المعارضة السورية تطيح بالأسد ورئيس الوزراء يدعو لانتخابات حرة
من سليمان الخالدي وتيمور أزهري وجيداء طه
عمان/بيروت/القاهرة (رويترز) – أعلنت جماعة من المعارضة السورية المسلحة الإطاحة بالرئيس بشار الأسد بعد السيطرة على دمشق يوم الأحد، منهية حكم أسرته للبلاد بقبضة من حديد الذي دام نحو 50 عاما بعد حرب أهلية استمرت ما يربو على 13 عاما في لحظة مزلزلة للشرق الأوسط.
كما وجه مقاتلون إسلاميون من المعارضة السورية بذلك ضربة قوية لنفوذ روسيا وإيران في المنطقة، وهما الحليفان الرئيسيان اللذان قدما الدعم للأسد خلال أوقات فاصلة في الحرب الأهلية.
وقالت محطة برس تي.في الإيرانية الناطقة بالإنجليزية يوم الأحد إن سفارة طهران في دمشق تعرضت للاقتحام من مقاتلين في المعارضة السورية المسلحة بعد السيطرة على المدينة.
وقال ضابط سوري اطلع على أحدث التطورات لرويترز إن قيادة الجيش أبلغت الضباط بأن حكم الأسد انتهى.
لكن الجيش السوري قال في وقت لاحق إن قواته تواصل عملياتها العسكرية ضد “تجمعات الإرهاب” في أرياف حماة وحمص ودرعا.
وورد في بيان الجيش “جيشنا يواصل تنفيذ عملياته النوعية ضد تجمعات الإرهاب بوتائر عالية على اتجاه أرياف حماة وحمص وريف درعا الشمالي… تشدد القيادة العامة على أهمية الوعي لحجم المخطط المرسوم ضد وطنا الحبيب”.
وفي وقت سابق، قال ضابطان كبيران في الجيش السوري لرويترز إن الأسد غادر دمشق على متن طائرة إلى وجهة غير معلومة يوم الأحد، في وقت أعلنت فيه قوات من المعارضة دخولها العاصمة دون وجود أي مؤشر على انتشار الجيش. وسحق الأسد كل أشكال المعارضة في البلاد وقت حكمه.
وقالت قوات من المعارضة المسلحة “نزف إلى الشعب السوري نبأ تحرير أسرانا وفك قيودهم، وإعلان نهاية حقبة الظلم في سجن صيدنايا”. وصيدنايا سجن عسكري كبير على مشارف دمشق حيث كانت الحكومة السورية تحتجز الآلاف.
وقال ائتلاف المعارضة السورية يوم الأحد إنه سيواصل العمل من أجل “إتمام انتقال السلطة إلى هيئة حكم انتقالية ذات سلطات تنفيذية كاملة”.
وأضاف في بيان “انتقلت الثورة السورية العظيمة من مرحلة النضال لإسقاط نظام الأسد إلى مرحلة النضال من أجل بناء سوريا بناء سويا يليق بتضحيات شعبها”.
وذكر شهود أن الآلاف من السوريين في سيارات وعلى الأقدام تجمعوا في ساحة رئيسية في دمشق وهتفوا للحرية، بعد سقوط حكم أسرة الأسد الذي استمر نحو خمسين عاما.
وجاء هذا الانهيار المفاجئ بعد تغير جذري في موازين القوى بالشرق الأوسط إثر مقتل العديد من قادة جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران خلال الشهرين المنصرمين في ضربات إسرائيلية على لبنان. وكانت الجماعة أحد ركائز الأسد في أرض المعركة خلال الحرب الأهلية.
أما روسيا الحليفة الأخرى الرئيسية للأسد فتصب تركيزها حاليا على حرب أوكرانيا.