن صحة نافالني”.
من جهته، رفض الناطق باسم الكرملين الاثنين تحذيرات الدول الغربية التي تعهّدت ردّا حازما إذا توفي المعارض.
وقال ديمتري بيسكوف “لا يمكننا أن نقبل مثل هذه التصريحات من جانب ممثلي حكومات أخرى” معتبرا أن هذا الموضوع “يجب ألا يحظى باهتمام” من جانبهم. وأضاف “نحن لا نتابع الوضع الصحي للسجناء الروس”.
ونافالني مضرب عن الطعام منذ 31 آذار/مارس احتجاجا على ظروف اعتقاله السيئة واتهم إدارة السجن بمنعه من الحصول على عناية طبية وأدوية في حين أنه يعاني من انزلاق غضروفي مزدوج بحسب محاميه.
ودعا أنصار نافالني الروس إلى الخروج إلى الشارع الأربعاء الساعة 19,00 (16,00 ت غ) في “أكبر تظاهرة في التاريخ الحديث” الروسي.
وستجري التظاهرة بالتزامن مع الخطاب السنوي الذي يلقيه بوتين أمام مجلسي البرلمان وسيعرض فيه “الأهداف” الواجب تحقيقها لتنمية روسيا، كما سيتناول الانتخابات التشريعية في الخريف المقبل.
وحذّرت وزارة الداخلية الروسية الاثنين من المشاركة في تظاهرات غير مرخص لها مرتقبة الأربعاء دعماً لنافالني.
وجاء في بيان أن “وحدات وزارة الداخلية وقوى أمن أخرى لن تسمح بزعزعة استقرار الوضع وستتخذ كل التدابير اللازمة لحفظ النظام” فيما طلبت النيابة العامة الروسية الجمعة تصنيف شبكة المكاتب الإقليمية التابعة لنافالني ومؤسسته لمكافحة الفساد بأنها “منظمات متطرفة”.
وتكثّفت رسائل التنديد الدولية التي تستهدف موسكو بعدما دقّ المقربون من أبرز معارضي فلاديمير بوتين ناقوس الخطر بشأن حالته الصحية.
– تجنب إعطاء ذريعة –
وطالب أطباء مقربون من نافالني السبت بالسماح لهم برؤيته فورا، محذرين من أنه قد يصاب بسكتة قلبية “في أي لحظة” بسبب وصول نسبة تركيز البوتاسيوم في دمه إلى مستوى “حرج”. ودعوا إلى نقله فورا إلى قسم العناية الفائقة.
ردا على ذلك، طلبت ألمانيا وفرنسا من السلطات الروسية توفير “علاج طبي مناسب” بشكل “عاجل” لنافالني نظرا إلى التدهور “المقلق جدا” في وضعه الصحي.
وأبدى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان “قلقا بالغا” حيال وضع المعارض الصحي محملا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “مسؤولية كبرى” فيما حذّر مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان الأحد من أنه “ستكون هناك عواقب في حال وفاة نافالني”.
من جانبه، أعلن السفير الروسي في بريطانيا أندريه كيلين أن موسكو لن تترك المعارض “يموت في السجن”، متهما نافالني بأنه “يريد جذب الانتباه”.
وفي بروكسل، سيناقش الأوروبيون مصدرا كبيرا آخر للتوتر مع روسيا وهو أوكرانيا حيث نشرت موسكو عشرات الآلاف من الجنود عند حدودها وفي شبه جزيرة القرم التي ضمتها.
وقال مسؤول أوروبي كبير “لا يزال النزاع احتمالا مطروحا مع نشر قوات بهذا الشكل. لا يمكن استبعاد خطر اندلاع نزاع عن طريق الخطأ”.
وأكد أن “بوتين يواجه صعوبات على المستوى الداخلي وروسيا تفقد نفوذها في أوكرانيا وعلى الصعيد الدولي. لا أعتقد أنه سيكون هناك عمليات حساب جيوسياسية في خطواتها”.
وتخشى أوكرانيا من أن الكرملين يبحث عن ذريعة لمهاجمتها. وطلب الرئيس فولوديمير زيلينسكي من حلف شمال الاطلسي والاتحاد الأوروبي تسريع عملية ضم بلاده إلى الناتو بهدف توجيه “رسالة فعلية” إلى الكرملين، لكن طلبه قوبل بالرفض.
وأوضح دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي “لا أحد يريد أن يعطي روسيا ذريعة. يدعم الناتو والاتحاد الأوروبي تطلعات أوكرانيا لكن من دون بدء عملية الضم”.
سيحاول الزعماء الأوروبيون الاتفاق على النهج الذي سيتخذونه لكن لا توجد عقوبات قيد المناقشة حاليا. ومع ذلك، أثار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا الخيار يوم السبت “في حال أبدت موسكو سلوكا غير المقبول”.