بعد الإطاحة بالأسد.. أحمد الشرع يشدد قبضته على أجهزة الحكم في سوريا

من تيموز أزهري ومايا الجبيلي وتوم بيري
دمشق/بيروت (رويترز) – تفرض إدارة العمليات العسكرية في سوريا بقيادة أحمد الشرع سلطتها على الدولة السورية بنفس السرعة الخاطفة التي سيطرت بها على البلاد، ففي غضون أيام قليلة نشرت شرطة وسلمت السلطة لحكومة مؤقتة وعقدت اجتماعات مع مبعوثين أجانب، مما يثير مخاوف بشأن ما إذا كان حكام دمشق الجدد سيلتزمون بعدم إقصاء أحد.
ومنذ أطاحت هيئة تحرير الشام تحت قيادة الشرع وبدعم تحالف من قوات معارضة ببشار الأسد من السلطة يوم الأحد، انتقل موظفوها الذين كانوا حتى الأسبوع الماضي يديرون إدارة إسلامية في زاوية نائية من شمال غرب سوريا إلى مقر الحكومة في دمشق.
وكان تعيين محمد البشير رئيس حكومة هيئة تحرير الشام في إدلب رئيسا للحكومة السورية المؤقتة يوم الاثنين بمثابة تأكيد على مكانة الهيئة باعتبارها الأقوى بين الفصائل المسلحة التي حاربت لأكثر من 13 عاما لإنهاء عهد الأسد الذي حكم بقبضة من حديد.
ورغم أن الهيئة كانت تابعة لتنظيم القاعدة قبل فك الارتباط معها عام 2016، فقد نجحت في طمأنة زعماء العشائر والمسؤولين المحليين والسوريين عموما خلال زحفها إلى دمشق بأنها ستحمي الأقليات، وقد حظيت بدعم واسع النطاق. وساعدت هذه الرسالة في تسهيل تقدم مقاتلي المعارضة. ويكرر الشرع، المعروف بأبو محمد الجولاني، الرسالة نفسها منذ الإطاحة بالأسد.
وفي مكتب محافظ دمشق، حيث الجدران المزينة بالخشب المطعم والزجاج الملون، قلل مسؤول تم جلبه من إدلب لتولي المسؤولية من شأن المخاوف من أن سوريا تتجه نحو حكم إسلامي.
وقال محمد غزال وهو مهندس مدني يبلغ من العمر 36 عاما ويرتدي نظارة طبية ولديه لحية كثيفة ونشأ في الإمارات ويتحدث الإنجليزية بطلاقة “لا يوجد شيء اسمه الحكم الإسلامي. في النهاية، نحن مسلمون ومؤسساتنا أو وزاراتنا مدنية”.
وأضاف “ليس لدينا أي مشكلة مع أي عرق أو دين. ومن صَنع المشكلة هو النظام (السابق بقيادة الأسد)”.
ورغم ذلك، فقد ساور البعض القلق من الطريقة التي اتبعتها هيئة تحرير الشام في تشكيل الحكومة المؤقتة الجديدة، من خلال استقدام كبار الإداريين من إدلب. وقالت أربعة مصادر من المعارضة وثلاثة دبلوماسيين لرويترز إن لديهم مخاوف إزاء شمول العملية حتى الآن.
وقال البشير إن حكومته ستبقى في السلطة حتى مارس آذار فقط. إلا أن هيئة تحرير الشام التي لا تزال مصنفة جماعة إرهابية لدى الولايات المتحدة وتركيا وحكومات أخرى لم تفصح بعد عن التفاصيل الرئيسية للعملية الانتقالية بما في ذلك تفكيرها في دستور جديد.
وقال الشرع في تصريح لرويترز يوم الأربعاء إنه سيحل قوات أمن النظام المخلوع ويغلق سجونه ويلاحق أي شخص متورط في تعذيب أو قتل معتقلين.
وبينما يحتفل السوريون بسقوط دولة الأسد البوليسية الوحشية، أعرب البعض عن مخاوفهم بشأن المستقبل.
وأعرب وسام بشير (28 عاما)، متحدثا في مقهى بدمشق، عن قلقه “بسبب الأشياء التي أراها… مثل الحكومة الجديدة، وانتشار أعلام إسلامية”.
وعندما تولى منصبه هذا الأسبوع، ظهر وراء البشير علمان، العلم الأخضر والأسود والأبيض الذي رفعه معارضو الأسد طوال الحرب الأهلية، وعلم أبيض مكتوب عليه الشهادتين باللون الأسود، وهو عادة ما يرفعه المقاتلون الإسلاميون السُنة في سوريا.
وظهر العلم الوطني السوري فقط خلفه في مقابلة أجرتها معه قناة الجزيرة يوم الأربعاء.
وقال زكريا ملاحفجي أمين عام الحركة الوطنية السورية والذي عمل في الماضي مستشارا سياسيا للمعارضة في حلب “أنت عم بتجيب من لون واحد، مفروض يكون في تشارك مع الآخرين… هذه الطريقة ليست صحيحة، يعني المفروض القوى السياسية العسكرية والسياسية أن تأتي كلها إلى الطاولة وترتب وتوضع حكومة انتقالية بالتشاور مع الآخرين، هذا يعطي دعم للحكومة”.
وأضاف “المجتمع السوري مجتمع متعدد الثقافات، فبصراحة هيك مقلق”.