حـرّ.. يُـفتّـت الجبال!
فوجئ السويسريون صبيحة الثلاثاء بانسلاخ مئات الأمتار المكعبة من الصخور عن كتف جبل ماتيرهورن أو سيرفان، أشهر الجبال في مرتفعات الألب السويسرية.
وأدى انهيار الصخور إلى إغلاق السبل الرئيسية لمتسلقي الجبل الشهير واستوجب إجلاء 90 شخصا بالطائرات العمودية كما حظرت السلطات تسلّـقه إلى يوم الأحد المقبل.
إن الأكمة الشامخة التي تُـعرف باسم ماتيرهورن Matterhorn بالألمانية وباسم سيرفان Cervin بالفرنسية وتقع على ارتفاع 4478 مترا عن سطح البحر، لا تعتبر واحدة من أشهر آكام الألب السويسرية وحسب، وإنما رمزا من الرموز الوطنية الرئيسية أيضا.
وقد تعكس هذه الحقيقة جانبا من وقع الصدمة للأنباء التي أفادت صبيحة الثلاثاء بانهيار كتلة تقدّر بمئات عديدة من الأمتار المكعبة من صخور هذا الجبل، بطريقة قطعت طريق العودة على 90 متسلقا من متسلقي الجبال في نقطة تقع على ارتفاع 3400 متر تحت قمة الجبل.
ولحسن الحظ، تمكنت فرق الإنقاذ من إجلاء جميع المتسلقين سالمين بمساعدة الطائرات العمودية ولم تقع أية ضحايا أو خسائر بشرية لهذا الانهيار الصخري الذي قد يأخذ طابعا تاريخيا، ليس لشهرة السيرفان وحسب، وإنما لحدوثه بعد فترة طويلة من الجفاف والحر الشديد الذين لم يسبق لهما مثيل في سويسرا ومعظم أنحاء أوروبا منذ 250 عاما.
مخاطر الدفيئة
ويقول الخبراء، إن انسلاخ كتلة هامة من الصخور على ارتفاع 3400 متر عن أحد سفوح الألب، يعكس ارتفاع حرارة الجو بطريقة أدت لتسخين طبقة الجليد الأبدي الذي يشد تلك الكتل الصخرية العظيمة ببعضها البعض منذ آلاف السنين.
ومن الصدف أن يتزامن هذا الحدث مع حدث آخر هام يؤشر على مخاطر ظاهرة الدفيئة في سويسرا، يتمثل في انشقاق كتلة كبيرة من جلادة غريندِلفالد Grindelwald المعروفة بمرتفعات برن وانزلاقها في الأودية المجاورة دون تسبيب أية ضحايا أو خسائر إنسانية لحسن الحظ، بفضل الإنذار المبكر لأهالي تلك المناطق.
ويقول السيد ولفريد هيبرلي Wilfried Haeberli أستاذ العلوم الجغرافية وطبقات الأرض بجامعة زيوريخ، إن تسخين الطبقات الجليدية اللاحمة للكتل الصخرية في جبال الألب، وتسخين الجلادات الأبدية في تلك المرتفعات، يزيدان من مخاطر الانهيارات الصخرية والجليدية في تلك المناطق التي ستتعرض مستقبلا أكثر من غيرها لمضاعفات ظاهرة الدفيئة.
إعادة النظر في السياسات
ويقول المراقبون إن جبل سيرفان، معروف منذ القدم بأنه من الجبال القابلة للتفتت أو التقشر بسبب تركيبته الصخرية الرملية في الغالب. لكن أحدا لم يكن يتوقع انهيار كتلة كبيرة دفعة واحدة من سفوح تلك الأكمة الشاهقة، حيث لا تزيد درجة الحرارة عن الصفر المئوية، إلا في حالات نادرة.
إلا أن ظاهرة الدفيئة لا تنعكس في تصعيد مخاطر الانهيارات الصخرية والجليدية في المرتفعات فحسب، وإنما في تصعيد كثافة الأوزون في الطبقات السُفلى من الجو أيضا.
ويقول الخبراء، إن ارتفاع حرارة الجو إلى 30 درجة مئوية أو أكثر لمدة طويلة أدى لتراكم كميات من الأوزون في الطبقات السُفلى من الجو زادت 800 مرة هذا العام عن الحد الأقصى المُتفق عليه في سويسرا، حسب الدائرة الفدرالية السويسرية للبيئة والغابات والمناظر الطبيعية.
وتقول الدائرة في بيانها الأخير، إن التجاوز المتكرر بهذه الشِدة للحد الأقصى من كثافة الأوزون في الجو، يقيم الدليل على ضرورة إعادة النظر مجددا في سياسات الحفاظ على نقاوة الهواء ونظافته من الغازات الصناعية في سويسرا.
جورج انضوني – سويس إنفو
فوجئ سبعون متسلقا من متسلقي الجبال صبيحة الثلاثاء، بانهيار بضع مئات الأمتار المكعبة من الصخور التي قطعت طريق الرجعة عليهم، في نقطة تقع على ارتفاع ألف متر تحت قمة جبل ماتيرهورن أو سيرفان الشهير في مرتفعات الألب السويسرية.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.