حضور جيد … ولكن أقل من المتوقع
تشارك سويسرا هذا العام للمرة الأولى في القرية العالمية، التي تتزامن فعالياتها مع مهرجان التسوق السنوي في دبي.
الحضور السويسري كان متنوعا إلا أنه جاء محدودا هذه المرة. لذلك يتوقع المنظمون أن تتوسع المشاركة في السنوات المقبلة، بما يعكس الصورة التي يحملها زوار التظاهرة عن الكنفدرالية ويحقق طموحات المساهمين في الخيمة السويسرية.
يرى زائر القرية العالمية في دبي، ملامح الجناح السويسري من جميع النواحي دون أن تخطأه العين.
ففي الواجهة تستقبلك قمة ماترهورن الشهيرة، ومنها ايضا بوابتا الدخول والخروج إلى الجناح، إضافة إلى مسرح صغير لعرض بعض الموسيقى الشعبية الفلكلورية السويسرية، أو الأفلام التسجيلية عن الطبيعة وأشهر المناطق في الكنفدرالية.
وفيما ازدانت الناحية الأخرى من الجناح، بشعارات الكانتونات السويسرية، لم تغب عن الواجهة صورة البطل السويسري وليام تل، الذي يرتبط اسمه بالكنفدرالية في أذهان العديد من الناس، لذلك جمعت الواجهة والمدخل أبرز الرموز التي اشتهرت بها سويسرا في لوحة متناسقة وجميلة.
لذلك يمكن القول أن منسقي الجناح السويسري أحسنوا صنعا باختيارهم تصميم واجهته على هذا النحو الملفت. فهاتان الواجهتان كفيلتان بشد انتباه زوار القرية العالمية، لا سيما وان الجناح المصري الملاصق للخيمة السويسرية كبير الحجم، والياباني القابع أمامه تعمد استخدام شكل العمارة اليابانية المميزة للإشارة إلى وجوده.
كثير من المنتجات .. قليل من الثقافة
هناك اسمان يقفان خلف المشاركة السويسرية الأولى في القرية العالمية في دبي: ثريا لويبي وباسكال فايبل. هما مواطنان سويسريان يعملان في دبي منذ فترة، لاحظا باستغراب غياب الجناح السويسري عن هذه الفعالية الترويجية الهامة التي تستقطب عددا كبيرا من الزوار، وتتجاوز أنشطتها المجال التجاري، لتشمل التعريف بالبلد، تاريخيا وثقافيا.
ويقول باسكال فايبل الذي يتولى حاليا تنسيق الحضور السويسري في القرية العالمية في دبي: “كان ملفتا للنظر أن عددا كبير من الزوار يحرصون بعد كل عرض للموسيقى الفلكلورية أو شريط عن منطقة سياحية على جمع الكتيبات التي عرضناها عن سويسرا، وبعضهم تساءل عن سبب عدم وجود مكتب سياحي ضمن فروع الجناح السويسري”، وهو ما يدل، حسب رأيه، على أن المشاركة في القرية العالمية “حققت نجاحا”.
ويتطابق هذا القول مع ما قاله أحد الزائرين العرب للجناح لسويس انفو، حيث أشار إلى أنه يحرص على زيارة القرية العالمية كل عام، وفي كل مرة كان يندهش لعدم وجود سويسرا بين الدول المشاركة، إلا أنه استدرك قائلا: “أما هذا العام فقد حضر السويسريون أخيرا إلينا”، دون أن يخفي ابتسامته وهو يجول بنظره بين جنبات الجناح.
الجودة السويسرية تربح
وبالعودة إلى الأسباب الكامنة وراء تأخر المشاركة السويسرية في هذه التظاهرة المهمة عشرة أعوام كاملة، يقول فايبل، إن الشركات السويسرية تحسب وجودها بمعيار الربح والخسارة والفائدة التي تعود عليها، ولم يكن أحد يتوقع أن التعريف بالجانب الثقافي للكنفدرالية سيلقى كل هذا الإهتمام.
ويضيف محاورنا: “كنت أتابع كيف تتجمع بعض العائلات والأسر لأخذ صور جماعية أمام مدخل الجناح السويسري تحت قمة ماترهورن، وكيف أن ديكور المدخل جذب العديد من الزوار فيتأملوه بعناية، لا سيما الجانب المتعلق بعدد كانتونات سويسرا”.
من جهتها، اعترفت الشركات المساهمة هذا العام في الجناح السويسري، بأنها تأخرت في الحضور في القرية العالمية، بل وندمت على ذلك حسبما يبدو. فقد صرح مندوب إحدى شركات الساعات لسويس انفو، بأن حضور شركته في القرية كان على سبيل التجربة، ولم يكن يدري بأن العينات التي أحضرها للعرض سيتم بيعها بتلك السرعة.
كما لقي انتاج إحدى شركات المفروشات إعجاب الزوار بسبب تفردها بتقديم أغطية للنوم يتم تثبيتها بطريقة سهلة ولا تتحرك أثناء النوم، وعلى الرغم من أن هذا النوع من الأغطية شائع في سويسرا وأوربا عامة منذ وقت طويل، إلا أنه كان جديدا على السوق الإماراتية على ما يبدو. وبما أن الشركة لم تتوقع أن تبيع هذا العدد الكبير من الأغطية، فقد اكتشفت ثغرة في السوق، وقررت أن تتوسع فيها بشكل كبير، قبل أن يسبقها أحد.
شركة سويسرية أخرى متخصصة في أدوات التزلج على الجليد حظيت باهتمام عدد كبير من الزائرين الشبان، لا سيما وأنها صممت زلاجات تصلح للاستخدام فوق رمال الصحراء. ويقول البائعون بأن الزبائن “أظهروا إعجابا شديدا بمتانة وجودة الإنتاج السويسري، رغم سعره المرتفع، إلا أن من اشترى كان على قناعة بأنه حصل على معدات شديدة التحمل” حسب قولهم.
في الوقت نفسه لم تغب الحلوى عن الجناح السويسري، سواء التقليدية منها والمعروفة مثل الشكولاته، أو الجديدة تماما على الزائرين مثل اللوز الممزوج بالسكر، والتي كان الإقبال عليها ملحوظا من كل الزوار تقريبا.
أين التقنية والمبتكرات الحديثة؟
وعلى الرغم من إعجاب زوار الجناح السويسري بما شاهدوه، إلا أن أغلبهم كان يتوقع “حضورا أقوى لا سيما في المجال الصناعي والتقني” على حد تعبير أحد الزوار، فيما رأى وأخر بأن الجديد في المعروضات قليل ولا يتناسب مع سمعة سويسرا المشهورة بتميزها في مجالات كثيرة. وانتقدت زائرة أخرى الحضور الثقافي الذي وصفته بأنه “غير كاف، وأقل مما شاهدته أثناء زياراتها لبلاد الألب”.
ومع أنه يتفق مع معظم هذه الآراء، إلا أن باسكال فايبل الذي يتولى تنسيق الحضور السويسري في القرية العالمية في دبي يقول في حديثه إلى سويس انفو: “مما لا شك فيه بأن العديد من الشركات لم تكن على ثقة بحدوث هذا الإقبال أو أن ينظر الزائرون بشكل جدي إلى أجنحة الدول، بدليل الملاحظات الجيدة التي ذكروها عقب وزيارتهم للقرية”، ويعرب فايبل عن اعتقاده بأن العام القادم “سيكون أفضل بلا شك، شريطة أن تدعم الجهات الرسمية الحضور السويسري بشكل أقوى” على حد قوله.
سويسرا أيضا في قرية 2006؟
القرية العالمية في العام القادم ستكون متميزة لأنها ستفتح أبوابها لمدة 8 أشهر متواصلة، مما يفترض بأن يكون الحضور السويسري قويا ومتنوعا، وقد يكون هذا حافزا لعدد كبير من الشركات والهيئات للمشاركة وعرض منتجاتها وخدماتها.
ولا يرى السيد فايبل أن مسألة التكاليف ستكون عائقا، لأن المشاركة في القرية هي أشبه بفترة تجريبية، يمكن للشركات السويسرية أن تتخذ منها مرحلة اختبار لمنتجاتها ومعرفة إمكانية تسويقها في دولة الإمارات وبلدان المنطقة على المدى البعيد أم لا، كما أنه لا يمكن مقارنة رسوم المشاركة في التظاهرة بتكاليف تأسيس شركة مساهمة أو عناء البحث عن وكيل محلي.
ولعل هذه الأسباب مجتمعة هي التي تبرر وجود واستمرار القرية العالمية في دبي، فالإمارة في حد ذاتها تحولت إلى قرية عالمية كبيرة تصادفك فيها كل الجنسيات والثقافات في خليط غريب وعجيب ومثير.
تامر أبوالعينين – القرية العالمية في دبي – سويس انفو
تتواصل فعاليات القرية العالمية في دبي من 12 يناير إلى 31 مارس 2005.
تبلغ مساحة الجناح السويسري فيها 750 متر مربع.
تشارك فيه 33 شركة تعرض جميعها منتجات سويسرية فقط مثل الساعات والحلويات والمنسوجات والمعدات الرياضية.
يأمل المنظمون في زيادة عدد الشركات السويسرية المساهمة في القرية في فعاليات العام القادم.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.