الـحـل يـكـمـُن في الإبـتـكـار
قبيل بداية أشغال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، صرح مدير المنتدى جيد دايفيس لسويس إنفو بأن هناك "حاجة ملحة لتطوير طرق حل المشاكل في العالم".
وقال ديفيس “إن هناك ضرورة لتجربة كل الطرق من أجل النجاح في تحقيق تغيير سريع في العالم”.
تفتتح عشية الأربعاء 25 يناير في منتجع دافوس شرقي سويسرا أشغال الدورة السنوية للمنتدى الإقتصادي العالمي. وكالعادة يتجدد النقاش بين أصحاب القرار السياسي والإقتصادي في العالم حول الأولويات المطروحة على المستويين الدولي والإقليمي وسبل التعاطي معها.
سويس إنفو التقت بمدير المنتدى، جيد دايفيس وأجرت معه الحوار التالي:
سويس إنفو: شعار منتدى دافوس لهذا العام “الحاجة الملحة للابتكار” ماذا يعني ذلك؟
جيد دايفيس: إن ما نقصده بهذه العبارة، هو أننا اليوم نملك مؤسسات ليست قادرة على الإيفاء بحاجياتنا. وهناك شك في قدرة القادة وفي الثقة الموضوعة فيهم. وما نحتاجه اليوم هي حلول واضحة وجلية، وما نحاول القيام به هو جلب شخصيات الى دافوس بإمكانها أن تبرهن على أن هناك طرقا وأساليب جديدة للخلق والإبداع.
ولنأخذ مثال الصين : هذا البلد الذي يعرف نموا اقتصاديا سريعا في ظروف تتطلب تنمية مستدامة، والذي يقوم بذلك بموارد ليست دوما في مستوى المشاكل المطروحة. إن هناك حاجة في العديد من الدول الى إعادة تنظيم نظامها الصحي وما نحتاج إليه هو جلب قادة قادرين على تقديم نماذج لكيفية ابتكار طرق اجتماعية جديدة في هذا المجال. وأعتقد بأننا نحتاج الى تجربة كل الطرق لتحسين واقعنا الحالي وهذا ما يعتبر جانبا من المهمة التي علينا الإسهام بها.
سويس إنفو: لقد اشرتم الى وضع الصين، لكن يبدو أن هناك آراء متضاربة بخصوص تأثير الصين في الاقتصاد العالمي وفي مكانتها بين الدول الصناعية؟
جيد ديسفيس: صحيح أن هناك أراء وتقييمات متضاربة بخصوص الصين والهند أيضا. إذا ما نظرنا الى تقييم الأوضاع خلال العام الماضي نجد أن إمكانيات وقدرة الصين على إنتاج منتجات بأسعار زهيدة وقابلة للتنافس قد عملت على تغيير الأوضاع على الساحة الدولية.
وهذا ما يثير العديد من النقاش في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية بخصوص الاستثمار ومواطن الشغل. ويجب أن نقول بصراحة إننا ما زلنا لم نقدر بدقة المكانة التي تحتلها الصين والهند في الاقتصاد العالمي .
وأعتقد أن هذا ما نرغب في توضيحه جليا في منتدى دافوس. وما نقصد بذلك هو أن هناك العديد من الفرص المتاحة ولكن هناك ايضا العديد من الأخطار. وهذا ما دفعنا الى تنظيم جلسات نقاش حول هذا الموضوع في منتدى هذا العام.
سويس إنفو: بناء الثقة يعد من بين المواضيع المطروحة للنقاش خلال دورة هذا العام من منتدى دافوس. لكن نتائج دراسة نشرها المنتدى أظهرت بأن هناك عدم ثقة في القادة السياسيين والاقتصاديين. ما الذي يجب القيام به لتصحيح الوضع؟
جيد ديسفيس: الواقع أن بناء الثقة يتطلب ما بين خمسة الى عشرة أعوام من الجهد. ولا يمكن بناء الثقة بالشعارات والتصريحات الرنانة بل بالعمل وبالعمل الجاد. لذلك يتطلب الأمر تصرفات مدروسة للقادة الاقتصاديين ولربما لقادة من نوع جديد قادرين على إعادة بناء الثقة.
وأعتقد بأنه يمكن القول بصراحة بأن الناس لم يعودوا يثقون في كل المؤسسات الكبرى. ولاشك أن جانبا من الحلول المطلوبة في هذا المجال يكمن في التحلي بمزيد من الشفافية.
سويس إنفو: لنعد مرة أخرى الى موضوع “الحاجة الملحة للابتكار”، كان منتدى دافوس قد حدد السبل الكفيلة بتحقيق أهداف الألفية . هل هذا ميدان من الميادين التي يمكن فيها تطبيق متطلبات الإبداع؟
جيد ديفيس: أجيب بنعم. فإذا ما أخذنا إفريقيا كمثال، نجد أن هناك وعودا منذ سنوات بالتمويل وبتخفيض المديونية، ولكن ما الذي تغير فعلا على أرض الواقع بالنسبة للأشخاص المعنيين؟ أعتقد بأنه يجب ان نغير من طريقة تصرفنا في هذا المجال.
وإذا ما نظرنا الى المبالغ الهائلة التي صرفت في هذا المجال، فعلينا ان نشعر بالقلق إذا ما وجدنا ان ذلك لم يعمل إلا على زيادة الدعم التي تحصل عليه منظمات الإغاثة.
وهناك موضوع مهم آخر وهو كيفية إشراك الشركات في تقديم الدعم والمساعدة، وهذا ما نأمل في أن تتم مناقشته كطرق وإمكانيات جديدة لحل المشاكل.
وبغض النظر عما يقال عن التجارة، فإن لب التجارة الجادة يكمن في حل المشاكل وهذا ما أرغب في أن يتم التركيز عليه في منتدى دافوس.
سويس إنفو
تعقد دورة هذا العام ما بين 25 و29 يناير بمنتجع دافوس في كانتون غراوبوندن السويسري. ستتمحور مواضيعها حول بروز الصين والهند على المستوى الاقتصادي، وإعادة بناء الثقة في المؤسسات والقادة، والابداع لمواجهة التغيرات السريعة على الساحة الدولية. وقد تجلب دورة هذا العام، حوالي 2340 مشاركا
إلتحق جيد دايفيس بمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي في عام 2004.
كانت له تجربة كبرى قبل ذلك في شركة “شل” الهولندية حيث تقلد منصب نائب رئيس قسم قضايا البيئة في الفرع الدولي للشركة.
كان قد شغل منصب مدير المكتب الافريقي لصندوق محاربة الإيدز UNAIDS
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.