The Swiss voice in the world since 1935

ترامب: روسيا وأوكرانيا “قريبتان جدا من التوصل إلى اتفاق” 

afp_tickers

أعلن الكرملين الجمعة أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بحثا خلال اجتماعهما في موسكو “إمكان” إجراء محادثات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا، في وقت أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّ البلدين باتا “قريبَين جدا” من التوصل إلى اتّفاق.

وكتب ترامب على منصّته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشل” بُعيد وصوله إلى روما حيث من المقرر أن يحضر السبت جنازة البابا فرنسيس، أنّ روسيا وأوكرانيا “قريبتان جدا من اتفاق، وعلى الجانبين الآن أن يجتمعا على أعلى مستوى لوضع اللمسات الأخيرة عليه”.

ويضغط ترامب للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات في أوكرانيا، لكنه لم ينجح حتى الآن في انتزاع أي تنازلات مهمة من بوتين.

وأفاد الكرملين بأن ويتكوف عقد اجتماعا استمر ثلاث ساعات مع الزعيم الروسي عقب هجمات روسية على كييف الخميس أسفرت عن مقتل 12 شخصا وبعد مقتل جنرال روسي بسيارة مفخخة في اعتداء حمّلت روسيا مسؤوليته لأوكرانيا.

وقال المساعد الرئاسي في الكرملين يوري أوشاكوف بعد المحادثات “جرى نقاش حول إمكان تجديد المفاوضات المباشرة بين ممثلي الاتحاد الروسي وأوكرانيا”، واصفا المحادثات بأنها “بناءة ومفيدة جدا”.

ولم تُجرِ موسكو وكييف محادثات مباشرة بشأن القتال، منذ الغزو الروسي عام 2022.

لكن مسؤولين من مستوى أدنى تعاونوا في مجالات مثل تبادل الأسرى وإعادة رفات جنود قتلى وإبرام اتفاق الحبوب في البحر الأسود عام 2022 الذي لم يعد ساريا.

وأدى الهجوم الذي شنته موسكو في شباط/فبراير 2022 إلى تدمير مساحات واسعة من شرق أوكرانيا ومقتل عشرات الآلاف.

وفي سعيها لإنهاء النزاع والذي لم يُسفر حتى الآن عن نتائج تُذكر، تُجري الولايات المتحدة محادثات منفصلة مع كلا الجانبين.

وصرح أوشاكوف بأن الاجتماع أسهَم في “تقريب” المواقف الأميركية والروسية بشأن أوكرانيا. 

لكن كييف تخشى مع حلفائها الأوروبيين من أن تُبرم موسكو وواشنطن اتفاقا مجحفا بحق أوكرانيا.

ويؤدي ويتكوف، وهو مستثمر عقاري وملياردير وأكثر المساعدين الموثوقين لدى ترامب، دورا رئيسا في جهود السلام التي تبذلها واشنطن، رغم إدلائه بتعليقات عدة أثارت غضب أوكرانيا.

– “فلاديمير، توقف”

وكان ترامب قد هدد بالتخلي عن وساطته إذا لم يرَ تقدما يُفضي إلى وقف النار.

وكتب ترامب على شبكته للتواصل الاجتماعي تروث سوشل بعد أن أسفرت هجمات روسية على كييف عن مقتل 12 شخصا: “فلاديمير، توقّف!”، مؤكّدا استياءه من سلسلة الضربات هذه “بتوقيتها غير المناسب أبدا”.

وعندما سئل كيف سيكون رد فعله إذا لم تقبل روسيا الاتفاق، قال ترامب الخميس “لن أكون سعيدا، اسمحوا لي بأن أضع الأمر على هذا النحو، حينها سوف تحدث أشياء”.

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس في مقابلة مع قناة “سي بي اس” الأميركية أن موسكو مستعدّة لإبرام اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وقال لافروف إنّ ترامب “يتحدث عن اتفاق، ونحن مستعدون لإبرام اتفاق، لكنّ بعضا من العناصر المحدّدة لا يزال يحتاج إلى ضبط دقيق”.

لم تكشف الولايات المتحدة تفاصيل خطتها للسلام، لكنها اقترحت تجميد القتال على الجبهات والقبول بالسيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم التي ضمها الكرملين عام 2014. 

ونُقل عن ترامب قوله في مقابلة مع مجلة تايم نُشرت الجمعة “ستبقى القرم مع روسيا. و(الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي يُدرك ذلك”. 

وترفض أوكرانيا التنازل عن أي أراض لموسكو، مؤكدة أنها لن تقبل بالسيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم.

وكرر زيلينسكي الجمعة أن شبه جزيرة القرم تعود إلى أوكرانيا رغم أن روسيا ضمتها في 2014، مؤكدا أن موقف كييف من هذه المسألة “ثابت” رغم الضغوط الأميركية.

إلى ذلك، كشف زيلينسكي أن صاروخا أطلقته روسيا على كييف الخميس هو من صنع كوريا الشمالية ويحتوي عشرات المكونات التي تنتجها شركات أميركية. 

– “المناطق الخمس” –

ورفض بوتين الشهر الماضي اقتراحا أميركيا بوقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار قَبِل به زيلينسكي وطالب به مرارا. 

وقال ترامب، المتهم بالانحياز إلى روسيا في المفاوضات وبتشويه سمعة زيلينسكي، الخميس إن التنازل الرئيسي الذي ستقدمه روسيا في أي اتفاق سلام هو “التوقف عن الاستيلاء على البلاد بكاملها”.

وتحتل موسكو حاليا نحو 20% من أوكرانيا، وبالإضافة إلى شبه جزيرة القرم أعلنت ضم أربع مناطق أوكرانية أخرى. 

وقال ويتكوف لشبكة “فوكس نيوز” في وقت سابق هذا الشهر إن التسوية تتوقف على وضع “ما تُسمّى المناطق الخمس”، وهو تعليق استدعى توبيخا حادا من زيلينسكي الذي اتهم المبعوث الأميركي بـ”الترويج للرواية الروسية”. 

وعندما وصل ويتكوف إلى روسيا الجمعة، أفادت السلطات بانفجار سيارة قرب موسكو أدى إلى مقتل جنرال روسي، حسبما أفادت لجنة التحقيق الوطنية التي فتحت تحقيقا في “جريمة قتل” عقب “تفجير عبوة ناسفة بدائية الصنع”. 

وقالت اللجنة في بيان إنّ الضحية هو الجنرال إياروسلاف موسكاليك “نائب رئيس المديرية العامة للعمليات في هيئة الأركان العامة” للقوات المسلّحة الروسية. 

ووجهت روسيا الاتهام إلى أجهزة أمن أوكرانية يُعتقد أنها وراء سلسلة من الاغتيالات لشخصيات رفيعة المستوى في روسيا.

بور/ناش-سام/ب ق-جص 

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية