الولايات المتحدة تريد قيادة الاستجابة العالمية للوباء
ستضاعف الولايات المتحدة هباتها من اللقاح المضاد لكوفيد-19 لتصل إجمالي الجرعات الموعودة للدول الفقيرة إلى أكثر من 1,1 مليار، كما أعلن جو بايدن الأربعاء، مؤكدا عزمه على قيادة الاستجابة العالمية للوباء.
وكان بإمكان الرئيس الأميركي أن يدلي بهذا الإعلان الثلاثاء أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكنه فضّل أن يعلن ذلك خلال الاجتماع الافتراضي الذي نظم بمبادرة منه في اليوم التالي.
وقال من البيت الأبيض “لقد قطعت وعدا، وسأفي به، بأن أميركا ستكون ترسانة اللقاحات للعالم، تماما كما كانت ترسانة الديموقراطية خلال الحرب العالمية الثانية”.
ويأتي هذا الإعلان فيما تريد بكين أيضا تقديم نفسها كمورد للدول التي تبحث عن اللقاحات.
وقال الرئيس الأميركي إنه مقابل كل جرعة تعطى في الولايات المتحدة، تمنح واشنطن ثلاث جرعات لدول أخرى.
وكان بين الزعماء الذين حضروا هذا الاجتماع عبر الانترنت، الرئيس الجنوب الإفريقي سيريل رامابوزا ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين والرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو ومسؤولون من الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية.
وأضاف جو بايدن في خطابه أن واشنطن ستجمع مجموعة من وزراء الخارجية في وقت لاحق من العام الحالي “من أجل التحقق من تقدمنا الجماعي”.
وتابع “نحتاج إلى التزام دول أخرى ذات دخل مرتفع تعهداتها الطموحة”.
كذلك، يعتزم بايدن تنظيم قمة افتراضية جديدة، على غرار القمة التي عقدت الأربعاء، في الربع الأول من العام 2022.
– 1,1 مليار –
ستشتري واشنطن 500 مليون جرعة إضافية من لقاح فايزر/بايونتيك، ما يرفع عدد الجرعات الموعودة إلى 1,1 مليار.
وأوضحت المجموعتان الصيدلانيتان في بيان مشترك أن هذه الجرعات المصنعة في الولايات المتحدة، ستوزع على 92 دولة نامية حددتها آلية كوفاكس الدولية وعلى 55 بلدا عضوا في الاتحاد الإفريقي.
وأضافتا أن المليار جرعة التي ستوفرها في المجموع للولايات المتحدة بسعر الكلفة، يجب أن توزع بالكامل بحلول آب/أغسطس 2022.
حتى الآن، أرسلت الولايات المتحدة حوالى 160 مليون جرعة الى أكثر من مئة دولة.
لكن بايدن لم يذكر في خطابه الهدف الطموح الذي كشفه قبيل ذلك مسؤولون بارزون في إدارته هو ان تصل كل دولة بما يشمل الدول الأكثر فقرا إلى تلقيح “70% من السكان” قبل الجمعية العامة المقبلة للأمم المتحدة أي بعد سنة.
– لا تكافؤ –
ووفقا لتقرير أعدته وكالة فرانس برس، أعطي اللقاح بشكل كامل في الولايات المتحدة لقرابة 55 في المئة من السكان، وهو رقم يتجاوز 70 في المئة في فرنسا و80 في المئة في الإمارات العربية المتحدة.
لكن في الكاميرون على سبيل المثال، تلقى 1,4 في المئة فقط من السكان جرعة واحدة على الأقل من اللقاح. وتزيد هذه النسبة تزيد قليلا على 5,5 في المئة في أنغولا ولا تتجاوز 0,35 في المئة في هايتي.
وتشدد الولايات المتحدة على أن تبرعاتها ليست مصحوبة بأي شروط سياسية، وقد كرر بايدن هذا الامر في خطابه الأربعاء، في ما يبدو أنها طريقة مستترة للإشارة إلى الصين التي وفقا للولايات المتحدة، ستمارس “دبلوماسية لقاحات” بمعايرة تبرعاتها بدقة متناهية.
وقال الرئيس الصيني شي جينبينغ في رسالة بالفيديو إلى الأمم المتحدة الثلاثاء إن “ضمان التوزيع العادل والمنصف للقاحات حول العالم كان أولوية ملحة”.
وأضاف أن الصين تعتزم “تقديم ما مجموعه مليارا لقاح للعالم بحلول نهاية العام”، مكررا رقما قدمته السلطات الصينية من دون تحديد ما هي نسبة التبرعات منها أو المبيعات.