بيان: إصابة مئات المعتقلين الفلسطينيين في سجن إسرائيلي بمرض الجرب
من علي صوافطة
رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) – قالت مؤسستان حقوقيتان فلسطينيتان يوم الاثنين إن هناك انتشارا لمرض الجرب، المعروف بالسكايبوس، بين صفوف المعتقلين الفلسطينيين في سجن النقب الإسرائيلي.
وذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ونادي الأسير في بيان مشترك أنه “من بين 35 معتقلا تمت زيارتهم من قبل المحامين في الأيام الماضية؛ منهم 25 مصابون بمرض الجرب”.
وذكر البيان “جميع من تمت زيارتهم خرجوا للزيارة وهم معصوبو الأعين، ومقيدو الأطراف، وجميعهم تعرضوا لعمليات إذلال، وتنكيل، من خلال عملية سحب مهينة تتم بحقهم، وإجبارهم على الجلوس على ركبهم حتى الخروج من القسم”.
ولم يصدر تعقيب من الجهات الإسرائيلية ذات الصلة حول ما ورد في البيان المشترك لهيئة الأسرى والمحررين ونادي الأسير.
وجاء في البيان أن “هذه عينة صغيرة عن المئات من الأسرى المصابين، الذين يتعرضون لجرائم طبية ممنهجة، وعمليات تعذيب على مدار الساعة، من خلال استخدام إدارة السجون المرض أداة لتعذيبهم”.
ويقدر عدد المعتقلين الفلسطينيين في سجن النقب الإسرائيلي بحوالي ثلاثة آلاف معتقل من أعمار مختلفة.
وذكر البيان أن “إفادات الأسرى جميعهم تضمنت تفاصيل قاسية جدا، حول معاناتهم من المرض دون تلقي أي نوع من العلاج، ودون محاولة إدارة السجون معالجة الأسباب التي ساهمت وتساهم في استمرار انتشار المرض”.
ومنذ السابع من أكتوبر تشرين الأول من العام الماضي، اتخذت السلطات الإسرائيلية العديد من الإجراءات ضد المعتقلين الفلسطينيين في سجونها ومنها تقليص مواد التنظيف وأوقات الاستحمام وكميات الطعام وغيرها من الإجراءات إضافة إلى اكتظاظ السجون مع الارتفاع الملحوظ في عمليات الاعتقال.
واستعرض البيان مجموعة من العوامل التي أدت الى انتشار مرض الجرب بين المعتقلين ومنها “قلة مواد التنظيف، عدم تمكن الأسرى من الاستحمام بشكل دائم، انعدام توفر ملابس نظيفة، فمعظم الأسرى لا يملكون إلا غيارا واحد، عدم وجود غسالات، حيث يضطر الأسرى لغسل الملابس على أيديهم”.
وأضاف البيان “كما تمنعهم إدارة السجن من نشرها (الملابس) كي تجف لذلك تبقى رطبة، الأمر الذي ساهم بشكل كبير بانتشار الأمراض الجلدية بين الأسرى، كما لا تستجيب إدارة السجن لمطالبات الأسرى المتكررة بتوفير العلاج أو حتى إخراجهم للعيادة”.
وتضمن البيان مجموعة من شهادات المعتقلين دون الإشارة إلى أسمائهم قدموا تفصيلا لما يتعرضون له داخل السجون الإسرائيلية.
كما تضمن البيان نموذجا لأوضاع المعتقلين المرضى من خلال حالة المعتقل عبد الرحمن صلاح (71 عاما).
وذكر أن صلاح “من جنين وهو من الأسرى القدامى ومن محرري صفقة (وفاء الأحرار) المعاد اعتقالهم… ويعتبر من أسوأ الحالات المرضية في سجون الاحتلال، والذي يتعرض فعليا لعملية قتل بطيء”.
وبحسب البيان فإن صلاح “يعاني من ضعف شديد في النظر، وضعف في السمع، إلى جانب عدة مشكلات صحية أخرى تفاقمت بعد الاعتداء الذي تعرض له في سجن (النقب) بعد الحرب على يد قوات (النحشون)”.
وقال البيان إن الاعتداء على صلاح “تسبب له بنزيف جزئي في الدماغ، وفقدان مؤقت للذاكرة، إلى جانب أعراض أخرى أثرت بشكل كبير على إمكانية تلبية احتياجاته الخاصة، حيث نقل في حينه إلى مستشفى (شعاري تسيدك) ثم إلى سجن (الرملة) ومكث هناك فترة، ورغم حالته الصعبة أعادوه إلى سجن (النقب)، وقد أصيب الأسير صلاح بمرض الجرب الذي ضاعف من معاناته التي لا توصف”.
وحذرت هيئة الأسرى ونادي الأسير في بيانهما المشترك من أن “استمرار انتشار مرض الجرب-السكايبوس بين صفوف الأسرى، وتحديدا المرضى سيكون سببا في استشهاد أسرى داخل السجون، إلى جانب جملة الأسباب التي أدت إلى استشهاد العشرات من الأسرى والمعتقلين منذ بدء حرب الإبادة، وتحديدا جراء عمليات التعذيب”.
وتشير الإحصائيات الفلسطينية الرسمية إلى أن “عدد الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال بلغ أكثر من عشرة آلاف و100 وذلك حتى بداية شهر أكتوبر 2024 منهم 94 أسيرة و270 طفلا”.