مُنظمة التجارة العالمية.. الفضاء الذي تَتَعارض فيه المصالح الاقتصادية!
رغم استمرار المفاوضات بشأن قواعد التجارة الحُرّة وراء الكواليس منذ عقود من الزمان، إلّا انها لَمْ تصبح أكثر سهولة على الإطلاق. وقبل أيام من موعد انعقاد المؤتمر الوزاريالثانى عشر لمنظمة التجارة العالمية في جنيف الذي أرجئ عقده في آخر لحظة بسبب ظهور متحورة "أوميكرون" المثيرة للقلق، يتعيّن على المنظمة ضمان أن تكون القواعد متطابقة مع الواقع الجديد الذي يتميّز بصعود البلدان النامية، وتنامي الاقتصاد الرقمي، وانتشار جائحة كوفيد - 19 بطبيعة الحال.
تم نشر هذا المحتوى على
من مواليد يوكوهاما في اليابان، وأعيش في سويسرا منذ عام 1999. عُينتُ كمسؤولة عن قسم التحرير الياباني في swissinfo.ch في عام 2016. قبل ذلك، كنت أعمل لصالح صحيفة أساهي شينبون في قصر الأمم المتحدة بجنيف لمدة 15 عاماً، حيث تابعت الأخبار السويسرية والمُتعددة حاصلة على درجة الماجستير في العلاقات الدولية في جنيف. الاسم المختصر: au
وَلَدتُ في إنجلترا وأعيش في سويسرا منذ عام 1994. التحقتُ بجامعة زيورخ لدراسة تصميم الغرافيك بين عامي 1997-2002. انتقلت في الآونة الأخيرة للعمل كمحررة للصور، والتحقت بفريق swissinfo.ch SWI في مارس 2017.
إن تضارب المصالح بين الدول النامية والمُتقدّمة، ومُراعاة احتياجات المُستهلكين بالإضافة إلى الفوائد – أو السلبيات – التي تعود على الصناعة، تجعل التوصل إلى حَلٍّ وسَط بشأن قواعد التجارة الدولية الجديدة أمراً صعباً. فالتجارة الحُرّة لا تَنحَصر فقط بِخَفض التعريفات الجمركية، وزيادة الواردات والصادرات، وجَعل السِلَع والخدمات أقل تكلفة للمستهلكين.
أدى إلغاء الدَعم المُقَدَّم للأغذية المُصَنَّعة تماشياً مع قرار منظمة التجارة العالمية لعام 2015 مثلا إلى خَفض الدَعم المُقَدَّم لصناعة الشوكولاتة السويسرية بمقدار 100 مليون فرنك سويسري (108 ملايين دولار) سنوياً. وليس هذا سوى مثال واحد على التأثير السلبي لتغيير قد يبدو طفيفاً على قطاع بأكمله.
من الناحية التاريخية، لم تكن هناك أبداً لحظة كانت التجارة فيها حُرّة كما هي عليه اليوم. وفي الواقع، فإن القواعد التي تحكم التجارة لم تواكب وتيرة التغيير. لذا، يجب أن تأخذ محادثات التجارة العالمية في الاعتبار العديد من القضايا الخلافية بين الدول المتقدمة والنامية، بما في ذلك المصالح القوية التي انبثقت عن مجموعة الاقتصاديات الناشئة المتمثلة في بلدان مجموعة بريكسرابط خارجي مثل الصين، وروسيا، والهند، والبرازيل.
ونظرا لأن الإجماع مطلوب بين أعضاء منظمة التجارة العالمية، فإن وَضع جدول أعمال بشأن المحادثات فقط يتطلب سنوات. وقد أدى ذلك إلى المُفارقة المُتمثلة في عَدَم اتخاذ أي خطوات ملموسة لإصلاح منظمة التجارة العالمية، على الرغم من الاعتراف الواسع النطاق بالحاجة الملحة لإجراء الإصلاحات.
لقد أدت جائحة كوفيد – 19 إلى وَضع عقبة جديدة أمام أعمال المنظمة. فقد تَعَثَّرَت التجارة العالمية، مما أسفر عن إعادة في التفكير بغية الاستعداد لجوائح صحية مماثلة في المستقبل. كما كشف الحَظر المفروض على تصدير المنتجات الطبية، والاضطرابات الحادة في سلاسل التوريد، مدى اعتماد البلدان على بعضها البعض. وأصبح الاقتراح المُثير للجدل بشأن التنازل المؤقت عن حقوق الملكية الدولية للقاحات كوفيد [لجعلها متاحة أكثر]، وحظر الإعانات التي تساهم في الصيد المفرط، والاتجار بالبلاستيك، من الشواغل المُلحة.
كان من المنتظر أن يعُقد المؤتمر الوزاري الثاني عشر لمنظمة التجارة العالمية في مدينة جنيف للمرة الرابعة فقط في تاريخه، وكان من المُقّرَّر أصلا قيام كازاخستان باستضافة المؤتمر في يونيو 2020، لكنه تأجل بسبب جائحة كوفيد-19. وبعد أن كان من المقرر أن يجتمع وزراء من 164 دولة عضوا وجها لوجه في الاجتماع المُبرمج من 30 نوفمبر وحتى 3 ديسمبر، إلا أن أعضاء منظمة التجارة العالمية اتفقوا يوم الجمعة 26 نوفمبر الجاري على تأجيل المؤتمر الوزاري الثاني عشر “إلى أجل غير مسمى” في أعقاب انتشار متحورة أوميكرون “التي دفعت حكومات كثيرة إلى فرض قيود مشددة على السفر منعت على ما يبدو العديد من الوزراء من التوجه إلى جنيف”، حسب ما أعلنته المنظمة، ما يحبط الآمال بإنعاش المنظمة التي أضعفت إلى حد كبير.
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
جائحة كوفيد: كيف يُمكن وضع حد لتأخير حصول مليارات البشر على اللقاح
تم نشر هذا المحتوى على
قد يكون التنازل عن حقوق الملكية الفكرية هو المفتاح للحصول على المزيد من أدوية ولقاحات كوفيد-19 للعالم النامي. لكن الفكرة تظل مثيرة للجدل والنزاع.
تم نشر هذا المحتوى على
لا تُمانع سويسرا في توزيع اللقاحات المضادة لكوفيد – 19 التي لن تستخدمها على البلدان التي تفتقر إليها، ولكن لا مجال لأي مساس ببراءات الاختراع.
مساعي التخلّي عن براءة اختراع لقاح كوفيد-19 تتصدّر الاهتمام في جنيف
تم نشر هذا المحتوى على
تقاوم الدول الغنية بما في ذلك سويسرا الدعوات المطالبة بالتخلي عن براءة اختراع تكنولوجيا لقاح كوفيد-19، لكن الدول النامية، التي استبعدت من سباق الظفر باللقاحات، تواصل الضغط من اجل ذلك في الأمم المتحدة بجنيف.
منظمة التجارة العالمية تختار أوّل إمرأة وأوّل إفريقية لرئاستها
تم نشر هذا المحتوى على
من المقرّر أن تؤكد منظمة التجارة العالمية يوم الإثنيْن 15 فبراير الجاري، وزيرة المالية النيجيرية السابقة نغوزي أوكونجو إيويالا، مديرة عامة مقبلة لها، مُنهية بذلك شهورا من التأخير والجمود في هذه المنظمة الدولية التي تتخذ من جنيف مقرا لها.
هل تنجح جنيف مدينة السلام في إيجاد حَلّ للحروب التجارية؟
تم نشر هذا المحتوى على
“من الإنصاف القول بإن هِمَّتَنا تخضع للإختبار”، كما جاءَ على لسان كيث روكويل، مدير الإتصال الإعلام في منظمة التجارة العالمية. لا بُدَّ من القول بأن الوضع اليوم مختلف كلياً عن عام 2008، عندما كَتبتُ تقريراً مُفَصَّلاً حول منظمة التجارة العالمية آخر مرّة. وكان وزراء التجارة من جميع أنحاء العالم قد اجتمعوا آنذاك، على أمل وَضع اللمسات…
تم نشر هذا المحتوى على
يأخذنا معرض الصور هذا خلف كواليس العام الماضي، حيث استقبلت مدينة جنيف حوالي 4700 شخص من كبار الشخصيات الدولية، من بينهم 97 رئيس دولة و44 رئيس وزراء وأكثر من 2000 وزير وما يقرب من 700 من أفراد العائلات المالكة. عموما، تتباهى سلطات مدينة جنيف باستقبالها شخصيات دولية أكثر من في نيويورك وباحتضان مؤتمرات دولية أكثر…
شارف على الإنتهاء... نحن بحاجة لتأكيد عنوان بريدك الألكتروني لإتمام عملية التسجيل، يرجى النقر على الرابط الموجود في الرسالة الألكترونية التي بعثناها لك للتو
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.