اسرائيل تتوعد إيران برد “قاتل ومفاجئ” ومباحثات هاتفية بين بايدن ونتانياهو
توعدت إسرائيل الأربعاء إيران برد “قاتل ومفاجئ” على هجومها الصاروخي الأسبوع الماضي، فيما أجرى الرئيس الأميركي مكالمة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ناقشا خلالها تطورات الحرب، مع توسيع الجيش الإسرائيلي عملياته ضد حزب الله.
كذلك، توعدت الدولة العبرية الاستمرار باستهداف حزب الله “دونما هوادة” للحؤول دون أن يتمكن الحزب “من النهوض” رغم دعوة أميركية لإسرائيل لتجنب هجوم في لبنان يشبه ما يحصل في غزة.
والاتصال بين بنيامين نتانياهو وجو بايدن الذي شاركت فيه نائبة الرئيس كامالا هاريس المرشحة للبيت الأبيض، هو الأول منذ حوالى شهرين بين الزعيمين اللذين تشهد علاقاتهما فتورا.
وفي تصريح لمحطة سي أن أن التلفزيونية الأميركية، قالت هاريس إن المكالمة “كانت مهمة” لكنها رفضت الخوض في تفاصيلها لأنها “سرية”.
– “قاتل ودقيق ومفاجئ” –
على صعيد الرد الإسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إنه سيكون “قاتلا ودقيقا ومفاجئا. من يحاول إيذاء دولة إسرائيل سيدفع الثمن”.
وكانت إيران أكدت أن هجومها على إسرائيل الذي أطلقت خلاله حوالى 200 صاروخ، جاء ردا على اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في ضاحية بيروت الجنوبية، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الذي قُتل في طهران في هجوم نسب إلى إسرائيل.
بعيد الاتصال بين بايدن ونتانياهو، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر لصحافيين “أقول بوضوح كبير يجب ألا يحصل تحرك عسكري في لبنان يشبه ما يحصل في غزة وتكون نتيجته كتلك المسجلة في غزة”.
لكن قائد الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي توعد بمواصلة ضرب حزب الله، قائلا “سنواصل ضرب حزب الله بكثافة ودونما هوادة ومن دون أن نتيح لهم فرصة النهوض”.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تشن إسرائيل عملية عسكرية مدمرة في قطاع غزة، ردا على هجوم حماس على الأراضي الإسرائيلية. وامتدت الحرب في الفترة الأخيرة إلى لبنان، بالتزامن مع التصعيد بين إسرائيل وإيران الداعمة لحزب الله وحماس.
– قتيلان في شمال إسرائيل –
على الأرض، أفادت خدمة الإسعاف الإسرائيلية، نجمة داود الحمراء، بمقتل رجل وامرأة يبلغان حوالى 40 عاما بنيران صواريخ سقطت على كريات شمونة التي تبعد كيلومترين عن الحدود مع جنوب لبنان.
وهما أول قتلى في إسرائيل بصواريخ من لبنان منذ تكثيف الهجوم العسكري الإسرائيلي ضد حزب الله.
وتم إطلاق “حوالى 20 مقذوفا” في وقت مبكر من بعد الظهر على كريات شمونة، بحسب الجيش.
بعد إضعاف حماس خلال حملتها العسكرية في غزة، نقلت إسرائيل مركز ثقل عملياتها شمالا ضد حزب الله في منتصف أيلول/سبتمبر.
وتقول الدولة العبرية إن هدف عملياتها هو إبعاد حزب الله عن المناطق الحدودية في جنوب لبنان، ووقف إطلاق الصواريخ للسماح بعودة نحو 60 ألف نازح من سكان شمال إسرائيل.
ويتواصل القصف الجوي الإسرائيلي خصوصا على ضاحية بيروت الجنوبية، أحد معاقل حزب الله، حيث أفاد مراسل وكالة فرانس برس عن غارة جديدة الأربعاء.
وبحسب السلطات اللبنانية، سقط أربعة قتلى في قصف إسرائيلي على منطقة الشوف الواقعة إلى الجنوب من بيروت والتي ظلت حتى الآن بمنأى نسبيا عن العمليات العسكرية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته دمرت “100 هدف” لحزب الله خلال الـ24 ساعة الماضية.
من جهته، أفاد حزب الله المدعوم من إيران بوقوع معارك الأربعاء ضد القوات الاسرائيلية التي أعلنت في 30 أيلول/سبتمبر بدء هجوم بري “محدود” في جنوب لبنان. وأكد أنه صد توغلات إسرائيلية.
وحذّر نتانياهو الثلاثاء اللبنانيين من أنّهم سيواجهون “دمارا ومعاناة” كما حصل للفلسطينيين في قطاع غزة إذا لم “يحرّروا” بلدهم من حزب الله.
في بيروت، قال أحمد (77 عاما) من كورنيش عين المريسة الذي افترشته عائلات نازحة في خيم أو شاحنات، “نتانياهو عديم الإنسانية، نحن في القرن الحادي والعشرين. هل هناك أحد يرتكب إبادة جماعية بهذا الشكل؟”.
لكنه دعا حزب الله “ليشفق على الناس في الطرقات، كي لا يكون مصيرنا في الإبادة مصير غزة”.
وفتح حزب الله جبهة “إسناد” لغزة غداة اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس قبل سنة.
ومنذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، قُتل أكثر من ألفي شخص في لبنان، من بينهم أكثر من 1150 منذ 23 أيلول/سبتمبر، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية. ونزح أكثر من مليون شخص، بحسب السلطات.
– “خوف ورعب” في غزة –
في قطاع غزة، حاصر الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة منطقة جباليا (شمال)، وأصدر دعوات إخلاء جديدة، قائلا إن حماس تسعى إلى إعادة بناء قدراتها هناك.
واستهدف قصف مكثف جباليا والمناطق المجاورة الأربعاء، بحسب الدفاع المدني المحلي.
وشملت دعوات الإخلاء مستشفى كمال عدوان في مخيم جباليا، بحسب ما أفاد المتحدث باسمه وكالة فرانس برس مؤكدا “استمرار القصف وإطلاق النار من قبل جيش الاحتلال على المستشفى وحول المستشفى”.
بدوره، قال العقيد أحمد الكحلوت مدير الدفاع المدني في محافظة شمال غزة لوكالة فرانس برس إن “القصف يشتد ويستهدف المواطنين ومنازلهم وهناك خوف ورعب كبير جدا” بين السكان.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يستهدف أيضا “محيط بيت لاهيا وبيت حانون شمال قطاع غزة”.
وأشار الكحلوت إلى أن “إغلاق الطرق والحصار مستمر لليوم الرابع على التوالي” موضحا “لا يدخل اي شيء لمحافظة شمال قطاع غزة”.
وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني إن “400 ألف شخص على الأقل محاصرون في المنطقة”.
وأعربت الولايات المتحدة الأربعاء عن “قلق بالغ” إزاء الوضع الإنساني في شمال غزة.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية “نشعر بقلق بالغ بشأن الوضع الإنساني في قطاع غزة برمّته، ونشعر بقلق خاص بشأن الوضع الإنساني في شمال القطاع، ويمكنني أن أقول لكم إنه كان موضوع بعض المناقشات العاجلة بين حكومتينا”.
وأضاف أن إسرائيل “ملزمة بموجب القانون الإنساني الدولي السماح بدخول الغذاء والماء والمساعدات الإنسانية الأخرى إلى غزة”.
أدى الهجوم الإسرائيلي الجوي والبري المستمر في غزة إلى تحويل مناطق بأكملها من قطاع غزة الصغير والمحاصر إلى أنقاض، ودفع الغالبية العظمى من السكان البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة للنزوح أكثر من مرة، وتسبب في كارثة إنسانية وخلف أكثر من 42 ألف قتيل بحسب بيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
وقتل خلال هجوم حماس على إسرائيل أكثر من 1200 شخص، بحسب الأرقام الرسمية.
– تحركات في القاهرة والرياض –
في إسبانيا، قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز “من الواضح أنه حصل غزو من دولة أخرى لدولة ذات سيادة مثل لبنان، وبالتالي لا يمكن للمجتمع الدولي أن يبقى غير مبال”.
ويُعقد في القاهرة اجتماع بين حركتي حماس وفتح المتنافستين، لمناقشة الحرب في غزة وجهود الوحدة الوطنية.
ويسود الانقسام الساحة الفلسطينية منذ سيطرت حركة حماس على قطاع غزة في العام 2007، عقب فوزها في الانتخابات التشريعية في العام 2006.
إقليميا، وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأربعاء إلى الرياض حيث التقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لإجراء محادثات تشمل الجهود المبذولة لوقف الهجمات الإسرائيلية في غزة ولبنان، بحسب مكتب عراقجي ووكالة الأنباء السعودية.
بور/كام-ح س/غ ر