تجمع بدوي بالضفة الغربية يتهم مستوطنين إسرائيليين بسرقة مئات الأغنام

من علي صوافطة وجيمس ماكنزي
عين العوجا (الضفة الغربية) (رويترز) – قال سكان إن مستوطنين إسرائيليين مسلحين سرقوا مئات الأغنام من تجمع بدوي في غور الأردن، في أحد أكبر الهجمات التي تحدث عنها البدو في المنطقة في الآونة الأخيرة.
وتزايدت مثل هذه الهجمات في المنطقة منذ بدء الحرب على غزة لكن شهودا قالوا إن حجم هذه الواقعة التي جرت يوم الجمعة بالقرب من عين العوجا، شمالي مدينة أريحا بالضفة الغربية المحتلة، تجاوز كثيرا أي تعد شهدوه من قبل.
وقال هاني زايد، أحد سكان المنطقة، والذي فقد نحو 70 رأسا من الأغنام في الهجوم على حد قوله، “المستوطن جاب غنمه خلطها في وسط التجمع تبعنا مع الغنم تبعتنا، في نفس اللحظة مع هجوم ما يقارب من 200 مستوطن، دخلوا على المجمع كله بحماية الجيش معهم، الجيش والشرطة، ونظفوا السير (حظائر الأغنام) كلها، ما في وحدة ما دخلوها ما خلوا فيها شي”.
وأضاف “كان معهم 20 تندر (سيارة) حملوا الغنم فيها… هذا أكبر (هجوم للمستوطنين). كانوا يوخذوا راس، راسين، خمسة، ستة، سبعة (من الغنم)، كانوا يقولوا هاي مسروقة مني، أما زي هيك ما صار عنا. ما يقارب 1500 راس (من الغنم) الي أخذوهم من المجمع”.
وبعد خبرة في التعامل مع سلطات إنفاذ القانون المحلية لسنوات، لم تعد فكرة اللجوء إلى الشرطة للمساعدة ذات أهمية. وقال زايد “الشرطة ما بتعمل أي شي. عمرهم ما فادونا في شي. يعني المستوطن بفتح بدو يؤخذ الغنم، الشرطي بيقول أنت متأكد، اه، هاي الغنم الك”.
وقال سكان إن المستوطنين سرقوا نحو 1500 رأس من الأغنام والماعز وساقوها من التجمع السكني أو نقلوها في شاحنات صغيرة تحت أعين أفراد من الشرطة وجنود.
ونفت الشرطة الإسرائيلية في بيان صحة ما ورد من تفاصيل عن هذه الواقعة بينما لم يصدر تعليق من الجيش الإسرائيلي، ولا من مجموعة تمثل المستوطنين في المنطقة.
ويقول سكان المنطقة وجماعات حقوق الإنسان إن غور الأردن، وهي منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة نسبيا تقع بالقرب من نهر الأردن، تتعرض الآن لضغوط متزايدة من المستوطنين.
وبالنسبة للكثيرين من الرعاة البدو، فإن فقدان القطيع يعني فقدان أي وسيلة لكسب الرزق. ويعتقد الرعاة في عين العوجا، مثل كثير من الفلسطينيين، أن الهدف الأكبر من مثل هذه الوقائع هو إجبارهم على مغادرة الأرض للسماح لإسرائيل بالاستيلاء عليها بالكامل.
وفي ظل التكهنات بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي رفع العقوبات عن مرتكبي أعمال العنف من المستوطنين، سيعطي الضوء الأخضر لضم كامل للضفة الغربية، تحدث وزراء إسرائيليون علانية عن الاستيلاء الكامل على الأراضي التي لا تزال إسرائيل تحتلها منذ حرب عام 1967.
ولا تتوفر في هذا التجمع البدوي، الذي يقول سكانه إنه أنشئ قبل نحو 40 عاما، أي كهرباء باستثناء ما يُنتج من ألواح شمسية متنقلة. وتُجلب المياه بواسطة سيارات محملة بخزانات، على الرغم من وجود نبع كبير على بعد مئات الأمتار من التجمع، لكنه مخصص لاستخدام المستوطنين.
وقال موسى عبيات الذي يقيم مع والد زوجته في هذا التجمع “الهدف من هذه الاعتداءات (هو) تفريغ المنطقة من سكانها. بدهم يهجروا الناس بطريقة أو أخرى. يعني احنا مصدر الرزق الوحيد صادروه؛ ما في مصدر ثاني”.