التجارة الالكترونية لن تعوض التقليدية
التجارة عن طريق الإنترنت تتزايد يوما بعد يوم، واقتحمت مجالات مختلفة، من أشهرها بيع الكتب والمواد الموسيقية، التي اعتبرها الكثيرون أكثر أنواع التجارة الإلكترونية نجاحا ورواجا، حتى أن البعض تصور أنها ستقضى على الطريقة التقليدية لبيع الكتب والمواد الموسيقية، لتقتصر فقط على شبكة الإنترنت.
كبريات دور النشر السويسرية تجد أن الاعتماد على شبكة الإنترنت فقط لتسويق الكتب ليس الطريقة المثالية، وأن أفضل سبيل للتجارة في هذا المجال تعتمد على وسائل مختلفة وموازية للتسويق.
دار نشر “أوريل فوسلي” التي تعد من أعرق دور النشر في سويسرا والتي انطلقت قبل أكثر من نصف قرن من زيورخ ترى بعد تجربة البيع من خلال شبكة الإنترنت، أنها لن تقضي تماما على بيع الكتب بالطريقة التقليدية، وأنه – على الرغم من انتشارها السريع حول العالم – فلن تكون السبيل الوحيد للبيع مستقبلا.
المدير المسؤول عن مبيعات “أوريل فوسلي” عن طريق شبكة الإنترنت اعتبر أن الشراء من مواقع بيع الكتب على الشبكة بلغ الحد الأقصى له ولن يتزايد ويرى أنه ليس من المفترض التخلي تدريجيا عن المكتبات التقليدية وحث أيضا على التوسع في استخدام وسائل البيع الموازية، أي طبع كتيبات دورية بأسماء الكتب الجديدة وإرسالها عن طريق البريد للعملاء المنتظمين وقبول طلبات الشراء بالهاتف والفاكس.
ويرى الخبراء أن الإقبال تزايد على الشراء عن طريق الحاسب الآلي في بدايات التعامل لانها كانت تجربة جديدة لمستعملي الشبكة، كما لوحظ أن غالبية العملاء يشترون الكتب كهدايا، أو يعرفون جيدا أي كتاب يريدون، لكن شريحة كبيرة من القراء تحافظ على الاسلوب التقليدي لشراء الكتاب، وهو الذهاب إلى المكتبة وتصفح الكتاب في هدوء ومقارنة أكثر من كتاب إلى ان يعثر القارئ على ضالته.
البحث عن المنافذ
من بين أربعمائة ألف زبون لدار نشر “أوريل فوسلي” نجد مائة ألف مشتر دائم عن طريق شبكة الإنترنت، أي ما يعادل الربع تقريبا وهنالا بد من الأخذ بعين الاعتبار أن سويسرا تصنف من بين الدول التي ينتشر فيها استعمال الإنترنت بشكل جيد. يضاف إلى ذلك أن ارباح الدار من المبيعات عن طريق الإنترنت بلغت العام الماضي ثلاثين بالمائة فقط من أرباحها الكلية، وهو ما يؤكد اتجاه دار النشر إلى عدم الاعتماد كلية على البيع من خلال الشبكة.
ومما يؤكد صحة هذا الاستنتاج ما لوحظ مؤخرا من اتجاه المواقع الكبرى التي انطلقت من الشبكة العنكبوتية وحققت نجاحا مدويا إلى البحث عن منافذ بيع حقيقية، فموقع “أمازون” الأمريكي الشهير لبيع الكتب بدأ رحلة البحث عن تأسيس مكتبات حقيقية في العديد من دول العالم ليفتح صفحة جديدة في العلاقة مع القارئ.
وما حدث في عالم الكتب تكرر في عالم الموسيقى وما بات يعرف بالوسائط المتعددة من برمجيات وأشرطة الأفلام، فبعد الانتشار السريع عن طريق الشبكة العنكبوتية، وثبات نسبة المبيعات، تبحث هذه المواقع الافتراضية عن مواقع حقيقية للاحتكاك والتعامل المباشر مع الجمهور.
إذا كان بيع الكتب من خلال شبكة الإنترنت يتزايد بشكل ملحوظ في مواسم الأعياد والمناسبات، فإن هناك شريحة غير صغيرة تجد ضالتها من خلال استخدام محركات البحث التي تتضمنها مواقع بيع الكتب الجيدة، فيتعرف القارئ على أكثر من عنوان لموضوع بعينه، أو الاعمال الكاملة لهذا المؤلف أو ذاك، ومن ثم تتاح له الفرصة للمقارنة والاختيار وأن بقى ذلك عن طريق شاشة الحاسب الآلي.
تامر أبوالعينين
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.