ثلاثة قتلى في أكبر هجوم بالمسيّرات تشنه أوكرانيا في منطقة موسكو

تعرضت روسيا لهجوم واسع بطائرات مسيرة أوكرانية ليل الاثنين الثلاثاء، وكانت منطقة موسكو، حيث قُتل ثلاثة اشخاص، في قلب هذا الهجوم الأكبر من نوعه منذ بدء العزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022.
وقع الهجوم قبل ساعات من انطلاق مباحثات في السعودية بين وفدين أوكراني وأميركي بهدف إيجاد تسوية للحرب.
ومن المفترض أن يطرح وفد كييف في جدة مقترحا لوقف إطلاق النار في الجو وفي البحر مع موسكو، في وقت تضغط إدارة الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أقرب وقت ممكن.
وافادت السلطات الروسية بمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 18 آخرين، بينهم طفل في الهجوم الذي استهدف فيدنوي ودوموديدوفو ورامينسكوي وسابرونوفو في الضواحي الجنوبية للعاصمة.
وأكدت كييف أن منشأة خط أنابيب النفط “دروجبا” الذي يعد طريقا رئيسيا لإمداد غالبية أنحاء وسط أوروبا بالنفط الروسي تعرضت لهجوم.
وأكد رئيس الوزراء المجري بيتر سيارتو أن شحنات النفط الروسية توقفت “مؤقتا” ومن المقرر أن تستأنف الثلاثاء.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية فشل الهجوم الأوكراني مشيرة إلى أن منظومات الدفاع الجوي دمرت 343 مسيّرة، بينها 91 فوق منطقة موسكو و126 فوق منطقة كورسك” الحدودية مع أوكرانيا في جنوب البلاد.
قال رئيس بلدية العاصمة الروسية سيرغي سوبيانين عبر تطبيق تلغرام “تم صد أكبر هجوم بمسيّرات معادية على موسكو”.
– “صرخ الاطفال” –
وقالت هيئة الطيران الروسية إن جميع المطارات الأربعة الرئيسية التي تخدم موسكو أغلقت إحترازيا لأكثر من أربع ساعات في الصباح وتم تحويل 83 طائرة إلى مطارات أخرى.
وأفاد صحافيون من وكالة فرانس برس أن نوافذ أحد المباني السكنية التي سقطت عليها مسيّرة في قرية سابرونوفو البعيدة نحو 10 كيلومترات من موسكو تحطمت ودُمرت شرفة جزئيا.
وقالت يفغينيا باكاتويفا (38 عاما) التي كانت مع أطفالها الثلاثة وقت الهجوم لوكالة فرانس برس “وقع الهجوم في الخامسة صباحا. كنا نائمين عندما دوى انفجار. وصرخ الأطفال”.
وأضافت باكاتويفا التي تعمل في مركز تجميل وتحطمت نافذة المطبخ في شقتها “أنه أمر مخيف، مخيف للغاية”.
وقال أرتيوم (34 عاما) الذي يعمل في وكالة لبيع السيارات وتضررت شقته “لم أشاهد هذا من قبل إلا على شاشة التلفزيون” مضيفا “أنه مشهد مخيف عندما تواجهه في حياتك اليومية”.
في مدينة رامينسكوي البعيدة 40 كيلومترا جنوب شرق موسكو، طال الهجوم مبنى مكونا من 22 طابقا وتضررت فيه شقتان على الأقل، وتناثرت شظايا الزجاج وحطام على بعد عشرات الأمتار، بحسب صحافي في فرانس برس.
ولم يتلق سكان موسكو وضواحيها أي تحذير من الهجوم، اذ لم يتم إطلاق صفارات الإنذار أثناء وقوعه.
– “إشارة إلى بوتين” –
وتطلق كييف طائرات مسيرة ضد روسيا بشكل منتظم، ردا على الضربات التي تستهدف أوكرانيا يوميا منذ ثلاث سنوات.
وقال مسؤول أوكراني إن الهجوم الليلي يهدف إلى حث موسكو على قبول الهدنة الجوية التي اقترحتها كييف كشرط مسبق لإجراء محادثات محتملة لإنهاء الحرب.
وقال المتحدث باسم المركز الحكومي الأوكراني لمكافحة التضليل أندريه كوفالينكو “هذه إشارة أخرى إلى (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لحثه على الاهتمام بهدنة جوية”.
وندد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف بالهجوم الذي استهدف “بنى تحتية اجتماعية ومباني سكنية”.
ويأتي الهجوم أيضا قبل ساعات من زيارة للأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا فريدون هادي سينيرلي أوغلو إلى موسكو حيث يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
كما تعرضت أوكرانيا لقصف روسي جديد ليل الاثنين الثلاثاء. وأعلنت القوات الجوية أن البلاد استهدفت بـ126 مسيّرة وصاروخ باليستي، مضيفا أن التقديرات الأولية تشير إلى أن الأضرار محدودة.
وفي منطقة كورسك الروسية الحدودية، أعلنت موسكو الثلاثاء أنها استعادت من الجيش الأوكراني 12 بلدة و”أكثر من 100 كيلومتر مربع”، في سياق التقدم الكبير الذي تحرزه منذ أيام.
بور-جمو/جك-ريم/ص ك