مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

إسرائيل تبدأ “عمليات محدودة” داخل الأراضي اللبنانية (واشنطن)

afp_tickers

أعلنت الولايات المتحدة الاثنين أن القوات الإسرائيلية بدأت “عمليات محدودة” داخل الأراضي اللبنانية، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي جزءا من الحدود الشمالية “منطقة عسكرية مغلقة” متعّهدا مواصلة قتال حزب الله حتى بعد مقتل أمينه العام حسن نصرالله.

وحذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الاثنين خلال زيارته جنود من وحدة مدرّعة منتشرة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، بأن “القضاء على نصرالله خطوة مهمة، لكنّها ليست الأخيرة. ولضمان عودة سكان شمال إسرائيل، سنستخدم كلّ قدراتنا”.

ودعا قادة العالم إلى الدبلوماسية ووقف التصعيد.

وقال ستيفان دوجاريك، الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، “لا نريد رؤية اجتياح برّي من أي نوع كان”، فيما صرّح مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنه يجب تجنب أي عمليات إسرائيلية إضافية في لبنان، عقب اجتماع افتراضي لوزراء خارجية الكتلة.

وفي واشنطن، قال الرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين إنه يعارض شن إسرائيل عملية برية في لبنان ودعا إلى وقف إطلاق النار، فيما حضّ وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو الاثنين من بيروت اسرائيل على “الامتناع عن أي توغل بري في لبنان”، داعيا كلّا من اسرائيل وحزب الله إلى “وقف إطلاق النار”.

لكن بعد ذلك بقليل، قال الناطق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر لصحافيين “هذا ما أبلغوني به، بأنهم ينفّذون حاليا عمليات محدودة تستهدف بنى تحتية تابعة لحزب الله قرب الحدود، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي “منطقة عسكرية مغلقة” في أجزاء من حدود إسرائيل الشمالية مع لبنان.

من جهته، أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن الحزب مستعد “إذا قرر الاسرائيلي أن يدخل بريا”.

وأفاد مصدر في الجيش اللبناني فضّل عدم كشف هويته وكالة فرانس برس الاثنين بأن “قوات الجيش اللبناني تعيد التمركز وتجميع القوى عند الحدود الجنوبية”.

كذلك، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة الاثنين إن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) لم تتمكن من القيام بدوريات بسبب شدة الضربات الإسرائيلية وصواريخ حزب الله التي تستهدف إسرائيل.

وأدت الغارات إسرائيلية الاثنين إلى مقتل 25 شخصا على الأقل، بينهم ثلاثة أعضاء في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وقائد حركة حماس في لبنان فتح شريف أبو الأمين وجندي لبناني، بحسب مصادر مختلفة. من جهته، أطلق حزب الله صواريخ باتجاه شمال إسرائيل.

وتوعّدت إسرائيل التي نشرت تعزيزات على حدودها الشمالية مع لبنان، عقب مقتل حسن نصرالله في غارة إسرائيلية مدمرة قرب بيروت الجمعة، محاربة “أعدائها” و”القضاء عليهم” أينما وجدوا.

– “في أقرب فرصة” –

وفي كلمة متلفزة، أكد قاسم أن الحزب سيختار أمينا عاما “في أقرب فرصة” مشيرا إلى ان نصر الله قتل مع أربعة آخرين، بينهم نائب قائد عمليات الحرس الثوري الإيراني، نافيا مقتل حوالى عشرين عنصرا في حزب الله كما أعلنت إسرائيل.

كما أكّد أن حزب الله مستمر في “مواجهة العدو الاسرائيلي مساندة لغزة” حيث يشن الجيش الإسرائيلي حربا ردا على هجوم حماس غير المسبوق على الدولة العبرية في 7 تشرين الأول/أكتوبر.

وبدأ حزب الله إطلاق صواريخ على شمال الدولة العبرية في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مؤكدا أنّ ذلك دعما لحركة حماس.

وأدى أكثر من 11 شهرا من المواجهات عبر الحدود بين حزب الله والجيش الإسرائيلي إلى نزوح عشرات الآلاف في الجانبين.

ومنذ منتصف أيلول/سبتمبر، نقلت إسرائيل ثقلها العسكري من غزة إلى لبنان مؤكدة أنها تريد بذلك السماح بعودة عشرات آلاف السكان إلى المناطق الشمالية الحدودية مع لبنان بعدما فروا منذ بدء تبادل إطلاق النار بين الدولة العبرية وحزب الله غداة هجوم حماس.

– “القدرة والقوة” –

من جهتها، أكدت إيران أن “لا داعي لنشر قوات إيرانية مساعدة أو تطوعية” في لبنان وفي غزة لمواجهة إسرائيل. وقالت وزارة الخارجية إن “حكومتَي لبنان وفلسطين لديهما القدرة والقوة اللازمتَين لمواجهة عدوان النظام الصهيوني”.

من جهته، حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إيران الاثنين من أنه لا يوجد مكان في الشرق الأوسط لا يمكن إسرائيل الوصول إليه، مع تواصل الغارات الإسرائيلية على لبنان.

ومنذ انفجار أجهزة اتصال يستخدمها حزب الله في لبنان في 17 و18 أيلول/سبتمبر في هجومين نُسبا إلى إسرائيل وتكثيف الضربات الإسرائيلية التي أعقبت ذلك، ارتفع عدد القتلى في لبنان إلى أكثر من ألف شخص، وفق وزارة الصحة اللبنانية.

والاثنين، أعلنت حركة حماس أن قائدها في لبنان فتح شريف أبو الأمين قُتل في غارة في مخيم البص للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان مع زوجته وابنه وابنته. واكدت إسرائيل لاحقا أنها قتلته.

شنت إسرائيل في الأيام الأخيرة الكثير من الغارات على ضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله، واستهدفت فجر الاثنين قلب بيروت للمرة الأولى مذ فتح حزب الله جبهة “إسناد” غزة.

وأكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مقتل ثلاثة من أعضائها في هذه الغارة في منطقة الكولا. وأكدت إسرائيل لاحقا أنها قتلت اثنين من قياديي الجبهة هما مسؤول منطقة لبنان نضال عبد العال والمسؤول العسكري في لبنان عماد عوده.

وقال أحد سكان الحي محمد الحص إنه أفاق بعد سماع دوي انفجار كبير وخرج مسرعا إلى الشارع بملابس النوم. وقال الرجل البالغ 41 عاما إن “الناس كانوا يصرخون ورأينا الغبار يتصاعد من المبنى المجاور”. وقال إن استهداف المباني “ظلم” مؤكدا إن ما يحصل “لا علاقة لنا به. بلادنا لا تستطيع تحمل الحرب. بلادنا في حالة صعبة”.

من جهتها، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن غارات جوية في الهرمل (شمال شرق)أدت إلى مقتل 12 شخصا وستة مسعفين في البقاع (شرق)، فيما ارتفعت حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية قرب صيدا في جنوب لبنان الأحد إلى 45 قتيلا.

– تراجع الضربات في قطاع غزة –

وعلى الجبهة الجنوبية، يواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة المدمر، إلا أن الضربات تراجعت بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة وفق مراسلين لوكالة فرانس برس.

من جانبه، أعلن المتمردون الحوثيون في اليمن في بيان “نجحت الدفاعات الجوية في القوات المسلحة اليمنية في إسقاطِ طائرةٍ أمريكيةٍ نوع  MQ_9 وذلك أثناءَ تنفيذها مهامَّ عدائيةٍ في أجواءِ محافظةِ صعدة”.

وأضاف “في وقتٍ سابقٍ شنَّ العدوُّ الإسرائيليُّ وبدعمٍ أمريكيٍّ 17 غارةً على عدةِ منشآتٍ مدنيةٍ في محافظةِ الحديدةَ، منها الميناءُ ومحطةُ الكهرباءِ ما أدى إلى استشهادِ 5 مواطنينَ وجرحِ 57  كحصيلةٍ نهائية”.

وقتل في غزة منذ بدء الحرب 41595 شخصا معظمهم من المدنيين وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

وأدى هجوم حركة حماس غير المسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/اكتوبر إلى مقتل 1205 أشخاص غالبيتهم مدنيون وتسبب في اندلاع الحرب المدمّرة في قطاع غزة.

والاثنين، أعلنت الخطوط الفرنسية “إير فرانس” وفرعها “ترانسافيا” المنخفض الكلفة تعليق الرحلات الجوية من باريس إلى بيروت وتل أبيب حتى 8 تشرين الأول/أكتوبر على الأقل “بسبب الوضع الأمني” في الوجهتين.

بدورها، أجلت ألمانيا الاثنين الموظفين غير الأساسيين لدى سفارتها في بيروت وأفراد عائلاتهم وبعض مواطنيها في لبنان ممن يعانون مشكلات صحية. 

بور/ص ك-الح/لين

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية