برن للألعاب الأولمبية الشتوية؟
اختارت اللجنة الاولمبية الدولية يوم الاربعاء كانتون برن، رفقة ثلاث مدن أخرى للتنافس على استضافة الالعاب الاولمبية الشتوية عام 2010.
لكن هذا الاختيار لا يعني أن الأمر قد حُسم لان الموافقة النهائية على استضافة هذه الالعاب ستكون للناخبين في الاستفتاء الذي يجرى يوم 22 سبتمبر.
هو ليس استفتاءا عاديا. فعليه يعتمد الكثير. هذا ما عبر عنه دريس فون وايسينفلوه المدير العام للجنة المبادرة عندما صرح لسويس إنفو قائلا:”في حال تصويت الناخبين ضد التمويل، سيتوجب على الكانتون أن يتخلى عن المشروع”.
لكن هناك استثناءا واحدا. ففي حال صوتت أغلبية من المعارضين لتمرير المبلغ ب”نعم” للمكان الذي وقع عليه الاختيار، فإن هناك إمكانية لمراجعة المشروع والنظر في تكاليفه.
لا يتحدث السيد وايسينفلوه بالألغاز. فهو يشير إلى ترشيح كانتون برن لاستضافة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2010. وهو الترشيح الذي سيخضع، مثله مثل كل ما له صلة بالحياة العامة في سويسرا، إلى استفتاء شعبي عام.
يعتقد السيد وايسينفلوه أن مجرد رفض الناخبين لإقرار المبلغ، الضروري لتمويل استعدادات الكانتون لاستقبال الألعاب، سيوجه ضربة قاسية إلى صورة وسمعة المدينة لاسيما لدى اللجنة الأولمبية الدولية.
لذلك يردف قائلا:”نحن نجاهد ليس من أجل إقرار المبلغ بل من أجل موافقة واضحة لا لبس فيها، كي نستطيع أن نقدمها كبرهان للجنة الأولمبية الدولية بأن برن هي مقر الألعاب الأولمبية الشتوية”.
ترشيح لبرن.. ولغيرها!
لا يعني ترشيح كانتون برن أنه سيستضيف وحده الألعاب الأولمبية. بل سيشاركه في ذلك عدد من الكانتونات السويسرية الأخرى مثل Valais وFribourg وحتى Graubunden.
ولذلك، فإن استفتاء 22 سبتمبر لن يكون حاسما فقط بالنسبة لصورة برن الخارجية، فهو سيبعث أيضا رسالة أخرى مباشرة إلى الكانتونات المعنية. فمن المفترض أن تصوت برلماناتها في نهاية العام الحالي على توفير المبلغ اللازم لتمويل الترشيح والاستعدادات الخاصة بالالعاب الاولمبية الشتوية عام 2010. وفي حال صوت الناخبون ب”لا”، فإنها قد تجد نفسها مترددة في اتخاذ ذلك القرار.
على صعيد آخر، فإن مشاركة الكانتونات الأخرى لا تعني أن برن لن تكون المركز الأساسي في ألعاب أولمبياد 2010 (في حال إقرار الترشيح طبعا). ففيها سيتم بناء ما يسمي ب”المدن المضيفة”، أو القرية الأولمبية.
ومن هذا المنطلق، تتوقع اللجنة المعدة للمشروع أن يصل عدد الزائرين لكانتون برن إلى نحو مليون ونصف المليون شخص.
تحرك المعارضين
لن يمر ترشيح “برن 2010” دون معارضة. فهناك أيضا لجنة شعبية تسعى إلى حشد المواقف ضد ذلك الترشيح. أما أسباب ذلك فعديدة. فمن جهة، لم ينس الكثيرون الفشل الذريع الذي مني به ترشيح “سيون 2006”. فدموع أدولف اوغي وزير الرياضة، التي طفرت آنذاك، لم تمح بعد من الذاكرة.
ومن جانب أخر، كما يشرح رئيس اللجنة المعارضة بولو هوفر، من غير المتوقع أن تعمد اللجنة الأولمبية الدوليةإلى اختيار موقع في منطقة جبال الألب مرة أخرى. فقد اختارت ذلك بالفعل عندما رشحت مدينة Torino الايطالية لاستضافة الألعاب الشتوية عام 2006.
عدا عن ذلك، فإن العامل المالي لا يمكن إغفاله. فالألعاب الأولمبية تمثل “مغامرة مالية لها عواقب كبيرة”، على حد قول السيد هوفر.
يعود ذلك أساسا إلى الوضع المالي الهش الذي يعاني منه كانتون برن. وتزداد الصورة تعقيدا عندما نعلم أن المبلغ الإجمالي للترشيح، الذي يصل إلى نحو 130 مليون فرنك سويسري واللازم لإقامة البني التحتية للألعاب، لم يتم تغطيته بعد.
وإذا أضفنا إلى ذلك مصاريف الإجراءات الأمنية اللازمة لحماية الألعاب والتي يتوجب على المدينة المضيفة تحملها، فإن مخاوف المعارضين لها ما يبررها. ربما لذلك ينظر رئيس اللجنة المعدة للترشيح إلى استفتاء سبتمبر المقبل بعين الترقب والتخوف معاً. فقد أثبت السويسريون مرارا أنهم يميلون إلى الواقعية كثيرا في تصويتهم.
سويس إنفو
1999: فشل ترشيح “سيون 2006”
2001:إختارت اللجنة الوطنية الأولمبية ترشيح “برن 2010”
22 سبتمبر 2002: إستفتاء شعبي على تمويل ترشيح برن
نهاية 2002: ستقرر برلمانات عدة كانتونات في شأن تمرير المبلغ المطلوب
2 يوليو 2003: ستصوت اللجنة الدولية الأولمبية على موقع الألعاب الشتوية لعام 2010
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.