بيتر هانسن: بإمكان العرب أن يقدموا الكثير!
يقول المنسق العام لمنظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا، ان الدول العربية بإمكانها تقديم أكثر مما قدمته حتى الآن لمساعدة الفلسطينيين، مشيدا بتعهد الشيخ زايد بتمويل إعادة بناء مخيم جنين. وقد حضر السيد هانس مناقشة الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية للأوضاع الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
أكد المنسق العام لمنظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا في حديث خص به سويس انفو “أن الدول العربية بإمكانها أن تقدم أكثر مما تقدمه لمساعدة وغوث اللاجئين الفلسطينيين”. وقد وجه نداءا، خاصة للدول التي تتوفر لديها الإمكانيات المادية لمساعدة منظمته التي ترعى شؤون اللاجئين الفلسطينيين منذ عام 1950 والتي تواجه احتياجات إضافية بسبب الدمار الذي لحق بالبنية التحتية في الأراضي الفلسطينية من جراء الاجتياح العسكري الإسرائيلي الأخير.
وكان السيد بيتر هانسن صرح أمام الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية أثناء مناقشتها للأوضاع الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بأن “دوامة العنف التي اندلعت في شهر سبتمبر عام 2000 خلفت 1276 قتيلا وأكثر من ثلاثين ألف جريح في الجانب الفلسطيني، وحوالي 432 قتيلا و3690 جريحا في الجانب الإسرائيلي.
وعن تدميرالقوات الإسرائيلية منازل الفلسطينيين، أورد السيد بيتر هانسن “أنه تم تحطيم 2629 منزلا مما ادى إلى ترك أكثر من 13000 فلسطيني بدون مأوى من بينهم 800 عائلة في مخيم جنين وحده. وفي تقييمه للأضرار المترتبة عن هذا الغزو، يقدر السيد بيتر هانس أن ما لحق بجنين وحدها يفوق 3،8 مليون دولار وان الأضرار الإجمالية للضفة الغربية تفوق 380 مليون دولار. أما إذا ما أضيفت لها الأضرار الاقتصادية فإن الرقم يقدر بالمليارات.
عبرت عن الرعب لما شاهدته في جنين بأم عيني
وأكد السيد بيتر هانس أن القوات الإسرائيلية منعت موظفي المنظمة ومبعوثي اللجنة الدولية للصليب الأحمر من دخول مخيم جنين ما بين الثاني والخامس عشر أبريل. ومنعت وصول مواد الإغاثة والأدوية وقطعت التزود بالمياه الصالحة للشرب، ومنعت سيارات الإسعاف من نقل الجرحى والموتى. كما أن موظفي الأونروا تعرضوا للمضايقات والاحتجاز وأن واحدا منهم قتل، كما تعرضت سيارات الإسعاف للتحطيم. وهذا ما وصفه المنسق العام للأونروا “بالتصرف غير المقبول”.
وفي رده على سؤال حول ما شاهده في مخيم جنين عند دخوله بعد المجازر التي ارتكبت هناك وعمليات التدمير التي تعرض لها المخيم على أيدي القوات الإسرائيلية، قال السيد بيتر هانس: “إذا كنت قد عبرت عن الرعب لرؤية صور المدنيين الإسرائيليين ضحايا الانفجارات، فكيف لا أعبر عن الرعب لما شاهدته بأم عيني في مخيم جنين من عائلات بقيت بدون مأوى، وبقايا جثث متحللة تحت الأنقاض… خصوصا أن ما حدث هناك من صنع قوات عسكرية نظامية تخضع لالتزامات دولية”؟ وقد عبر المنسق العام لمنظمة الأونروا عن شكره لتعهدات الشيخ زايد، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بتمويل إعادة بناء مخيم جنين، معبرا عن الأمل في أن يحذو آخرون حذوه.
إدانة اسرائيل في الجمعية العامة للصحة
أماالجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية المجتمعة في جنيف منذ أسبوع، فقد تطرقت في جلستها الخاصة يوم الأربعاء، لدراسة الأوضاع الصحية للشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة. فقد توصلت الجمعية العامة بثلاثة تقارير: الأول من السلطة الفلسطينية والثاني من الحكومة الإسرائيلية والثالث من سكرتارية منظمة الصحة العالمية.
وعلى إثر ذلك تقدمت مصر باسم الدول العربية، بمشروع قرار أمام إحدى لجان المنظمة تطالب فيه بإدانة العراقيل التي وضعتها القوات الإسرائيلية في وجه عمال الإغاثة وطواقم القطاع الصحي وممارساتها ضد المستشفيات وفي حق الجرحى والموتى. ويطالب القرار المديرة العامة بالتوجه إلى المنطقة للوقوف على واقع الأحوال الصحية هناك ورفع تقرير للجمعية العامة في العام القادم.
وقد صادقت الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية صباح الجمعة على هذا القرار الذي ايدته ثمان وأربعون دولة وعارضته ثمانية بلدان بينما امتنعت عن التصويت ثمان وستون دولة.
التعليل الذي قدمته غالبية الدول الممتنعة عن التصويت هو كون القرار يذهب إلى أبعد مما تسمح به صلاحيات منظمة الصحة العالمية ويعالج بعض الجوانب السياسية للقضية الفلسطينية. وهذا ما اعتبرته كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية “تسييسا للجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية”.
محمد شريف – جنيف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.