تصعيد بين أبوظبي والدوحة وأمير قطر تباحث هاتفيا مع ترامب والتقى اردوغان
اتهمت أبوظبي مقاتلات قطرية الاثنين ب”اعتراض” طائرة مدنية اماراتية كانت في طريقها الى المنامة، وطائرة مدنية ثانية خلال مرحلة نزولها إلى مطار البحرين الدولي، في تصعيد جديد في الأزمة الخليجية.
وسارعت الدوحة الى نفي الاتهام الاماراتي ب”اعتراض” الطائرة المدنية الاولى، مؤكدة على لسان المتحدثة باسم وزارة خارجيتها لولوة الخاطر ان الاتهام “عار عن الصحة”.
ويأتي الاتهام الاماراتي بعدما قالت قطر السبت أنها ابلغت الامم المتحدة بان طائرة عسكرية اماراتية كانت متجهة إلى المنامة ايضا انتهكت مجالها الجوي مطلع كانون الثاني/يناير الجاري، اثر حادث مماثل في كانون الاول/ديسمبر.
والعلاقات بين دولة الامارات والبحرين والمملكة السعودية ومصر من جهة، وقطر من جهة ثانية، مقطوعة منذ الخامس من حزيران/يونيو الماضي بعدما اتهمت الدول الاربع الدوحة بدعم الارهاب وهو ما نفته الامارة الغنية مرارا.
وكانت الدول الاربع اتخذت لدى قطع علاقاتها مع قطر اجراءات عقابية بحقها في محاولة لتضييق الخناق عليها تجاريا اقتصاديا، وبينها منع الطائرات القطرية من عبور اجوائها.
وتؤشر الاتهامات المتبادلة حول سلامة الطيران وخرق الاجواء الى تصعيد جديد في الازمة.
وقالت الهيئة العامة للطيران المدني الاماراتية في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية “مقاتلات قطرية تعترض طائرة مدنية إماراتية خلال رحلة اعتيادية الى المنامة أثناء تحليقها في المسارات المعتادة”، مضيفة ان الحادث وقع الاثنين.
ولم تقدم الهيئة تفاصيل اضافية حول طبيعة اعتراض الطائرة، او الاجواء التي شهدها الحادث، لكنها شددت على ان الرحلة “اعتيادية مجدولة ومعروفة المسار ومستوفية لجميع الموافقات والتصاريح اللازمة”.
من جهتها، نددت وزارة الخارجية البحرينية في بيان ب “السلوك العدائي المرفوض” من قبل قطر مشيرة الى ان الطائرة تابعة لمجموعة “طيران الامارات”.
وتسيّر “طيران الامارات” و”الاتحاد للطيران” و”العربية” و”فلادبي” رحلات يومية الى المنامة انطلاقا من المطارات الاماراتية.
واتهمت الهيئة المقاتلات القطرية بتشكيل “تهديد سافر وخطير لسلامة الطيران المدني” وبخرق القوانين والإتفاقيات الدولية، مؤكدة ان أبوظبي “ستتخذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة لضمان أمن وسلامة حركة الطيران المدني”.
وفي وقت لاحق، اعلنت الهيئة انها ابلغت “بقيام المقاتلات القطرية باعتراض طائرة مدنية ثانية خلال مرحلة نزولها إلى مطار البحرين الدولي في رحلة اعتيادية مجدولة ومعروفة المسار ومستوفية للموافقات والتصاريح”.
وفي الدوحة، قالت الخاطر في حسابها على تويتر “تعلن دولة قطر أنّ ما صدر من أخبار متعلقة باعتراض مقاتلات قطرية لطائرة مدنية إماراتية هو خبر عارٍ عن الصحة تماماً”، موضحة انه “سيصدر في ذلك بيان مفصَّل”.
– ترامب واردوغان –
وكانت الدوحة أعلنت السبت أنها ابلغت الامم المتحدة ان طائرة عسكرية اماراتية انتهكت مجالها في الثالث من كانون الثاني/يناير عندما كانت في طريقها الى المنامة. كما تحدثت عن قيام طائرة حربية مقاتلة إماراتية اخرى باختراق مجالها الجوي في 21 كانون الاول/ديسمبر الماضي.
ونفى وزير الدولة للشؤون الخارجية في الامارات انور قرقاش الاسبوع الماضي الاتهام القطري معتبرا ان هذه “الشكوى بشأن انتهاك الإمارات مجالها الجوي غير صحيحة ومرتبكة ونعمل على الرد عليها رسميا بالأدلة والقرائن”. واضاف ان “ما نراه تصعيدي وغير مبرّر”.
في خضم هذا التصعيد، تلقى امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اتصالا هاتفيا من قبل الرئيس الاميركي دونالد ترامب بحثا خلاله “سبل تعزيز مجالات التعاون المشترك (…) خصوصا في مكافحة الارهاب”.
كما ناقشا تطورات الاحداث في المنطقة، وفقا لوكالة الانباء الرسمية.
وفي انقرة، استقبل الرئيس التركي رجب اردوغان امير قطر. واعلنت الرئاسة التركية ان المسؤولين عقدا اجتماعا بعد الظهر في القصر الرئاسي في العاصمة، دون ان تكشف فحوى المحادثات.
وتعتبر تركيا احد اكبر الداعمين لقطر في خلافها مع السعودية والامارات ومصر والبحرين. واكدت تركيا دعمها لقطر فور اندلاع الازمة وارسلت مساعدات غذائية للدوحة. كما اقامت قاعدة عسكرية في قطر تضم منشآت ونحو ثلاثة آلاف عسكري.
وكان الرئيس التركي زار مرتين الدوحة منذ بداية الازمة كما ان امير قطر زار تركيا في ايلول/سبتمبر 2017.
بور-ني-ده-مع/اع