العثور على جثث لاجئين في شاحنة في النمسا، وقمة في فيينا حول ازمةاللاجئين
تم العثور على 20 جثة على الاقل لمهاجرين في شاحنة في النمسا الخميس ما يسلط الضوء على الجانب القاتم من ازمة المهاجرين في اوروبا، فيما يلتقي قادة اوروبا وقادة دول غرب البلقان في فيينا لمناقشة التدفق الهائل للاجئين الذين يحاولون يائسين الوصول الى الاتحاد الاوروبي.
وعثر على الشاحنة متوقفة في موقع مخصص للوقوف بجانب الطريق السريع في ولاية برغنلاند بالقرب من الحدود النمساوية مع سلوفاكيا والنروج، في اسوأ ماساة لمهاجرين يحاولون العبور برا في ازمة المهاجرين التي تعتبر الاسوأ منذ الحرب العالمية الثانية.
وقالت الشرطة انها عثرت داخل الشاحنة التي تحمل شعار شركة دواجن سلوفاكية ولوحات ارقام مجرية، على ما بين 20 و50 جثة.
واوضحت الشرطة ان الشاحنة غادرت بودابست صباح الاربعاء على ما يبدو، ولم تتضح بعد ظروف وفاة المهاجرين. وقامت بنقل الشاحنة الى مكان اخر لنقل الجثث منها ووعدت بتقديم معلومات اضافية صباح الجمعة.
وفسرت الشرطة عدم تقديم عدد محدد للضحايا بالوضع المتعفن للجثث.
وقال يانوس لازار المتحدث باسم رئيس الحكومة المجرية فيكتور اوربان “يبدو ان الضحايا من المهاجرين توفوا في اطار عملية تهريب بشر”.
وصرحت وزيرة الداخلية النمساوية يوانا ميكل-ليتنر “اليوم هو يوم اسود”، مضيفة “هذه المأساة أثرت فينا جميعا بعمق. المتاجرون بالبشر هم مجرمون. كل من لا يزال يعتقد أنهم لطفاء يرغبون بالمساعدة يحتاج للمساعدة”.
واكدت ان النمسا ستشدد الضوابط على الحدود وتكثف عمليات التفتيش على القطارات الدولية، ودعت دول الاتحاد الاوروبي الاخرى الى “عدم التساهل مطلقا مع تجار البشر”.
وياتي العثور على الجثث الخميس عقب العثور الاربعاء على جثث 55 مهاجرا على متن ثلاثة مراكب بينهم 51 كانوا في قعر احدها.
وكان اكثر من 2300 شخص اخرين غرقوا اثناء محاولتهم الوصول الى اوروبا بحرا.
واعربت المستشارة المستشارة الالمانية انغيلا ميركل وعدد من قادة في دول غرب البلقان الذين يجتمعون في فيينا لمناقشة ازمة المهاجرين عن صدمتهم للعثور على الجثث في النمسا.
وقالت ميركل “لقد هزتنا جميعا الانباء الفظيعة بشان العثور على ما يصل الى 50 شخصا فارقوا الحياة (..) رغم ان هؤلاء الاشخاص كانوا قادمين للحصول على الامان”.
واضافت “انه تحذير لكي نبدأ العمل ونحل هذه المشكلة بسرعة وبروح اوروبية، اي بروح من التضامن لايجاد حلول”.
وقالت ميركل ايضا ان دول البلقان الغربية تواجه “تحديات هائلة” مع هذا التدفق الكبير للمهاجرين. وتابعت “ان هذه الدول ستكون داخل الاتحاد الاوروبي لاحقا ومن مسؤوليتنا مساعدتها”.
وتعرض القادة الاوروبيون الى انتقادات شديدة بسبب اخفاقهم في معالجة مشكلة وصول مئات الاف المهاجرين هذا العام، معظمهم من مناطق النزاع مثل سوريا والعراق وافغانستان.
واصبحت دول غرب البلقان من اهم نقاط عبور عشرات الآلاف من المهاجرين الذين يحاولون الوصول الى المجر، الدولة العضو في الاتحاد الاوروبي.
وبعد ذلك يحاول معظمهم الوصول الى الدول الاوروبية الاغنى مثل المانيا والسويد.
وقال وزير الخارجية الصربي ايفيتسا داشيش “نواجه اكبر ازمة للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية. انها هجرة حقيقية لشعوب وصربيا بلد عبور”. واضاف “اعتقد انه على الاتحاد الاوروبي اقتراح خطة للتحرك ثم دعوتنا للانضمام اليها”. وتابع “ساتحدث بشكل مباشر: نحن نتحمل عبء المشكلة”.
اما نظيره المقدوني نيكولا بوبوسكي فقد اشار الى ان بلاده تستقبل كل يوم ثلاثة آلاف مهاجر قادمين من اليونان المجاورة. وقال “يجب الا تكون لدى احد اوهام بان الامر قد يحل (…) ما لم يكن هناك تحرك اوروبي ردا عليها”. وقال “علينا التحرك الآن ويمكننا على الارجح تحقيق ذلك بهذا المؤتمر في فيينا وايجاد حل اوروبي”.
وجدد وزير الخارجية الالماني فرانك شتانماير دعوته الى اصلاح اتفاقات دبلن “لتوزيع اللاجئين بشكل عادل على دول الاتحاد الاوروبي”، وقال ان برلين ستساهم بمليون يورو لمساعدة دول البلقان على التعامل مع المهاجرين،كما ستزودها بامدادات الغذاء وغيرها.
الا انه دعا حكومات غرب البلقان كذلك الى “المساعدة في افهام مواطنيكم وتقديم صورة واقعية لهم بان فرصهم بالحصول على اللجوء في المانيا شبه معدومة”.
واشار الوزير الى ان نحو 40% من طالبي اللجوء في المانيا هم من دول غرب البلقان.
وذكرت الشرطة المجرية ان اخر احصاءاتها تدل على ان نحو ثلاثة الاف لاجئ يدخلون يوميا اراضيها من بينهم 700 طفل. ومن المقرر ان يناقش البرلمان المجري الاسبوع المقبل امكانية نشر قوات من الجيش لوقف تدفق المهاجرين بعد اندلاع العنف لفترة وجيزة في مركز لتجميع اللاجئين بالقرب من مدينة روزكي على الحدود المجرية.
ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء “الدول في اوروبا وغيرها الى التعاطف وبذل جهود اكبر بكثير من اجل حل ازمة” الهجرة هذه.
ولمواجهة هذا الوضع دعا وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف ورئيس المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة انطونيو غوتيريس الى اقامة مراكز استقبال وفرز للاجئين تمولها المفوضية الاوروبية.
وفي غياب تحرك اوروبي موحد في مواجهة ازمة اللاجئين، لجأت الحكومات الى خيارات متنوعة لحل هذه المشكلة.
فقد عمدت حكومة المجر اليمينية الى بناء سياج شائك بطول 175 كلم لمنع اللاجئين من الدخول.
ودعا اندريه بابيس احد نواب رئيس الحكومة التشيكي من جهته الى “اغلاق” الحدود الخارجية لمجال شينغن من اجل “الدفاع” عن منطقة التنقل الحر هذه.
كما اعلنت السلطات الرومانية انها تنوي زيادة اجراءات المراقبة على حدودها، كما قال نائب رئيس الحكومة غابريال اوبريا، كما تريد ايضا تعزيز قدراتها على استقبال المهاجرين. ورومانيا عضو في الاتحاد الاوروبي لكنها غير مشاركة في فضاء شنغن.
ولم تتمكن الدول ال28 الاعضاء في الاتحاد من الاتفاق على توزيع عادل لطالبي اللجوء بينها وتواجه صعوبة في اقامة المراكز التي يفترض ان تخفف من اعباء الدول التي يصل اليها المهاجرون اولا من اجل الفصل بين القادمين لاسباب اقتصادية واللاجئين.
الا ان المانيا التي تستعد لاستقبال 800 الف طالب لجوء هذا العام، سهلت اجراءات التقدم بطلبات بالنسبة للسوريين الفارين من الحرب الاهلية في بلادهم.
الا ان هذه الخطوة لم تلق استحسانا من جميع الالمان خاصة في شرق البلاد الذي شهد موجة من الهجمات التي استهدفت مراكز ايواء اللاجئين. وفي بريطانيا ، اعلن مكتب الاحصاءات الوطنية ان عدد المهاجرين الى المملكة المتحدة بلغ “مستوى تاريخيا” في الاشهر ال12 التي انتهت في نهاية آذار/مارس الماضي ووصل الى 329 الف شخص متجاوزا بذلك الرقم القياسي المسجل بين حزيران/يونيو 2004 و2005.
وقال المكتب ان 636 الف شخص دخلوا بشكل قانوني الى بريطانيا بين آذار/مارس 2014 وآذار/مارس 2015، وغادر منهم 307 آلاف شخص.
وقال وزير الدولة البريطاني للهجرة جيمس بروكنشير ان هذه الارقام “مخيبة جدا للآمال”.