مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

حصري-دليل وحيد منذ 11 عاما.. ضعف الأمل في العثور على صحفي أمريكي بسوريا

reuters_tickers

(لتحديث قصة نُشرت في 13 ديسمبر كانون الأول لإضافة تفاصيل عن نتائج توصلت إليها رويترز)

من إيرين بانكو وجوناثان لانداي

واشنطن (رويترز) – في الأيام الأولى من عام 2013، كان رجل أمريكي يرتدي ملابس ممزقة يتنقل بين المنازل في شوارع حي المزة الراقي في دمشق بحثا عن مدني يؤويه في مكان آمن بعد أكثر من خمسة أشهر من الأسر في زنازين خرسانية في سجن محلي.

وكان الصحفي أوستن تايس قد وقع في الأسر في أثناء رحلة صحفية إلى سوريا في أغسطس آب 2012. وقال مسؤول أمريكي في إدارة بايدن، التي انتهت ولايتها بتنصيب الرئيس الجديد دونالد ترامب يوم الاثنين، وثلاثة مسؤولين أمريكيين سابقين ومصدر مطلع لرويترز إن تايس تمكن من التسلل من زنزانته. واشترط الجميع عدم الكشف عن هوياتهم للتحدث بحرية عن معلومات استخباراتية أمريكية حساسة.

وقال المسؤولون إن هروب تايس في عام 2013 كان أول مرة يُرى فيها الصحفي الأمريكي في العلن بعد اختفائه.

وتقدم هذه الرواية تفاصيل جديدة عن عملية هروبه، التي كانت صحيفة نيويورك تايمز أول من أوردت نبأ عنها في 2021. وتأكدت رويترز من أن تايس هرب في عام 2013 وعلمت بعض تحركاته خلال الفترة من هروبه لإعادة اعتقاله وكيف أن معلومات المخابرات المتعلقة بهذا الأمر ساهمت في إعادة توجيه محادثات الحكومة الأمريكية مع نظام الأسد.

وأصبح تايس الآن محور عملية بحث واسعة النطاق بعد الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد الشهر الماضي بعد 13 عاما من الحرب الأهلية. وأطلقت قوات المعارضة السورية بقيادة جماعة هيئة تحرير الشام منذ ذلك الحين سراح الآلاف من الأشخاص من سجون في دمشق كان الأسد يحتجز فيها معارضين سياسيين ومدنيين وأجانب.

ولم يُعثر على أثر للمواطن الأمريكي حتى الآن. وقال مسؤول أمريكي إنه لا توجد أي دلائل يعول عليها عن مكان وجوده، كما لا يوجد دليل دامغ أيضا على وفاته.

ويقول المسؤولون الأمريكيون إن هروب تايس من السجن في عام 2013، حيث كان يعتقد أنه محتجز لدى جماعة مسلحة موالية للحكومة، هو الدليل الأقوى الذي تملكه الحكومة الأمريكية على أن قوات موالية للأسد كانت تحتجز تايس. وسمح هذا على امتداد سنوات للمسؤولين الأمريكيين بالضغط على حكومة الأسد مباشرة في هذه المسألة.

ورفض البيت الأبيض التعليق على هذه القصة. ولم ترد بعد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) ومكتب مدير الاستخبارات الوطنية ومكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) على طلبات التعليق.

وحين هرب تايس، شاهده بعض سكان حي المزة وهو يتجول في الشارع. وقال شخص مطلع على عملية الهروب إنه دخل منزل عائلة سورية معروفة، لم يكشف عن اسمها لأسباب أمنية. وقال مسؤول أمريكي حالي وآخر سابق إن تايس أعيد القبض عليه بعد هروبه بفترة وجيزة.

ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن قوات تابعة مباشرة للأسد على الأرجح أخذت تايس بعد هروبه. وقال أحد الأشخاص المطلعين على عملية الهروب إن تايس ربما جرى نقله جيئة وذهابا بين وكالات مخابرات حكومية مختلفة في السنوات التالية.

وقال مسؤول أمريكي ومصدر مطلع إن إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما تلقت في عام 2016 معلومة أخرى تفيد بأن تايس نُقل إلى مستشفى في دمشق لتلقي العلاج من مرض ما، فيما قد يكون ثاني ظهور معروف لتايس. لكن المسؤولين الأمريكيين الحاليين ليسوا متأكدين من هذا التقرير بقدر تأكدهم من هروبه في عام 2013.

وعلى مدى السنوات الماضية، عبرت عائلة تايس التي قادت مساعي العثور عليه عن خيبة أملها في الإدارة الأمريكية، قائلة إنها لم تضع إطلاق سراح تايس كأولوية. وتتجمع الأسرة في واشنطن على أمل أن تتمكن قريبا من الاحتفال بحريته.

ورفضت العائلة الرد على طلب التعليق.

وقال الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن الشهر الماضي “نعتقد أنه على قيد الحياة. نعتقد أننا نستطيع إعادته، لكن ليس لدينا دليل مباشر على ذلك حتى الآن”. وأنعش التصريح التفاؤل بشأن مصير تايس.

وعلى مدى السنوات الاثنتي عشرة الماضية، جمعت الوكالات الأمريكية، ومنها مكتب التحقيقات الاتحادي ووزارة الخارجية ووكالة المخابرات المركزية، آلاف الأدلة عن تايس. لكن يكاد يكون من المستحيل التحقق من أغلبها.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية