انتخابات نيابية في البحرين من دون معارضة
أدلى الناخبون البحرينيون بأصواتهم في مراكز الاقتراع في أنحاء المملكة السبت، في انتخابات نيابية جديدة شهدت تنافس عدد قياسي من المرشحين رغم عدم وجود معارضة حقيقية مما يقلّل من حدة المنافسة السياسية في الدولة الخليجية.
وانطلقت العملية الانتخابية، التي تشمل أيضا انتخابات للمجالس البلدية، عند الساعة الثامنة صباحًا (04,00 ت غ) واستمرت حتى الثامنة مساء (16,00 ت غ) مع اغلاق صناديق الاقتراع.
بعد إغلاق صناديق الاقتراع، افاد مركز الاتصال الوطني أن 73% من الناخبين المسجّلين أدلوا بأصواتهم، ما تجاوز نسبة 67% المسجلة في العام 2018.
ويتنافس أكثر من 330 مرشحًا من بينهم 73 امرأة للفوز بـ40 مقعدًا في مجلس النواب الذي يقدّم المشورة للعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي يحكم البلاد منذ وفاة والده في آذار/مارس 1999. وكان عدد المرشحين في انتخابات العام 2018 الأخيرة 293 شخصًا من بينهم 41 امرأة.
مُنعت مجموعتا المعارضة الرئيسيتان وهما “الوفاق” الشيعية ووعد العلمانية من تقديم مرشحين على غرار انتخابات العام 2018. ويُذكر أنّه جرى حل الجمعية الأولى في 2016 والأخرى في 2017، مما دفعهما إلى دعوة الناخبين لمقاطعة الانتخابات.
وهذه ثالث انتخابات منذ أحداث العام 2011 حين شهدت البحرين الواقعة بين السعودية وإيران تظاهرات للمطالبة بملكية دستورية وإصلاحات سياسية أخرى، جرى قمعها على أيدي السلطات بمساندة من قوات جيرانها الخليجيين.
ومنذ ذلك الحين، سجنت السلطات مئات المعارضين، بمن فيهم زعيم المعارضة الشيعية البارز الشيخ علي سلمان الذي ترأس جمعية “الوفاق”، وجرّدت العديد منهم من جنسيتهم.
واعتبرت منظمة العفو الدولية الخميس أن الانتخابات تجري في “بيئة من القمع السياسي”.
لكن مسؤولا حكوميا بحرينيا قال في بيان لوكالة فرانس برس السبت إنّ “ممارسة الحقوق السياسية في البحرين يحميها الدستور، باستثناء الحالات التي لا يتم فيها استيفاء شروط الترشيح”.
وتتضمن المتطلبات “عدم وجود سجل جنائي أو عدم الانتماء إلى مجموعة تم حلها بسبب تورطها في أعمال عنف تتعارض مع النشاط السياسي المشروع”، وفقا للمسؤول الذي أكّد أيضا أنّ “حق التصويت هو أيضًا حق دستوري، لكنه ليس التزامًا. لا أحد يعاقب على اختيار عدم التصويت”.
وغالبا ما تتهم البحرين جارتها إيران بتدريب جماعات مسلحة من أجل إطاحة الحكومة، وهو اتهام تنفيه طهران.
– لا مخالفات –
في 2018، أصدرت البحرين ما يسمى قوانين العزل السياسي والمدني التي تمنع أعضاء أحزاب المعارضة السياسية السابقة ليس فقط من الترشح للبرلمان، ولكن أيضًا من الخدمة في مجالس إدارة الجمعيات.
وتقول منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية نقلا عن شخصيات من المجتمع المدني البحريني، إن ستة آلاف إلى 11 الف مواطن بحريني مُنعوا بأثر رجعي من الترشح للبرلمان وعضوية مجالس الجمعيات.
يبلغ عدد مراكز الاقتراع 55، وقد تم تخصيص مراكز ليصوت فيها مصابون بفيروس كورونا، حسبما أفادت السلطات. وتوافد الناخبون على المراكز منذ انطلاقة العملية الانتخابية، وكان بعضهم ينتظر امام المركز قبل فتح الأبواب، بحسب مصور وكالة فرانس برس.
وقالت نوف ابراهيم وهي ام لثلاثة اطفال “الأجواء جيدة. لم يدم انتظاري في الطابور أكثر من 10 دقائق تمكنت خلالها من التصويت”.
وقبل فتح أبواب مراكز الاقتراع أمام أكثر من 340 ألف ناخب مسجّل، تعرّض موقع البرلمان للقرصنة، وكذلك موقع وكالة الأنباء الحكومية وموقع الانتخابات الرئيسي.
وبينما لم تتضح الجهة التي تقف خلف عملية القرصنة، أعلنت وزارة الداخلية في تغريدة “استهداف مواقع الكترونية بهدف تعطيل العملية الانتخابية وبث رسائل سلبية للتأثير عليها، محاولات يائسة ولن تنال من عزيمة المواطنين”.
وأكد وزير العدل نواف بن محمد المعاودة في منتصف النهار “لم تردنا اي مخالفات … وجميع مراكز الاقتراع تستقبل الناخبين ويسير العمل بشكل انسيابي ومرن”. بينما قالت رئيسة المركز الانتخابي العام بمجمع السيف القاضية أمينة عيسى “الأعداد في تزايد مضطرد”.
تأتي عملية التصويت بعد أكثر من أسبوع من زيارة تاريخية قام بها البابا فرنسيس بهدف تعزيز الحوار بين الأديان، وهي الزيارة الثانية له لدولة خليجية بعد رحلة إلى الإمارات عام 2019.
وحض البابا خلال زيارته، من دون تحديد دولة معينة، على احترام حقوق الإنسان، قائلا إن من المهم “عدم انتهاكها” بل دعمها والترويج لها.
تتألف البحرين من جزيرة واحدة كبيرة وحوالى 34 جزيرة صغيرة تقع قبالة الساحل الشرقي للسعودية التي ترتبط بها عن طريق جسر. وتبلغ مساحتها 700 كيلومتر مربع، وهي أصغر دولة في الشرق الأوسط.
والبحرين حليف استراتيجي للغرب وطبّعت العلاقات مع إسرائيل في عام 2020. وتستضيف الدولة الأسطول الخامس للبحرية الأميركية مع حوالى 7800 جندي أميركي منتشرين في البلاد.
وكانت بريطانيا افتتحت في نيسان/أبريل 2018 في البحرين أول قاعدة عسكرية دائمة لها في الشرق الأوسط منذ عام 1971، وذلك في جنوب المنامة على أن تستضيف حوالى 300 جندي.