حديث الناس في جنيف: زيارة الملك فهد
تثير زيارة العاهل السعودي الملك فهد الى جنيف للعلاج والراحة، اهتماما ليس فقط في الأوساط السياحية والتجارية التي تتطلع الى الاستفادة من هذه الزيارة، بل أيضا في وسائل الإعلام، التي تناولت اوضاع العائلة المالكة واثارت تساؤلات حول الخلافة في عائلة آل سعود.
زيارة العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود الى جنيف منذ يوم الاثنين الماضي، حظيت باهتمام قلما حظيت به الشخصيات الدولية التي كثيرا ما تتردد على المدينة الدولية طوال العام.
فقد لفت الانتباه وصول الملك مرفوقا بحاشية من أكثر من 350 شخصا، من بينهم عدد من المقربين من الملك من أبنائه. وكانت طائرة العاهل السعودي مصحوبة بخمس طائرات ضخمة، بقيت اثنتان منها على اهبة الاستعداد في مطار جنيف.
وما زاد في اهتمام المواطن العادي في جنيف بزيارة الملك فهد، التركيز الكبير الذي تتابع به بعض وسائل الإعلام السويسرية لهذه الزيارة، إذ لا تخلو يوميا جل الصحف الصادرة في جنيف ولوزان من تخصيص مقالات متعددة تعكس فيها جانبا من هذا التواجد الملكي وتأثيراته الإيجابية والسلبية على جنيف.
وقد حاولت بعض الصحف تجاوز الجوانب المادية للزيارة ومدى ما قد تدره على بعض القطاعات السياحية والتجارية، بتسليط الأضواء على الوضع الصحي للملك، وطرح بعض التساؤلات عن واقع الخلافة بين أفراد عائلة آل سعود، مستعينة في أغلب الأحيان بأقوال وتصريحات من يصفون أنفسهم “بالعارفين لواقع النظام السعودي”.
الجوانب المادية للتواجد السعودي
لكن سبب هذا الاهتمام يعود بالدرجة الأولى إلى ما ينتظر أهل جنيف أن تدره زيارة من هذا النوع على بعض القطاعات في المدينة،إذ أن قدوم الملك خلق أزمة في فنادق الدرجة الراقية التي لم تعد بها غرف شاغرة والتي ستعرف اكتظاظا اكبر عند بداية توافد الشخصيات البارزة، التي ستاتي لزيارة الملك والاطمئنان على صحته.
وقد صرح رئيس جمعية أصحاب الفنادق في جنيف “بان زيارة الملك فهد وتزامنها مع عدد من المؤتمرات المنعقدة في المدينة ومع بداية توافد السواح الخليجيين، إلى توجيه بعض الضيوف إلى مناطق مطلة على بحيرة ليمان، مثل مونترو”. وقد اضطرت القنادق الفاخرة الى انتداب المزيد من الطباخين المختصين في الاكل الشرقي لتلبية الطلبات المتزايدة.
كما أن شركات تأجير السيارات الفاخرة هي الأخرى عرفت إقبالا كبيرا من قبل المرافقين للملك، بحيث صرح رئيس جمعية مؤجري سيارات الليموزين “بأن اليوم الأول من الزيارة سجل تأجير حوالي 150 سيارة وان العدد قد يضاعف مرتين في الأيام التالية”
اما أصحاب الحرف المختلفة والمحلات التجارية الراقية، فانهم يعرفون إقبالا غير اعتيادي على خدماتهم، من بائع الزهور الذي وجد نفسه مضطرا لتحضير 200 باقة ورود دفعة واحدة إلى صاحب الفندق القريب من القصر الملكي والذي طلب منه التصرف بسرعة لإخلاء الغرف وإيواء الطباخين الفرنسيين الذين تم استقدامهم.
ولا شك أن من بين الحرف التي تجد في المناسبة فرصة لتشغيل موظفيها شركات الحراسة التي وظفت مئات الاعوان الذين أضيفوا إلى الحرس الملكي المدعم من قبل وحدة وضعتها سلطات جنيف تحت تصرف الوفد لتسهيل تنقله عند الضرورة.
قطاع الحلي والمجوهرات يفرك يديه
جنيف معتادة على استقبال العديد من الشخصيات الهامة طوال السنة، كما أنها معتادة بحكم المؤتمرات والمعارض الدولية الكثيرة التي تحتضنها على معرفة بعض الضغط على الخدمات العادية مثل غرف الفنادق والمطاعم والنقل العمومي. لكن ما يميز توافد شخصيات بارزة مثل الملك فهد او رئيس دولة الإمارات العربيةالمتحدة الشيخ زايدبن سلطان آل نهيان، أن الحاشية المرافقة لهما تنفق أموالا طائلة في المحلات الراقية للعطور والمجوهرات والحلي.
ويبدو ان هذا القطاع هو الذي يتطلع اكثر الى متابعة مراحل الزيارة الملكية لمعرفة ما إذا كان الوقت سيسمح للمرافقين القادرين على مغادرة القصر بالقيام بمشترياتهم في محلات المدينة، أو توجيه الدعوة لهم لعرض مجوهراتهم داخل القصر كما هي العادة.
لكن حتى في غياب مؤشرات، هناك من بدأ يعد نفسه باقتناء المجوهرات التي تتلائم وذوق وميزانية زوار من هذا الطراز. وكما يقول صاحب أحد المحلات “إننا على استعداد لعرض قطع مجوهرات تقدر بالملايين”، ويرى أن ذوق أفراد العائلة المالكة “يميل أكثر إلى القطع الفريدة المرصعة بالألماس او الزمرد”.
ولم تستبعد حتى شخصيات رسمية في جنيف إمكانية تأثير زيارة الملك فهد على مضاعفة أعداد السواح السعوديين والخليجيين الذين سيتوافدون على سويسرا خلال العطلة الصيفية والذين سيضافون إلى حوالي عشرين ألف سائح خليجي يحضرون أعياد جنيف كل سنة.
ولئن أكثرت الصحف السويسرية في بداية الزيارة وفي غياب تصريحات رسمية، استجواب بعض الجيران الذين أزعجتهم كثافة المرور على الطريق المؤدي الى القصر، فانها قد تنسى ذلك عند تقييم حصيلة مردودها المادي على مدينة جنيف.
محمد شريف – جنيف
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.