الجوع والفقر يتطلبان تحركا شاملا
دعت وزيرة الخارجية السويسرية يوم الاثنين 2 يوليو إلى بذل "جهود ملموسة جدا ومشتركة"، قالت إنها "ضرورية لتحقيق أهداف الألفية"، التي وضعتها الأمم المتحدة.
وشددت رئيسة الكنفدرالية في خطاب ألقته في افتتاح اجتماع يعقده المجلس الاقتصادي والاجتماعي، التابع للمنظمة الأممية في جنيف، على ضرورة التحرك الشامل.
وزيرة الخارجية قالت أيضا “إننا نمتلك المعارف والتجربة الضرورية للتغلّـب على الفقر الحادّ والجوع، كما أننا نتوفّـر على الموارد اللازمة، تبقى الإرادة لحشدها”.
هذا النداء، الذي وجّـهته الوزيرة السويسرية، جاء في مفتتح اجتماع حاسم حول أهداف الألفية للتنمية، التي يُـفترض أن يتم بلوغها بحلول عام 2015، ويأمل المسؤولون الأمميون في الحصول خلال هذا اللقاء، على تعهدات واضحة من طرف الوزراء المشاركين في اجتماع جنيف.
في السياق نفسه، اعتبرت ميشلين كالمي – ري أن “هدفنا الأول المشترك”، يتمثل في التنمية وفي “إنشاء عالم أكثر حرية وأكثر أمانا”، وأشارت إلى أنه من الضروري أن تتقدم البلدان الأكثر فقرا بإستراتيجياتها الخاصة لمكافحة الفقر.
من جهة أخرى، ترى وزيرة الخارجية السويسرية أنه “يجب على الدول المصنعة أن ترفّـع من حجم مساعداتها بالتوازي مع فتح أسواقها بشكل أكبر بوجه البلدان السائرة في طريق النمو”.
من جانبه، طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون في مداخلته البلدان الغنية باحترام وعودها، ودعاها إلى بلوغ الهدف المحدد، المتمثل في تخصيص 0،7% من إجمالي الناتج الداخلي، لفائدة المساعدات العمومية.
في هذا السياق، تُـتّـهم سويسرا بعدم القيام بما يكفي من طرف المنظمات غير الحكومية ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، لكن الحكومة السويسرية تؤكّـد أنها تعمل على بلوغ الأهداف، التي حددتها الأمم المتحدة.
تطورات بطيئة جدا
بان جي مون لم يفوِّت فرصة هذا الاجتماع الدولي الهام، وقال في كلمته “إنني أستحِـث المانحين على وضع جدول زمني للزيادة في حجم المساعدات، من أجل أن يتمكّـنوا من الآن وإلى عامي 2010 و1015 من الإيفاء بالتعهدات، التي قطعوها على أنفسهم”.
ومع أن التقييم الذي أصدرته الأمم المتحدة عشية افتتاح الاجتماع الدوري للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، جاء صارما، حيث اعتبر أن التطورات التي تحققت إلى حد الآن، كانت بطيئة جدا في البلدان الإفريقية، الواقعة جنوب الصحراء، إلا أن الأمين العام للمنتظم الأممي، اعتبر أنه إذا ما تم التحرك الآن، فلا زال بالإمكان احترام الموعد المحدد في 2015، لتحقيق أهداف الألفية.
كما تطرق بان جي مون إلى الجمود الذي تمر به المفاوضات التجارية الدولية في الوقت الحاضر، وقال “إن العالم يحتاج بشدّة إلى نجاح المفاوضات التجارية لجولة الدوحة ضمن منظمة التجارة العالمية”، ويرى المسؤول الكوري الأصل، أن “الحواجز بوجه التجارة والدعم المقدّم للقطاع الزراعي والقواعد المُـلزمة المطبّـقة على حقوق الملكية الثقافية، تعمِّـق أشكال عدم المساواة في العالم وتُـفرغ تصريحاتنا الكبرى حول القضاء على الجوع والفقر، من مضمونها”.
أرقام مثيرة للجدل
الأمم المتحدة انتقدت في التقرير، الذي أعدّته حول ما تم إنجازه من أهداف الألفية في منتصف الطريق ونُـشر يوم 2 يوليو، البلدان الأعضاء في مجموعة الثمانِ لعدم إيفائها بالوعد، الذي قطعته على نفسها بمضاعفة حجم المساعدة المقدّمة إلى إفريقيا بحلول عام 2010، وهو التزام اتُّـخذ في القمة التي عقدتها المجموعة في سكوتلاندا قبل عامين.
التقرير أشار إلى أن النتائج الحالية “متفاوتة”. فمن جهة، تحقق بعض التقدم، حيث انخفض عدد الأشخاص، الذين يعانون من الفقر المدقع (أقل من دولار واحد في اليوم) من 1،25 مليار في عام 1990 إلى 980 مليون في عام 2004، في الوقت الذي ارتفع فيه عدد السكان في العالم، أما في إفريقيا، جنوب الصحراء، فقد تراجع بأكثر من 6 نقاط منذ عام 2000، حيث مرّ من 46،8% إلى 41،1%.
هذه الأرقام أثارت انتقادات وتشكيكا من قِـبل العديد من المنظمات غير الحكومية، مثل منظمة العمل ضد الجوع والمساعدة السويسرية، اللتان اعتبرتا أن توقعات الأمم المتحدة متفائلة جدا، وأشارتا إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية في العالم، استمر في الارتفاع.
من جهتها، يؤكّـد راميش سينغ، مدير منظمة ActionAid International، أنه “لن يكون ممكنا تقليص نسبة الفقر في العالم إلى النصف بحلول عام 2015″، ويذهب إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية، يسجِّـل ارتفاعا بدلا من أن يتراجع، حيث يبلغ عددهم اليوم 850 مليون شخص، مقابل 800 مليون قبل سبعة أعوام.
وتقول المنظمة، التي أطلقت حملة عالمية جديدة تحمل عنوان « HungerFree » من أجل حشد اهتمام الرأي العام الدولي، إن شخصا يموت من الجوع كل 3،6 ثوانٍ ومعظمهم أطفال تقل أعمارهم عن خمسة أعوام، لذلك، فإن “وعود البلدان الغنية مغالِـطة”.
من جهتها، دعت كارولين موريل، مديرة منظمة ActionAid، إلى بلورة إطار قانون مُـلزم لفائدة الحق في الغذاء وانتقدت تقدُّم سويسرا بـ “معادلة حسب الطلب” في المفاوضات الجارية لإعداد بروتوكول إضافي للعهد الدولي حول الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
سويس انفو مع الوكالات
أهداف الألفية كما حددتها منظمة الأمم المتحدة سنة 2000:
· حفظ السلم والأمن الدوليين وحل النزاعات بالطرق السلمية.
· حماية الثروات الطبيعية وتوفير الأمن الغذائي والتشجيع على استعمال الطاقة المتجددة.
· بناء المنشآت المساعدة على توفير المياه الصالحة للشرب.
· ضمان التعليم الابتدائي للبنين والبنات، والتشجيع على الالتحاق بالتعليم من دون تمييز بين الجنسين.
· تعزيز النظام الصحي، وضمان إتاحة الخدمات الصحية لجميع فئات المجتمع.
· حماية حقوق الإنسان وبناء دولة القانون والمؤسسات وضمان المشاركة السياسية ونشر الديمقراطية ومكافحة كل أشكال التمييز.
· التشجيع على الحكم الرشيد.
· تعزيز مكانة المرأة والدعوة إلى العدالة في توزيع الفرص.
يعاني 27% من الأطفال، الذين تقل أعمارهم عن خمسة أعوام، من نقص في الوزن في البلدان الفقيرة، هذه الإحصائية المحورية لقياس مستوى الجوع في العالم، سجّـلت تراجعا بـ 33% منذ عام 1990 ولا زالت الأمم المتحدة تأمل في تقليص هذه النسبة إلى النصف (مقارنة بعام 1990)، بحلول عام 2015.
ارتفعت نسبة الأطفال الأفارقة المتمدرسين في التعليم الابتدائي من 57% في بداية العشرية إلى 70%. على المستوى العالمي، تبلغ نسبة الأطفال الذين لا يذهبون إلى المدرسة، 12%، وهو رقم “مرتفع جدا وغير مقبول”، حسب ما ورد في التقرير.
ارتفع عدد الأشخاص المصابين بمرض السيد (إيدز) بـ 6،6 مليون منذ عام 2001، ليصل إلى 39،5 مليون، أما عدد المتوفين بسبب هذا المرض، فقد زاد بـ 700 ألف شخص ليصل إلى 2،9 مليون سنويا.
التقدّم الذي سُـجل في مجال مكافحة الإصابة بمرض السلّ، ليس كافيا لتقليص نِـسب الإصابة المسجلة في عام 1990 إلى النصف بحلول عام 2015. يشار إلى أن المناطق الواقعة جنوب الصحراء في إفريقيا، كانت الجهة الوحيدة في العالم، التي سجّـل فيها المرض ارتفاعا خلال هذه العشرية.
سجّـلت وفيات الأطفال في البلدان الأكثر فقرا في العالم، انخفاضا بـ 16% منذ عام 1990. وكان أصحاب القرار في العالم، قد توقعوا في عام 2000 تقليص هذه النسبة بـ 67% بحلول عام 2015.
. تقليص الفقر المدقع والجوع
· ضمان التعليم الابتدائي للجميع
· تعزيز المساواة بين الجنسين واستقلالية النساء
· تقليص نسبة الوفيات في صفوف الأطفال
· تحسين صحة الأم
· مكافحة السيدا (إيدز) وحمى المالاريا وأمراض أخرى.
· ضمان بيئة مستديمة
· إقامة شراكة عالمية من أجل التنمية
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.