بوش يتلقى “صفعة على وجهه”
اعتبرت الصحف السويسرية أن هزيمة الجمهوريين في الانتخابات النصفية، التي شهدتها الولايات المتحدة، بمثابة صفعة موجهة للرئيس جورج بوش.
ومع أن الهزيمة الانتخابية لحزبه ستضعِـف بوش في العامين المتبقيين من عُـهدته الرئاسية، إلا أن الصحافة السويسرية لا تتوقّـع حدوث تغييرات جوهرية في سياسته.
“لا يعود الفضل في الفوز للديمقراطيين، بل يتحمّـل الجمهوريون والرئيس بوش بوجه خاص المسؤولية كاملة عمّـا حدث”. هذا هو جوهر التعليقات، التي نشرتها الصحافة السويسرية بُـعيد الانتخابات البرلمانية النصفية، التي جرت يوم 7 نوفمبر في الولايات المتحدة.
صحيفة لاريدجيوني، الصادرة في لوغانو، قالت في افتتاحية بعنوان “الإطاحة ببوش”، إن الاعتقاد بأن أمريكا تغيّـرت إثر تصويت يوم الثلاثاء، أمر مجانب للحقيقة. الأجدر أن يُـقال إن العلاقة القائمة بين الناخبين مع الرجل الذي جرّهم في حرب إيديولوجية خائبة اتضحت نتائجها للعيان، هي التي تغيّـرت.
في المقابل، اعتبر كاتب افتتاحية إل كورييري ديل تيتشينو، الصادرة في لوغانو، أن الديمقراطيين لم يكسبوا، “بسبب تميّـز خاص بهم، ولكنهم استفادوا من خيبة الأمل التي تسبب فيها الجمهوريون في القضايا الكبرى، التي تجنّـد لها الناخبون”.
صحيفة تاغس انتسايغر، الصادرة في زيورخ، ذهبت في نفس اتجاه الصحيفتين الناطقتين بالإيطالية، واعتبرت أن “الهزيمة تمثل صفعة لجورج بوش. فالمواطنون الأمريكيون لم يُـخفوا اشمئزازهم تجاه الرئيس وسياسته، وخاصة فيما يتعلق بالأسلوب الذي تمت به إدارة الحرب في العراق والتسامح الذي أبداه تجاه ممارسات، أقل ما يقال فيها إنها مثيرة للشك داخل صفوف حزبه”.
الحرب في العراق، التي مثلت الهزيمة الانتخابية حكما عليها، أدت إلى استقالة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد، وهنا، يشير رسام الكاريكاتير في صحيفة تاغس انتسايغر إلى أن رامسفيلد تمكّـن هذه المرة من “الحصول على اتفاق العالم”.
صحيفة لاتريبون دو جنيف اعتبرت أن جورج بوش تمكّـن، بفضل السياسة التي انتهجها، من “وضع المرشحين المحتملين لخلافته في حلبة السباق”، فيما ذهبت صحيفتا لاكسبريس ولامبارسيال، الصادرتين في نوشاتيل، إلى أن “خروج الجمهوريين من مجلس الشيوخ قد دمّـر البنيان الأيديولوجي الذي شيِّـد من طرف الرئيس وحلفائه بعد 11 سبتمبر 2001”.
“البندول”
أغلب الصحف الصادرة يوم الخميس، اعتبرت أن نهاية عهد بوش لن تكون مريحة بالمرة. في المقابل، ذهبت بعض الصحف على غرار دير بوند، الصادرة في برن، إلى أنه لا زال لدى الرئيس الأمريكي أوراق أخرى، يمكن أن يلعبها، وخاصة قُـدرته على التوصّـل إلى حلول وسط، التي سبق أن أظهرها عندما كان حاكما لولاية تكساس.
صحيفة نويه تسورخر تسايتونغ، الصادرة في زيورخ، نأت بنفسها عن التكهّـن بحدوث تغييرات جوهرية ورأت أن هزيمة بوش أشبه ما تكون بحركة “البندول” (رقاص الساعة)، الذي يتأرجح بشكل آلي من جانب إلى آخر، واعتبرت أن هذا يشكّـل في حد ذاته عودة إلى الوضع الطبيعي، منوّهة إلى أن “آليات التوازن والرقابة في النظام السياسي الأمريكي ناجعة”.
إيل كورييري ديل تيتشينو انتهجت نفس المقاربة لوصف تصرّف الناخبين الأمريكيين، ورأت في التحوير الذي طرأ على الأغلبية في الكونغرس ما يُـشبه “آلية إنقاذ ديمقراطية، تشتغل كلما يُـعرب الشعب الأمريكي عن معارضته بسبب ظروف سياسية للافتقار إلى توازن القوى والرقابة المتبادلة”.
لا تغييرات جوهرية
رغم النتيجة الانتخابية الواضحة لفائدة الديمقراطيين، لا يتوقع أحد حدوث تغييرات كبرى “من الآن وإلى نهاية الفترة الرئاسية لجورج بوش، لا في العراق ولا في واشنطن”، مثلما تقول صحيفة 24 ساعة، الصادرة في لوزان.
هذا الرأي تؤكّـده صحيفة نويه تسورخر تسايتونغ، التي تذكّـر بأن الديمقراطيين – وعلى عكس ما حدث مع الجمهوريين في عام 1994 – “لم يقترحوا عمليا بدائل ملموسة لسياسة الحزب المنافس، لقد عملوا على الحصول على تصويت احتجاجي، هذه الإستراتيجية نجحت، لكن نتيجتها تتمثل في عهدة سياسية للمستقبل من أضعف ما يكون”.
من جهتها، تضيف صحيفة تاغس أنتسايغر، بأنه لا يجب على الأوروبيين أن تساورهم الأوهام بحدوث تغييرات راديكالية في السياسة الخارجية الأمريكية، ففيما يتعلق بالشؤون الخارجية، لا يوجد نفس التعارض القائم بخصوص قضايا السياسة الداخلية بين الجمهوريين والديمقراطيين، كما أن “الرئيس بوش يظل القائد الأعلى للقوات المسلحة للقوة العظمى الوحيدة في العالم”، لذلك، يجب على أوروبا، مثلما تقول الصحيفة، أن تستمر في “المراهنة على تعاون أطلسي، بعض النظر عن نتيجة الانتخابات”.
نساء في الحلبة
صحيفة أرغاور تسايتونغ، أشارت من ناحيتها إلى أن الديمقراطيين يواجهون الآن ضغط الانتظارات الهائلة للناخبين، لكنهم “لا يتوفرون حقيقة على حل بديل”، مثلما تُـردّد بصوت واحد صحيفتا لوكوتيديان، الصادرة في دوليمون وبرنر تسايتونغ، الصادرة في برن، لذلك، تخشى الصحيفتان من أن يتحول الديمقراطيون إلى “مسؤولين عن الخيبة الأمريكية، إذا ما فشلوا في إدارة هذا الملف”، الأمر الذي قد يُـطيح بحظوظهم في الانتخابات الرئاسية لعام 2008.
العديد من الصحف السويسرية تداولت أسماء المرشحين المحتملين لخلافة بوش في البيت الأبيض، حيث ورد اسم السيدة هيلاري كلينتن، عضوة مجلس الشيوخ، التي حققت فوزا ساحقا في نيويورك، في العديد من الافتتاحيات، حيث أشارت صحيفة 24 ساعة، إلى أنها “ترنو بعينيها منذ الآن باتجاه البيت الأبيض”.
اسم سيدة أخرى جاء في صدر الصفحات الأولى للعديد من الصحف، وهو اسم السيدة نانسي بيلوزي، الرئيسة المقبلة لمجلس النواب والشخصية الثالثة في ترتيب الأهمية في الولايات المتحدة، التي عادة ما توصف بـ “المرأة الحديدية”.
سويس انفو
تتشكل السلطة التشريعية في الولايات المتحدة من غرفتين تضمّـان ممثلي الولايات الخمسين، وتمثل الغرفتان مجتمعتين الكونغرس الأمريكي.
طبقا لدستور الولايات المتحدة، يتحكّـم الكونغرس في الميزانية الفدرالية وفي العملية التشريعية.
يمكن للكونغرس أن يمارس التأثير على السياسة الأمريكية عن طريق القرارات التي يتخذها في مجال التمويل.
يعتبر الكونغرس الجهة الوحيدة، التي يمكن لها إصدار قوانين فدرالية أو إعلان حرب أو إبرام معاهدات مع دول أخرى.
يتم انتخاب أعضاء مجلس النواب لعامين وتجري الانتخابات في دوائر تحمل اسم Districts هذه الدوائر غير مقسّـمة على المستوى الفدرالي، بل يتم تحديدها من طرف الولايات في أعقاب إحصاء عام للسكان يجري كل 10 أعوام.
تمتد الفترة النيابية لأعضاء مجلس الشيوخ إلى ستة أعوام ويتم تجديده إثر انتخابات يُتنافس فيها على ثلث المقاعد تقريبا كل عامين. يرأس نائب الرئيس الأمريكي مجلس الشيوخ، لكن لا يحق له التصويت، إلا عند وجود حاجة للحسم عند التساوي التام بين الأصوات لدى الاقتراع على قانون معين.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.