مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

حماس: تهديد ترامب لشعبنا يشكل دعما لنتنياهو للتنصل من اتفاق غزة

reuters_tickers

من نضال المغربي

القاهرة (رويترز) – قالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يوم الخميس إن تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتكرر للفلسطينيين يشكل دعما لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتنصل من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتشديد الحصار على الفلسطنيين في القطاع.

وطالب ترامب حماس يوم الأربعاء عبر منشور على موقع للتواصل الاجتماعي “بإطلاق سراح جميع الرهائن الآن، وليس لاحقا” بما في ذلك تسليم رفات القتلى منهم “وإلا فإن الأمر سينتهي بالنسبة لكم”.

وجاءت تهديدات ترامب في اليوم الذي وردت فيه أنباء عن إجراء مبعوث من الإدارة الأمريكية محادثات سرية مع حماس، في خطوة تشير إلى التخلي عن سياسة أمريكية استمرت لعقود بعدم التفاوض مع الحركة التي تعتبرها واشنطن منظمة إرهابية.

وقال المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القانوع في رسالة نصية لرويترز “تهديد ترامب المتكرر ضد شعبنا يشكل دعما لنتنياهو للتنصل من الاتفاق وتشديد الحصار والتجويع بحق شعبنا”.

وأضاف “المسار الأمثل لتحرير باقي الأسرى الإسرائيليين دخول الاحتلال لمفاوضات المرحلة الثانية وإلزامه بالاتفاق الموقع برعاية الوسطاء”.

ويتضمن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي دخل حيز التنفيذ في يناير كانون الثاني، إطلاق سراح الرهائن المتبقين خلال مرحلة ثانية تشمل التفاوض على خطط إنهاء الحرب.

وانتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار يوم السبت وفرضت إسرائيل منذئذ حصارا كاملا على جميع البضائع التي تدخل غزة، وطالبت حماس بإطلاق سراح الرهائن المتبقين دون بدء مفاوضات إنهاء الحرب.

ويقول الفلسطينيون إن الحصار قد يؤدي إلى مجاعة بين 2.3 مليون نسمة يعيشون وسط الأنقاض في قطاع غزة.

وأطلق ترامب تهديداته الجديدة بعد لقاء في البيت الأبيض يوم الأربعاء مع مجموعة من الرهائن الذين تم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وقال ترامب “سأرسل لإسرائيل كل ما تحتاجه لإنجاز المهمة، ولن يكون أي عنصر من حماس في مأمن إذا لم تفعلوا ما أقوله”.

وتابع “وأيضا، لشعب غزة: هناك مستقبل جميل ينتظر، لكن ليس إذا احتجزتم رهائن. إذا فعلتم ذلك، فأنتم أموات! اتخذوا موقفا ذكيا. أطلقوا سراح الرهائن الآن وإلا فسيكون الثمن جسيما لاحقا”.

وفي كلمة نقلت عبر التلفزيون، قال أبو عبيدة المتحدث باسم الجناح العسكري لحماس “تهديدات العدو بالحرب والحصار إنها لن تحقق سوى الخيبة للعدو ولن تؤدي إلى الإفراج عن أسراه”

وأضاف “بل على العكس سينال أسرى العدو المتبقيين ذات المعاناة كما كل شعبنا وإننا نحذر عائلات أسرى الاحتلال وكل ما يعنيه الأمر بأن لدينا إثبات حياة حتى اليوم لما تبقى من أسرى العدو الأحياء وأي تصعيد على غزة سيؤدي غالبا إلى مقتل بعض أسرى العدو كما حدث من قبل في الكثير من الحالات”.

واتهمت إسرائيل حماس بقتل الرهائن الذين قالت الحركة إنهم لقوا حتفهم جراء غارات عسكرية إسرائيلية على غزة.

وتوقف القتال في غزة منذ 19 يناير كانون الثاني، وأطلقت حماس سراح 33 رهينة إسرائيلية وخمسة تايلانديين مقابل نحو ألفي سجين ومعتقل فلسطيني. وتعتقد السلطات الإسرائيلية أن أقل من نصف 59 رهينة متبيقين في غزة ما زالوا على قيد الحياة.

وفي مؤشر على هشاشة وقف إطلاق النار، قال مسؤولو صحة فلسطينيون إن ضربة جوية إسرائيلية قتلت رجلا في مدينة غزة يوم الخميس.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه رصد عددا من المشتبه بهم وهم يزرعون قنبلة في الأرض بالقرب من المكان الذي تعمل فيه القوات وضربهم للتخلص من التهديد.

وقالت سلطات الصحة في غزة إن الهجوم الإسرائيلي على القطاع تمخض عن مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني. وبدأ الهجوم بعد أن شن مسلحون بقيادة حماس هجوما على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 تقول إحصاءات إسرائيلية إنه أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.

* محادثات مع حماس

انتقد سكان غزة يوم الخميس تصريحات ترامب الأخيرة التي جاءت بعدما دعا إلى إعادة توطين سكان القطاع في أماكن أخرى وتطويره ليصبح “ريفييرا الشرق الأوسط”.

وقال أحمد سعيد، وهو من سكان خان يونس، إن دور ترامب كان من المفترض أن يكون “العمل أكثر في نشر السلام وتبادل الرهائن ما بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، وليس أن يلقي بالتهديدات واللوم والوعيد لأهالي قطاع غزة الذين يعانون ويعيشون الويلات جراء هذه الحرب”.

وأكد مسؤولون أمنيون مصريون لرويترز يوم الخميس أن محادثات جرت بين مبعوث ترامب وحماس وحضرها أيضا وسطاء مصريون وقطريون.

وردا على سؤال عن المحادثات، قال البيت الأبيض يوم الأربعاء إن المبعوث الأمريكي الخاص بشؤون الرهائن آدم بولر لديه تفويض بالتحدث مباشرة مع حماس.

وذكر مصدران مطلعان على المفاوضات أن بولر ومسؤولين من حماس اجتمعوا في الدوحة في الأسابيع القليلة الماضية. ولم يتضح من قد مثل حماس.

وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس إنه ليس لديه ما يضيفه إلى بيان مقتضب صدر مساء يوم الأربعاء وجاء فيه أن إسرائيل “عبرت للولايات المتحدة عن موقفها من المحادثات المباشرة مع حماس”.

وقال مسؤولان أمنيان مصريان لرويترز إن حماس أصرت خلال المحادثات على الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الأصلي.

وأضافت المصادر المصرية أن المحادثات انتهت بشكل إيجابي وتشير إلى انتقال قريب محتمل إلى مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق.

وتريد إسرائيل إطالة أمد وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، لكن دون التوصل إلى اتفاق نهائي مع حماس لإنهاء الحرب. وتريد حماس الانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار حتى يتفاوض الطرفان على إنهاء القتال.

وذكر المسؤولان المصريان أن القاهرة شددت على ضرورة الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار حتى نهاية الحرب لأن ذلك من شأنه أن يسهل تنفيذ الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة التي أقرها زعماء عرب في قمة لهم عقدت يوم الثلاثاء.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية