قوات الأمن السورية تشن حملة في اللاذقية وسط اتهامات لفلول الأسد بتنفيذ هجمات

من كندة مكية وسليمان الخالدي
دمشق/عمان (رويترز) – قال سكان إن قوات الأمن السورية تبحث عن مشتبه بهم في مدينة اللاذقية يوم الثلاثاء بعد مقتل اثنين من أفراد وزارة الدفاع في هجوم ألقت وسائل إعلام رسمية بالمسؤولية فيه على مسؤولين سابقين من فلول حكومة الرئيس السابق بشار الأسد.
وبرزت منطقة اللاذقية الساحلية ضمن واحدة من التحديات الأمنية الرئيسية للإدارة السورية الجديدة التي تعمل على تعزيز سيطرتها بعد الاستيلاء على السلطة في ديسمبر كانون الأول.
وكان الأسد يستمد الدعم من الطائفة العلوية في المنطقة، والتي تنتمي إليها عائلته.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن مصدر أمني قوله إن عنصرين من وزارة الدفاع قُتلا في الدعتور باللاذقية على أيدي “مجموعات من فلول ميليشيات الأسد” وإن قوات الأمن شنت حملة لإلقاء القبض عليهما.
وسُمع دوي إطلاق نار طوال الليل بينما انتشرت قوات أمن حكومية في حي الدعتور.
وقال مسؤول أمني كبير في المنطقة لرويترز إن هناك زيادة في الهجمات على الدوريات الأمنية ونقاط التفتيش في عدة بلدات بمحافظة اللاذقية خلال الأسبوعين الماضيين، ملقيا بمسؤولية تلك الهجمات على عسكريين سابقين مختبئين.
وقال أحد سكان الدعتور لرويترز إن إطلاق نار كثيف وقع في الساعات الأولى من الصباح وإن قوات الأمن في العديد من المركبات حاصرت الحي قبل أن يهدأ الوضع في الصباح.
وقال آرون لوند من مركز أبحاث سينشري إنترناشونال “إنهم يواجهون الكثير من التحديات، وهذا من التحديات الكبرى، ليس بالضرورة لأن هناك تمردا يبدو هامشيا، ولكن لأنه سيستنزف الموارد إذا تحتم عليهم الاستمرار في الاندفاع نحو تلك القرى لإخماد الاضطرابات”.
وألقى المسؤول الأمني الكبير باللوم في الهجمات التي شهدتها اللاذقية على انتشار الأسلحة في أيدي أفراد أمن وجنود سابقين رفضوا الدخول في اتفاقات مصالحة مع السلطات الجديدة.
وقال المصدر إن شيوخا علويين تعاونوا في بعض الحالات مع قوات الأمن لتسليم أفراد أمن أو جنود سابقين يشتبه بهم في جرائم ارتكبت في عهد الأسد، وذلك حرصا على تجنب حملات الإجراءات الصارمة والاضطرابات المدنية المحتملة.
وتعرض مركز شرطة لهجوم الأسبوع الماضي خلال مواجهات في بلدة القرداحة، مسقط رأس الأسد، الواقعة في منطقة جبلية على بعد 25 كيلومترا شرقي اللاذقية.
وقال سكان وناشطون في القرداحة إن الواقعة بدأت عندما حاولت عناصر من قوات الأمن دخول أحد المنازل دون إذن، وهو ما دفع السكان إلى مقاومتهم. وقال اثنان من السكان وناشطون علويون إن شخصا قُتل بنيران سلاح آلي، واتهم السكان قوات الأمن بإطلاق النار.
ولم يشر بيان أصدره آنذاك مدير أمن اللاذقية إلى إطلاق النار. واتهم البيان مجموعات قال إنها قاومت فرض الأمن بمحاولة منع قوات الأمن من إقامة نقطة تفتيش وهاجمت مركز الشرطة.
وأصدر شيوخ ووجهاء في القرداحة بيانا عبر مقطع مصور بعد الواقعة اتهموا فيه “غرباء” بمحاولة استغلال الفجوات بين أهالي القرداحة والسلطات بهدف زعزعة الأمن.
وأعلنوا دعمهم لأي خطوة تتخذها السلطات بموافقتهم للحفاظ على الأمن والأرواح.