مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

العفو الدولية تندد بترحيل الاتحاد الاوروبي لآلاف الأفغان

اسرة افغانية في مخيم للاجئين في ملاكاسا في 11 ايار/مايو 2017 afp_tickers

اتهمت منظمة العفو الدولية الخميس دول الاتحاد الاوروبي بتعريض ارواح آلاف طالبي اللجوء الأفغان للخطر بإعادتهم قسرا الى بلدهم الغارق في الفوضى والعنف.

وقالت المنظمة الحقوقية في تقرير ان حوالى 9500 افغاني أعيدوا الى بلدهم جوا في 2016 بعدما رفضت الدول الاوروبية التي رحلّتهم طلبات اللجوء التي تقدموا بها، وذلك مقابل 3300 افغاني رحّلوا من دول الاتحاد الاوروبي في 2015.

واوضحت المنظمة ان هذا العدد يشمل طالبي اللجوء الذين احتجزوا ثم تم ترحيلهم من دول اوروبية وكذلك الذين “عادوا طوعا كما يبدو” بعد تلقيهم مساعدة مالية.

وتشكل الهجرة قضية ساخنة في اوروبا حيث يتعرض السياسيون لضغوط لخفض عدد طالبي اللجوء بعد تدفق مئات الآلاف منهم الى القارة منذ 2015.

وقالت منظمة العفو في تقرير بعنوان “عودة قسرية الى الخطر” ان “الحكومات الاوروبية تجبر عددا متزايدا من طالبي اللجوء على العودة الى المخاطر التي هربوا منها في انتهاك واضح للقانون الدولي”.

ويأتي ارتفاع عدد العائدين من اوروبا متزامنا مع زيادة عدد الضحايا المدنيين في النزاع.

وقتل او جرح نحو 11 الفا و500 مدني، ثلثهم من الاطفال في 2016 حسب ارقام الامم المتحدة، في اكبر حصيلة للخسائر المدنية خلال عام منذ بدء تسجيل هذه الارقام في 2009. وبقيت الخسائر المدنية في مستويات عالية في النصف الاول من 2017 مع دخول الحرب عامها السادس عشر.

– “اعادة بامان وكرامة” –

في اطار بحثها من اجل اعداد التقرير، قالت المنظمة انها جمعت شهادات من 18 افغانيا بينهم نساء واطفال ورجال “عادوا قسرا” الى افغانستان.

وقالت سيدة ارسلت مع عائلتها من النروج ان زوجها خطف وقتل في الاشهر التي تلت عودتهم الى افغانستان.

وفي حالة اخرى، جرح طفل في الثانية من العمر كان اجبر على مغادرة السويد مع عائلته، في هجوم شنه تنظيم الدولة الاسلامية على مسجد شيعي في كابول في تشرين الاول/اكتوبر 2016.

وقالت آنا شي الباحثة في منظمة العفو الدولية حول اللاجئين وحقوق المهاجرين انهم “يتعامون عمدا عن واقع ان العنف في مستوى قياسي وانه ليست هناك منطقة آمنة في افغانستان، ويعرضون الناس لخطر التعذيب والخطف والقتل وفظائع اخرى”.

ودعت منظمة العفو الدولية الدول الاوروبية الى تعليق عمليات الترحيل الى ان يسمح الوضع في افغانستان “بعمليات اعادة بامان وكرامة”.

وتأتي هذه المعلومات بينما استأنفت المانيا الشهر الماضي عمليات الترحيل بعد تعليقها على اثر تفجير شاحنة مفخخة كبيرة في العاصمة الافغانية كابول في 31 ايار/مايو ما ادى الى مقتل حوالى 150 شخصا وجرح مئات آخرين.

وكانت المجموعة الاخيرة السادسة في عمليات اعادة الافغان من المانيا منذ كانون الاول/ديسمبر بموجب اتفاق الماني افغاني مثير للجدل يهدف الى الحد من تدفق اللاجئين.

ويواجه العائدون مستقبلا غامضا في افغانستان مع ارتفاع معدل البطالة وضعف الاقتصاد وحشود اللاجئين الذين يعادون من باكستان وايران ومئات الآلاف من النازحين الذين هجرتهم الحرب.

وقالت المنظمة ان بعض طالبي اللجوء غادروا افغانستان عندما كانوا اطفالا ولا يذكرون شيئا عن هذا البلد بينما يعيش آخرون في حالة خوف من الاضطهاد اذا اكتشفت طالبان انهم مثليون او لم يعودوا مسلمين.

وصرحت حرية مصدق الباحثة في المنظمة ان “الدول الاوروبية نفسها التي وعدت يوما بمستقبل افضل للافغان تقوم الآن بسحق آمالهم والتخلي عنهم لبلد اصبح اكثر خطورة مما كان حينذاك”.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية