الحرارة والرطوبة يولدان البرق
يقول فريق من خبراء المعهد التقني الفدرالي العالي في زيوريخ، إن ظاهرة البرق والرعد لا تعتمد على ارتفاع حرارة الجو فقط، وإنما على رطوبة الهواء أيضا.
ويسجل النظام الخاص برصد هذه الظاهرة حوالي نصف مليون برق سنويا في سماء سويسرا، أي أكثر من 200 1 في اليوم.
ظاهرة البرق والرعد تواكب عادة التفاعلات بين السحب وتيارات الهواء، نتيجة تصاعد الفوارق الحرارية ومعدلات الرطوبة في مختلف طبقات الهواء حول الأرض.
ومن وجهة النظر الفيزيائية، تنجم هذه الظاهرة عن الاصطدام بين سحابتين مشحونتين بشُحن كهربائية مختلفة نتيجة الجاذبية، أو عن طريق إفراغ إحدى السحابتين لما تحمل من طاقة كهربائية كامنة في الأرض مباشرة.
ويقول خبراء المعهد التقني الفدرالي العالي في زيوريخ، إن الوميض الساطع والصاعقة اللذين يميزان هذه الظاهرة الجوية، هما على قدر من الطاقة قد تؤدي لتسخين الهواء المجاور إلى درجة عالية جدا من الحرارة تصل حتى 30 ألف درجة مئوية.
ولهذا، يُميّـز العلماء عادة بين ثلاثة أنواع للبرق، منها البرق السالب والموجب وينجمان على التوالي عن إفراغ السحب المشحونة سالبا أو موجبا لما تحمل من طاقة في الأرض مباشرة، ثالثا وأخيرا، البرق الناجم عن التفاعلات بين السحب ذاتها ولا يمس الأرض بالمرة.
والمعروف هو أن البرق السالب والموجب يولد الصواعق التي قد تؤدي إلى الحرائق والإصابات والخسائر أو الأضرار على سطح الكرة الأرضية، وبالإمكان حماية النفس والمباني منها باستخدام ما يُـعرف بمناعات الصواعق التي تحوّل الطاقة العظيمة الهابطة من السماء إلى صلب الأرض مباشرة.
ويؤكد الخبراء الذين تدارسوا هذه الظاهر لحساب المعهد التقني الفدرالي في زيوريخ، أن ما يقال حول تصاعد تردد هذه الظاهرة بشكل يتناسب وتصاعد حرارة الجو ليس صائبا تماما، لأنه قد ينطبق على الوضع في سويسرا، وليس على الوضع في الصحارى الجافة الهواء.
نظام فعال ودقيق للرصد
وفيما يتعلق بإمكانية رصد ظواهر البرق والصواعق في سويسرا وأوروبا، هنالك نظام يرمز إليه باسم BLIDS سجل أكثر من نصف مليون وميض للبرق في سماء سويسرا خلال عام2001، وحوالي 400 ألف وميض خلال عام 2002.
ويُشكل هذا النظام جزءا من نظام أوروبي وكوني عام لرصد الأحوال الجوية على اتصال مباشر بمركز معلوماتي إلكتروني بمدينة Karlsruhe الألمانية، يتصل بدوره بالإنترنت، أي بالحرفاء والمهتمين أيضا.
ويقدم هذا المركز الخدمات بمقابل مالي للراغبين في تلقي التحذيرات الفورية من الصواعق عبر البريد الإلكتروني والهاتف النقال أو حتى الفاكس، لتحذيره آنيا من حدوث أول برق أو صاعقة في دائرة نصف قطرها عشرون كيلومترا حول مكان إقامته، كإنذار لاقتراب الأمطار والزوابع أو الأعاصير من مناطق إقامته.
ومما لا شك فيه، بعد الحرارة والجفاف القياسيين اللذين سادا سويسرا وأوروبا خلال الأشهر القليلة الماضية، أن خبراء المناخ والأحوال الجوية يتدارسون إمكانية أخذ ظاهرة البرق والصواعق كأحد المؤشرات على التغييرات الراديكالية في الأحوال الجوية نتيجة ظاهرة الدفيئة.
وهنالك ما يبرر مثل هذه الخطوة بعد تسجيل زيادة ملحوظة ومتصاعدة منذ بضع سنوات في زيادة رطوبة هواء الصحاري، مما يبشـّر بارتفاع ترددات ظاهرة البرق والصواعق في يوم من الأيام في تلك الأنحاء الجافة من الكرة الأرضية.
جورج أنضوني – سويس انفو
يلاحظ علماء رصد الأحوال الجوية في سويسرا أن معدل تردّد ظاهرة البرق والرعد خلال الأشهر القليلة الماضية قد تراجع بشكل ملحوظ، نتيجة ارتفاع حرارة الجو بصفة لم يسبق لها مثيل منذ 250 عاما، وتراجع الرطوبة والأمطار في أجواء سويسرا وأوروبا.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.