تحديات الصحة العالمية
بدأت أعمال الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية بالتركيز على سبل مواجهة انتشار مرض الالتهاب الرئوي الحاد الذي يعد من التحديات الصحية للقرن الحادي والعشرين
وسيتم خلال هذه الدورة تعيين مدير جديد للمنظمة، واعتماد أول معاهدة دولية لمحاربة التدخين
افتتحت يوم الاثنين في قصر الأمم المتحدة بجنيف أشغال الدورة 56 للجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية وسط أجواء واحتياطات تمليها محاربة انتشار مرض الالتهاب الرئوي الحاد المعروف بـ “سارس”.
فقد تم إخضاع كل المشاركين من ممثلي الدول الأعضاء ال 190 والصحفيين الراغبين في تغطية الأشغال إلى إجراءات بيروقراطية أكثر منها صحية، تتمثل في ملء استمارة يتعهد فيها المشارك بأنه لم يسافر خلال العشرة أيام الأخيرة إلى إحدى البلدان المعروفة بانتشار المرض فيها، وهي الصين وهونكونغ وتايوان. وتطلب الإجراءات ممن يشعر ببعض الأعراض مثل السعال او الحمى او ضيق في التنفس عرض نفسه على المصالح الصحية.
واحتلت محاربة انتشار مرض الالتهاب الرئوي الحاد حيزا وافرا من حيث مضمون الدورة السادسة والخمسين لمنظمة الصحة العالمية بتخصيص جلسة إعلامية يوم الثلاثاء، للتعرف على تقارير وزراء الصحة في البلدان المعنية بالمرض حول انتشار الوباء. كما سيقوم خبراء منظمة الصحة العالمية بتوضيح تفاصيل أنظمة الإنذار العالمي في حال ظهور مرض مثل “سارس”.
وقد خصصت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية النرويجية، جرو هارليم برونتلاند القسم الأكبر من خطابها الافتتاحي لموضوع الالتهاب الرئوي الحاد معتبرة إياه “أول مرض جديد ينتشر في القرن الحادي والعشرين”.
وترى المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية أن الدروس المستخلصة من محاربة انتشار مرض الالتهاب الرئوي أظهرت أن هناك ضرورة:
. للحصول على المعلومات بمجرد بداية انتشار المرض
. لتبادل هذه المعلومات بأسرع من تنقل الأشخاص عبر وسائل النقل العصرية
. لنقل المعلومات عن الاستراتيجيات التي اعتمدتها بعض البلدان لمواجهة انتشار المرض
. للتأكد أن الدول المصابة قد اتخذت الإجراءات الوقائية الضرورية.
مدير جديد ومعاهدة لمحاربة التدخين
وستصادق الدورة الحالية لمنظمة الصحة العالمية في إجراءين روتينيين على تعيين الكوري الجنوبي، يونغ ووك لي، خلفااللمديرة العامة الحالية النرويجية جرو هارليم بورنتلاند، والتي ستنهي فترة واحدة من توليها هذا المنصب في شهر يوليو القادم، حيث رفضت السيدة بورنتلاند الترشح لفترة جديدة.
كما تتبنى الجمعية العامة للصحة أول اتفاقية إطارية تم اعتمادها من قبل الدول الأعضاء في مجال محاربة التبغ، وهذا ما وصفته المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية “باليوم التاريخي”، لاسيما أنها كرست الجهد الأكبر من ولايتها على رأس منظمة الصحة العالمية لقضية محاربة التدخين، خصوصا وأنها النقطة الإيجابية الوحيدة تقريبا التي يمكن أن تزين بها حصيلة إدارتها للمنظمة الدولية.
الصحة للجميع طموح يجب أن يِؤجل لعام 2015
أما إذا نظرنا إلى التحديات التي تواجه منظمة الصحة العالمية في مجال عملها، أي محاربة انتشار الأمراض في العالم وتحسين الظروف الصحية لسكان المعمورة، إما في الحالات العادية او في حالات الأزمات، فإن التحديات كثيرة.
ففي هذه العام الذي يصادف الذكرى 25 لميثاق ألما آطا، والذي تعهدت فيه المنظمة بضمان الرعاية الصحية الأساسية للجميع مع مطلع عام 2000، فإن هذا الهدف لم يتحقق لعدة أسباب.
وستخصص المنظمة جلسة نقاش لمعاينة مدى التزام الدول بالتعهدات المقطوعة، سواء في قمة الألفية او نقاشات التنمية المستديمة العديدة حول العلاقة بين الفقر والصحة، وكأن الأمر يحتاج إلى نقاش إضافي لإقناع الجميع بوجود هذه العلاقة.
كما تبحث جلسات النقاش الخاصة ببعض القضايا المحددة مثل الوضع الصحي في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي العراق، وذلك في غياب تمثيل رسمي عراقي.
وتتواصل مداولات الجمعية العامة للصحة حتى 28 مايو الجاري بحضور ممثلي البلدان الأعضاء المائة والتسعين.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.