إشادة واسعة بالمصادقة الكونية على معاهدات جنيف
قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن توقيع دول العالم ال 194 على معاهدات جنيف هو بمثابة " إنجاز تاريخي".
إذ قال المدير القانوني بالمنظمة، فيليب شبوري لسويس إنفو إن هذا القبول العالمي للمعاهدات يعد لبنة هامة، ولكنه حذر من أن تطبيق تلك المعايير على مستوى العالم مازال حلما بعيد المنال.
أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الإثنين 21 أغسطس، عن أن دولتي ناورو والجبل الأسود وقعتا على معاهدات جنيف التي تعود للعام 1949. فالجزيرة الواقعة على المحيط الهادئ وقعت في 27 يونيو بينما وقعت دولة الجبل الأسود او مونتي نيغرو في الثاني من أغسطس.
وهذا ما دفع المنظمة الإنسانية التي يوجد مقرها في جنيف الى القول بأنها المرة الأولى في التاريخ المعاصر التي توقع فيها كل دول العالم على معاهدة دولية.
وتشكل معاهدات جنيف الأربعة والبروتوكولين الإضافيين الملحقين بها، أساس القانون الإنساني الدولي الذي تعد سويسرا راعية له. وهو القانون الذي يحدد كيفية حماية المدنيين والمقاتلين في أوقات الحرب وفي حالات الاحتلال.
وتشير اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن هناك 30 دولة لم توقع لحد الآن على البروتوكولين الإضافيين اللذين يعودان للعام 1977 واللذين يحميان المدنيين في الصراعات المسلحة حتى غير الدولية.
سويس إنفو أجرت بالمناسبة حديثا مع المدير القانوني بالمنظمة، فيليب شبوري.
سويس إنفو: لقد تمكنتم من تحقيق المصادقة العالمية فيما يتعلق بمعاهدات جنيف ولم تتمكنوا من ذلك فيما يتعلق بالبروتوكولين الإضافيين لماذا؟
فيليب شبوري: أولا لأن البروتوكولين الإضافيين حديثي العهد اولا. وثانيا هناك عدد من الدول ومن ضمنها دول كبرى ليست لديها اعتراضات كبرى على أغلب ما جاء في البروتوكولين، ولكنها تعارض إجراءا من أجراء، الأمر الذي يحول دون انضمامها.
ولكن إذا ما أخذنا بعين الإعتبار الذي يمكن فيه لمعاهدة أن تبلغ مستوى القبول العالمي، فإن هناك حظوظا لرؤية المزيد من الدول توقع وتصادق على هذين البروتوكولين.
سويس إنفو: لقد تم انتهاك مبادئ معاهدات جنيف بشكل متكرر أثناء الحرب في لبنان، فهل يعني ذلك أنكم تجدون صعوبة كبرى في التطبيق؟
فيليب شبوري : إنه لنجاح كبير أن توقع كل دول العالم على معاهدات جنيف، وبتوقيعها عليها تعهدت تلك الدول باحترامها وبفرض احترامها من قبل الغير. ولكن مع الأسف ان ذلك لم يمنع من ارتكاب انتهاكات بشكل متكرر في العديد من الصراعات الحديثة ولا اود ان أكتفي بصراع لبنان وحده.
ومن أكبر نقاط الضعف في هذه المعاهدات، افتقارها لآليات التطبيق. بالفعل هناك مؤسسات تمت إقامتها خلال العقود الماضية مثل المحكمة الجنائية الدولية التي أثارت بعض التفاؤل في تعزيز آليات تطبيق القانون الإنساني الدولي، ولكن هذا المسار بطئ للغاية. ولكن يجب القول أنه لو لم توجد هذه المعايير بالمرة لكان الوضع أكثر سوءا.
سويس إنفو: إذا كنتم اليوم قد حققتم عالمية قبول هذه المعاهدات فهل ستتمكنون من تحقيق عالمية تطبيقها؟
فيليب شبوري: قد يكون من السذاجة الاعتقاد بأنه في حال اندلاع حرب سيلتزم الجميع بمبادئ القانون الإنساني الدولي حرفيا ولو ان ذاك هو حلمنا جميعا. ولكن ما نأمل فيه هو ان يتم أثناء التدريبات العسكرية إعطاء مزيد من الاهتمام لجانب احترام القانون الإنساني الدولي، ولمعاقبة من يرتكبون انتهاكات لما تنص عليه تلك المعاهدات. وأعتقد بأن هذا التصور هو أكثر واقعية.
سويس إنفو: هل تعتقد بأن سويسرا التي تعد راعية لهذه المعاهدات، عليها أن تقوم بدور أكثر نشاطا للدفع لتطبيق هذه المعاهدات ؟
فيليب شبوري: ليس من حقي أن اقدم تصريحات عن معالم السياسة الخارجية السويسرية. فالبلد الراعي لمعاهدات جنيف ليست عليه أية التزامات للقيام بدور خاص. فلو رغبت الدولة المعنية القيام بذلك لكونها الراعية لتلك المعاهدات فإن ذلك يعود لها وحدها. وسويسرا حرة في اختيار مستوى الالتزام الذي يمكنها القيام به على المستوى الدولي لضمان احترام هذه المعاهدات.
سويس إنفو: مازالت الولايات المتحدة الأمريكية تمنع زيارة مبعوثي اللجنة الدولية للصليب الأحمر لأسرى المعتقلات السرية. إذا كانت القوة العظمى في العالم لا تلتزم بمبادئ معاهدات جنيف، ما هي الرسالة التي يمكنها بذلك إرسالها لباقي الدول؟
فيليب شبوري: إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ترغب في الوصول الى كل الأسرى والمعتقلين المحتجزين في الصراعات المسلحة. وقد تمكنت اللجنة الدولية من زيارة المعتقلين بشكل جيد في كل من العراق وأفغانستان وفي معسكر جوانتانامو. وهناك أيضا أوضاع لم تتمكن فيها اللجنة الدولية من زيارة بعض المعتقلين. والرسالة التي يمكن أن نفهمها هي أن كل ما نرغب في تحقيقه هو زيارة المعتقلين بدون أي استثناء. وهذه هي الرسالة الموجهة لباقي الدول.
أجرى الحوار : آدم بومون – سويس إنفو – جنيف
(ترجمه وعالجه محمد شريف)
هنري دينون هو مؤسس اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وقد تم التمهيد لذلك بمعاهدة جنيف الأولى التي تم اعتمادها في جنيف في 22 أغسطس 1864
وقد تمت مراجعة وتنقيح المعاهدات الأربع في عام 1949 لكي تشمل القوات المسلحة البحرية والبرية، وأسرى الحروب والمدنيين.
تمت إضافة بروتوكولين إضافيين في العام 1977 لحماية الضحايا في الصراعات الدولية وغير الدولية.
البروتوكول الثالث المعتمد في شهر يونيو من هذا العام، يتعلق بإضافة شارة إنسانية ثالثة في شكل ماسة ” أو كريستالة” حمراء.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.