الوقاية من السكري ممكنة.. بشروط
يعاني أكثر من 177 مليون شخص من مرض السكري في العالم وقد يرتفع العدد عام 2025 إلى أكثر من 300 مليون، حسب ما تقول منظمة الصحة العالمية.
دفع هذا الارتفاع المحتمل في نسبة المصابين بمرض السكري، منظمة الصحة العالمية إلى التركيز على أهمية الوقاية بانتهاج نظام غذائي سليم وممارسة الرياضة.
تقدر منظمة الصحة العالمية ان عددالمصابين بمرض السكري مرشح لارتفاع كبير في العقود القادمة.. وقد يصبح السكري أحد أكبر أسباب الوفيات في العالم إذا لم يغير الأفراد والمجموعات والمصالح المختصة من طريقة مواجهة هذا الارتفاع حتى في المناطق الأكثر فقرا.
فقد ارتفع عدد المصابين بمرض السكري من 30 مليون في عام 1985 إلى أكثر من 177 مليون في عام 2000. وتتوقع المصالح المختصة أن يصل عدد المصابين بالسكري في مطلع عام 2025 إلى أكثر من 300 مليون مصاب.
وكانت تقديرات ضحايا السكري تصل إلى حدود 800 ألف شخص سنويا، وهو ما ترى فيه أوساط منظمة الصحة العالمية تقديرات دون الحقيقة، بحيث يتوقع أن يكون الرقم الحقيقي لعدد الوفيات بسبب السكري في حدود الأربعة ملايين شخص سنويا.
نمط العيش الحالي يعرض الجميع لخطر السكري
أصبح نمط الحياة التي نعيشها اليوم، من نظام غذائي وقلة الحركة، من الأسباب التي تضاف إلى المسببات الوراثية للإصابة بمرض السكري. وهذا ما يؤدي الى اختلال في إنتاج البنكرياس للأنسولين، وبالتالي ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم والتسبب في إصابة عدد من الأجهزة وبالدرجة الأولى الأوعية الدموية والأعصاب.
ويترتب عن هذا الاختلال في التحكم في نسبة السكر في الدم، نوعان من مرض السكري:
– السكري المعالج بحقن الأنسولين: وهو الذي يصيب أشخاصا لم يعد جهاز البنكرياس في جسمهم ينتج مادة الأنسولين، واغلبهم من الأطفال والمراهقين او المسنين.
-السكري غير المرتبط بمادة الأنسولين: وهو الذي يمثل 90% من الحالات، ويصيب أشخاصا يعرف جسمهم خللا في التعامل مع مادة الأنسولين التي يفرزها البنكرياس.
ومن عواقب الإصابة بمرض السكري،إصابة أوعية الشبكية مما يِدي إلى فقدان البصر. فقد أظهرت دراسات أن الإصابة بمرض السكري لأكثر من 15 عام، تؤدي في 2% من الحالات إلى فقدان البصر. وتؤدي أمراض القلب إلى وفاة أكثر من 50% من مرضى السكري في البلدان المتقدمة، كما تعد من أكبر أسباب بتر الأطراف السفلية التي تصاب فيها الشرايين والنسيج العصبي. وقد تؤدي الإصابة بمرض السكري عند المرأة الحامل إلى تعقيدات قد تصل إلى حد التشوه الجنيني او وفاة الجنين.
بداية وعي في العالم العربي
يتضح من منشورات المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمي بمنطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط، أن المنطقة جعلت التوعية لمرض السكري من بين أولوياتها، وشرعت في تكوين المشرفين عل جمعيات مرضى السكري في العالم العربي. وكان هناك حديث عن تنظيم أول مخيم إقليمي للأطفال المصابين بمرض السكري في تونس إضافة إلى تنظيم العديد من الدورات التدريبية في كل من قطر وسوريا والأردن ولبنان.
ولاشك أن العالم العربي قد يستفيد من تجارب الآخرين في التخفيف من الإصابة بمرض السكري بتكاليف أقل، وذلك بالتركيز على الوقاية لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن. فقد تم في الصين، عن طريق التوعية بتغيير النظام الغذائي، والحث على القيام بنشاط بدني، التخفيض بنسبة الثلثين من إمكانية الإصابة بالسكري.
كما أن التشخيص المبكر لمرض السكري يعد أحسن وسيلة لتفادي التعقيدات الكثيرة والمكلفة، المتمثلة في أمراض القلب والأوعية الدموية والعصبية وشبكية العين، والتي لا يتوفر علاجها بالنسبة للكثيرين.
يضاف إلى ذلك أن الوقاية من السكري، يعني تجنيب البلاد إنفاق أموال طائلة في العلاج، بلغت في الولايات المتحدة الأمريكية 44 مليار دولار سنويا، وتكلف عائلة هندية اكثر من 25%من دخلها لمعالجة فرد واحد مصاب.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف
177 مليون مصاب في العالم في عام 2000
قد يرتفع العدد في العام 2025 إلى 300 مليون شخص
ما بين 800 ألف و أربعة ملايين وفات في العام
نفقات العلاج تكلف الولايات المتحدة 44 مليار دولار سنويا
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.