تشديد أمني في دافوس
مع اقتراب يوم 23 يناير، تصاعدت حمى الإستعدادات لعقد الدورة المقبلة للمنتدى الإقتصادي العالمي في منتجع دافوس شرق سويسرا.
وفي ظل تشديد غير مسبوق للإجراءات الأمنية، تتوقع مشاركة العديد من الشخصيات الدولية في المنتدى من بينهم كيم يونغ-نام الرجل الثاني في النظام الحاكم في كوريا الشمالية..
تستأثر مناسبة انعقاد المنتدى الإقتصادي العالمي في دافوس منذ بضعة أعوام باهتمام إعلامي وأمني ملفت في الأيام الأولى من كل عام في سويسرا لأسباب متعددة.
فمن جهة، تمثل المناسبة أول حدث دولي يستقطب الأنظار في بداية العام في سويسرا وفي أوروبا الغربية بحكم تحول “نخبة” من رجال السياسة والإقتصاد والأعمال والإعلام في العالم إلى المنتجع الشهير لتبادل الآراء والأفكار حول حاضر الأوضاع الدولية وتطوراتها المحتملة.
ومن جهة ثانية، وبحكم انتقال عدوى التظاهرات المناهضة للعولمة إلى دافوس، أصبحت عملية اتخاذ الإجراءات الأمنية الضرورية لمنع المحتجين من الوصول إلى دافوس أو تعطيل سير أشغال المنتدى البند الأول في جدول أعمال قوات الأمن المحلية في مدينة دافوس وكانتون لاي غريزون وكانتون زيوريخ من موفى شهر ديسمبر إلى آخر يوم من أيام الإجتماع.
تشديد أمني غير مسبوق
فعلى سبيل المثال، أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع السويسرية يوم الأحد 5 يناير أن المجال الجوي فوق منتجع دافوس سيخضع في الفترة الفاصلة ما بين 23 و28 يناير إلى مراقبة صارمة من جانب الجيش السويسري الذي سيكون بإمكانه “فتح النار بدون سابق إنذار” على أي طائرة أو جسم طائر يحلق فوق دافوس أثناء انعقاد المنتدى.
وعلى الرغم من أن وزارة الدفاع لم تقدم بعدُ المزيد من التفاصيل عن شروط تطبيق هذه التعليمات إلا أنها المرة الأولى التي تتخذ فيها السلطات الفدرالية إجراءات استثنائية من هذا القبيل منذ بدء نشاط منتدى دافوس قبل ثلاثين عاما.
وفي انتظار مصادقة الحكومة الفدرالية رسميا على هذه الإجراءات في اجتماعها المقرر ليوم 15 يناير، ذكّـر الجنرال كريستوف كيكايس القائد الأعلى للقوات المسلحة السويسرية في تصريحات صحفية نشرت يوم الأحد أن هذه الإجراءات تستند إلى مرسوم صدر في عام 1984 يحدد الشروط التي يمكن أن تؤدي إلى اتخاذ قرار بالحد من حركة الطيران.
ومن بين الإجراءات الإحترازية الأخرى، قررت السلطات السويسرية منع حوالي مائة شخص من التحول إلى دافوس. وتشمل القائمة نشطاء أجانب عرفوا بارتكابهم سابقا أو يُعتقد أنهم يعدّون لارتكاب ” أعمال عنف” طبقا لما صرح به جون لوك فيز مدير المكتب الفدرالي للشرطة.
كوريا الشمالية مدعوة أيضا!
وفيما سيتركز الإهتمام في الدورة الثالثة والثلاثين لمنتدى دافوس على قضية “بناء الثقة” في المؤسسات السياسية والإقتصادية والهيئات المنتخبة أو المتطوعة، قد تتحول كوريا الشمالية وكيفية “إعادة الثقة” إلى علاقاتها مع جارتها الجنوبية والولايات المتحدة بشكل خاص إلى محور مثير للإهتمام في دورة عام 2003.
فقد أعلنت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية صبيحة الإثنين أن “منتدى دافوس قرر تسهيل إعادة فتح قنوات الحوار مع كوريا الشمالية من أجل تهدئة التوترات في شبه القارة الكورية والمساهمة في إقرار السلام في العالم” في إشارة للأزمة التي اندلعت مؤخرا إثر قرار بيونغ يانغ إعادة تشغيل محطة نووية مجمدة منذ عام 1994 بناء على اتفاق مبرم مع الولايات المتحدة.
ومن المنتظر أن يتحول موريس سترونغ أحد مساعدي كوفي أنان الأمين العام للأمم المتحدة إلى بيونغ يانغ لتسليم دعوة إلى كيم يونغ نام رئيس مجلس رئاسة المجلس الشعبي الأعلى والرجل الثاني في النظام الحاكم في كوريا الشمالية للمشاركة في لقاءات منتدى دافوس.
وأضافت الوكالة أن “هناك حظوظا جيدة لأن يشارك كيم يونغ-نام في منتدى دافوس” مشيرة إلى أن رسالة دعوة كانت وجهت قبل فترة من طرف منتدى دافوس الذي يوجد مقره في جنيف إلى بيونغ يانغ عن طريق بعثة كوريا الشمالية لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف.
انفتاح محسوب
أخيرا يتوقع المشرفون على تنظيم المنتدى الإقتصادي العالمي أن يشارك في دورة هذا العام التي تعود للإنعقاد في دافوس بعد التئامها بصفة استثنائية في نيويورك العام الماضي – أكثر من مائة وخمسين شخصية سياسية بارزة من بينهم وزير الخارجية الأمريكي كولن باول والرئيس السابق بيل كلينتون.
وطبقا للمعلومات المنشورة على موقع منتدى دافوس ينتظر أن يشارك في أشغال الدورة الثالثة والثلاثين – بالإضافة إلى ممثلين عن المؤسسات الإقتصادية العضوة في المنتدى – مائة وخمسون شخصية من قيادات منظمات غير حكومية وهيئات مدنية ومائتي مفكر وباحث بالإضافة إلى أربعين زعيم ديني.
يشار أخيرا إلى أن المنتدى يواصل هذا العام سياسة الإنفتاح على فعاليات المجتمع المدني وأكبر المنظمات غير الحكومية في سويسرا والعالم في محاولة مستمرة لإقناع المناهضين للعولمة بوجود إمكانية للتقريب بين المواقف ولإجراء حوار ما بين الطرفين.
سويس إنفو
“استعادة الثقة في المؤسسات القيادية الإقتصادية والسياسية والخاصة” هو محور الدورة 33 للمنتدى التي تنعقد من 23 إلى 28 يناير 2003
قررت إدارة المنتدى تقليص عدد المشاركين في أشغاله من أجل توفير أجواء ملائمة للنقاش والحوار بين الشخصيات السياسية والإقتصادية والفكرية والدينية المشاركة
سينتظم منتدى مفتوح للجمهور بمشاركة عدد من كبريات منظمات المجتمع المدني لمناقشة عدد من القضايا المرتبطة بالعولمة والسلم والتنمية المستديمة والهجرة
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.