مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

جونسون يتعهّد مراجعة آليات تنفيذ الأحكام القضائية في بريطانيا بعد اعتداء لندن

شرطي يساعد جريحا جراء الاعتداء عند جسر لندن في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2019. afp_tickers

تعهّد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون السبت إعادة النظر بآليات تنفيذ الأحكام القضائية في البلاد بعدما طعن مدان سابق بالإرهاب، خرج من السجن بإطلاق سراح مشروط، شخصين حتى الموت وجرح ثلاثة عند جسر لندن، في اعتداء تبناه تنظيم الدولة الإسلامية.

وشارك عدد من الأشخاص كانوا موجودين في المكان في منع عثمان خان من استهداف عدد أكبر من الضحايا، قبل أن ترديه الشرطة.

وأظهرت تسجيلات مصوّرة التقطها شهود عيان وانتشرت على تويتر، مجموعة من الأشخاص يحاولون السيطرة على خان البالغ 28 عاما في الشارع بعدما بدأ هجومه في مركز فيشمونغرز، المبنى التاريخي في الجانب الشمالي من الجسر في وسط العاصمة البريطانية.

وكان خان قد خرج من السجن في كانون الأول/ديسمبر 2018 بإطلاق سراح مشروط بعدما قضى نصف عقوبته البالغة 16 عاما لإدانته بالإرهاب، وكان يرتدي حزاما ناسفا مزيفا.

وأكد المحققون عدم ملاحقة أي مشتبه به آخر على ارتباط بالحادث.

وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية الاعتداء عبر بيان لوكالة أعماق التابعة له على تطبيق تلغرام جاء فيه أن “منفذ هجوم لندن أمس من مقاتلي الدولة الإسلامية، ونفّذ الهجوم استجابة لنداءات استهداف رعايا دول التحالف”.

ويأتي الاعتداء بعد سنتين من صدم متطرفين إسلاميين مارة على جسر لندن ومهاجمتهم بالسكاكين أشخاصا بشكل عشوائي في سوق بورو القريب.

وقتل في ذاك الاعتداء ثمانية أشخاص وجرح 48 آخرون قبل أن تردي الشرطة المهاجمين الذين كانوا يرتدون أحزمة ناسفة مزيفة.

تعليق حملات انتخابية –

وأجرت الشرطة السبت عمليتي تفتيش في ستوك أون ترنت، حيث يقيم خان، وفي ستافورد في وسط إنكلترا.

ويأتي الاعتداء الأخير قبل أقل من أسبوعين من موعد إجراء الانتخابات العامة في بريطانيا، وقد دفع السياسيين إلى تعليق حملاتهم الانتخابية.

وفي تصريح من موقع الاعتداء قال جونسون “من غير المنطقي بالنسبة الينا كمجتمع أن نخرج مدانين بجرائم إرهاب من السجن بإطلاق سراح مشروط (قبل ان يقضوا كامل عقوبتهم)”.

وقال جونسون الذي ترأس في تموز/يوليو حزب المحافظين “على الناس (المحكومين) أن يسددوا الغرامات وأن يقضوا فترات الحبس التي حكم عليهم بها”، مشيرا إلى أن حزبه يدعو إلى التشدد في تنفيذ آليات الأحكام القضائية.

من جهته اعتبر رئيس حزب العمال جيريمي كوربن أن هناك إخفاقات في معالجة قضية خان تطرح تساؤلات ملحّة حول مدى فاعلية عمل هيئة إطلاق السراح المشروط والنظام القضائي.

وأضاف “علينا أن نجري تحققا شاملا حول أداء القضاء الجنائي بكل جوانبه”.

وبعد ساعات قليلة من كلام جونسون كشفت هوية أول ضحية في الاعتداء ويدعى جاك ميريت، وهو منسّق محاضرات في معهد علم الجريمة في جامعة كامبريدج، بحسب وسائل علام.

وكان خان يشارك الجمعة في محاضرة نظمتها جامعة كمبريدج في “فيشمونغرز هول” حول إعادة تأهيل السجناء تحت عنوان “التعلم معا”، وهي جزء من مشروع لأكاديميين في معهد علم الجريمة في جامعة كامبريدج.

وبعدما خرج خان من المركز حيث قام بعمليات طعن انتقلت المواجهة إلى خارج المبنى حيث شوهد أشخاص يحاولون السيطرة عليه.

وتفيد تقارير بأن مدانا بالقتل مطلقا سراحه وعددا من مرتكبي المخالفات كانوا في المحاضرة وشاركوا في محاصرة المعتدي.

وقال المرشد السياحي ستيفي هورست الذي خرج من سيارته وهرع إلى موقع الحادث، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) “كان الجميع فوقه يحاولون تثبيته على الأرض”.

وتابع “رأيت أن السكين لا تزال في يده لذا ركلته على رأسه”.

وشارك في محاصرة المعتدي عنصر في شرطة المرور شوهد لاحقا يبتعد من الموقع وفي يده سكين.

وقالت مفوضة شرطة لندن كرسيدا ديك خلال تفقدها موقع الاعتداء “شهدنا في آن أسوأ ما في الإنسان وأفضل ما في البشرية وفي لندن”.

وكان خان، وهو بريطاني، قد أدخل السجن عام 2012 مع ثمانية آخرين في قضية مرتبطة بتنظيم إرهابي مستلهم من تنظيم القاعدة تآمر لتفجير أهداف بينها بورصة لندن، وحكم عليه بالحبس ثماني سنوات على الأقل.

ودين خان بالسعي للمشاركة في “تدريبات إرهابية” في باكستان.

لكن محكمة الاستئناف نقضت الحكم في نيسان/أبريل وأصدرت حكما جديدا بالحبس 21 سنة هي 16 سنة حبس و5 سنوات إطلاق سراح مشروط.

وعادة يتم إطلاق سراح السجناء بعد انقضاء نصف فترة العقوبة المنزلة بهم، وقد تكون احتسبت فترة التوقيف الاحتياطي التي سبقت المحاكمة.

وقالت هيئة إطلاق السراح المشروط إن لا علاقة لها بالإفراج عنه الذي يبدو أنه حصل بشكل تلقائي وفق القانون.

وأفادت صحيفة “ذا تايمز” بأن خان كان يرتدي خلال الاعتداء الطوق الإلكتروني المخصص لتعقّب مرتكبي المخالفات.

وأكد جونسون إعادة النظر بشكل طارئ بقضايا مدانين بالإرهاب أطلق سراحهم قبل أن يقضوا كامل عقوبتهم.

وتابع “هناك عمل كبير نقوم به حاليا لضمان حماية الشعب”.

وأكدت الملكة إليزابيث الثانية أنها وزوجها الأمير فيليب يشعران بحزن كبير جراء الاعتداء ويعربان عن “خالص الشكر” إلى “الأفراد الشجعان الذين عرّضوا حياتهم للخطر لمساعدة الآخرين وحمايتهم”.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية