سويسرا تُـودع يورو 2008 مرفوعة الـرأس
فاز المنتخب السويسري على نظيره البرتغالي مساء الأحد 15 يونيو في ملعب سان - جاك ببازل بهدفين مقابل صفر، في آخر مباراة له في بطولة أمم أوروبا لكرة القدم التي تحتضنها سويسرا إلى جانب النمسا.
لكن هذا الإنتصار المُستحق الذي صاحبه أداء جميل للاعبي كوبي كون لم يغير من واقع الأمر شيئا، لأن الفريق السويسري أُقصي من البطولة بعد هزيمته أمام كل من تشيكيا وتركيا. ثم إن تشكيلة الفريق البرتغالي كانت من “الدرجة الثانية” لخوض مقابلة شبه ودية بعد ضمانه التأهل للدور ربع النهائي.
كان السويسريون قد وعدوا ببذل أقصى ما في وسعهم للمرة الأخيرة للخروج من هذه البطولة الأوروبية مرفوعي الرأس، بانتصار أو، “أضعف الإيمان”، بتعادل. وقد وفوا بالعهد…
وكان الحظ حليفهم أحيانا (عندما اصطدمت الكرة البرتغالية مرتين على الأقل بعارضة المرمى السويسري أو عندما ألغي هدف برتغالي بدعوى تسلل قابل للنقاش)، لكن الحظ لم يكن دائما سيد الموقف إذ تميز أداء الفريق السويسري مساء الأحد بالفعل بقدر عال من العزيمة والشجاعة والحماس.
ولا شك أن هذه هي أفضل المقابلات الثلاث التي خاضها المنتخب السويسري في بطولة أمم أوروبا لكرة القدم “يورو 2008”. فبعد شوط أول متوسط الأداء من الجانبين والكثير من الفرص الضائعة، خاصة للسويسريين، حلت الدقيقة الحادية والسبعين التي غيـّرت مجرى المباراة، إذ سجل المهاجم آكان ياكين، التركي الأصل، الهدف الأول لصالح المنتخب السويسري على بعد 14 متر من مرمى الحارس بوفون بعد تمريرة من ديرديوك (السويسري التركي الأصل أيضا) ليعم حماس كبير في صفوف لاعبي كوبي كون والجمهور الذي كانت خيبة أمله كبيرة بعد الهزيمتين السويسريتين المتتاليتين أمام تشيكيا وتركيا.
وضاعف السويسريون التمريرات ومحاولات التسجيل الجميلة تألق فيها بشكل خاص إينلير بتسديدات قوية ومركزة هددت المرمى الإيطالي أكثر من مرة. وفي الدقيقة 82، أهدى ياكين هدفا ثانيا لفريقه وجمهوره على إثـر ضربة جزاء رائعة هزمت الحارس الإيطالي بوفون. ولئن كانت تلك اللحظات ساحرة… فإنها تركت طعم مرارة لدى الجمهور السويسري الذي مازال يتساءل: لـماذا لم “يستيقظ” فريقه باكرا؟
وعلى إثر المباراة، صرح ياكين الذي سجل الأهداف السويسرية الثلاثة في يورو 2008: “إن هذا الانتصار مُستحق. لقد قدمنا ثلاث مقابلات جميلة وكرة قدم جيدة لجمهورنا. كانت مباراة جميلة لتوديع مُحبـّينا. لقد كنا تُعساء حقا خلال المبارتين الأولتين. لم نكن في واقع الأمر أقل مستوى من التشيكيين أو الإيطاليين”.
لاعبو الفريق السويسري لم يودعوا جمهورهم فحسب، بل أيضا مدربهم كوبي كون الذي قادهم للمرة الثالثة والسبعين و… الأخيرة؛ إذ سيحل مكانه الألماني أوتمار هيتسفيلد. وبعد نهاية المقابلة، حمل اللاعبون لافتة كُتب عليها “شـُكرا كوبي” وحضنوه بحرارة الواحد تلو الآخر.
من جهته، قال مستشار سويس انفو، أومبيرتو باربيريس خلال يورو 2008: “إن هذا الانتصار السويسري إنجاز جيد بالنسبة للاعبين والمدرب وهذا الجمهور الرائع المُستعد دائما للعفو عما سلف. كما إنه إنجاز جيد بالنسبة للبلد المنظم للبطولة”.
تشكيلة برتغالية من “الدرجة الثانية”
لكن الحديث عن الانتصار المُستحق لسويسرا في مباراة الأحد دون الحديث عن تشكيلة الفريق البرتغالي الذي خاض هذه المباراة لن يكون منطقيا. صحيح أن أداء الفريق السويسري كان جيدا وكاد يُنسي الجمهور الوجه الذي ظهر به منتخبهم في اللقاءين الأولين، لكنه لم يواجه الفريق البرتغالي الذي هزم الأتراك والتشيكيين.
ففي آخر مباراة لسويسرا ضمن المجموعة الأولى “A” من بطولة كأس أمم أوروبا لكرة القدم “يورو 2008″، أقدم المُدرب كوبي كون على تغييرين فقط في فريقه الذي خاض المباراة الأخيرة ضد تركيا وانهزم خلالها بهدفين مقابل واحد.
في المقابل، وكما كان مُتوقعا، فضل مدرب المنتخب البرتغالي، البرازيلي لويز فيليبي سكولاري، أن يريح معظم لاعبيه الذين شاركوا في المقابلتين الأولتين اللتين ضمنوا خلالهما التأهل للدور الربع النهائي بعد أن فازوا على تركيا بهدفين مقابل صفر وعلى تشيكيا بثلاثة أهداف مقابل واحد.
التغييران اللذان قام بهما كوبي كون هما إدخال حارس المرمى باسكال تسوبيربولر (37 عاما) الذي كان قد فقد موقعه كحارس رئيسي للفريق لفائدة دييغو بيناليو في بداية هذا العام، واستبدال برانكيلو بارنيتا المُصاب بيوهان فونلانتن في الجناح الأيسر. وكان بارنيتا قد خاض المقابلتين ضد تشيكيا وتركيا، لكنه لم يتمتع بلياقة كاملة بسبب إصابة في الكاحل في شهر مايو الماضي.
أما آكان ياكين، فقد احتفظ بموقعه كمهاجم إلى جانب إيرين ديرديوك، بعدما أبعدت الإصابة كلا من أليكساندر فراي، أفضل مهاجم سويسري على الإطلاق، وماركو شتريلير من البطولة.
من جهته، ترك سكولاري النجم كرستيانو رونالدو وسبعة لاعبين آخرين في المقاعد الاحتياطية لتفادي الإصابة واستعادة القوى لمواصلة المشوار في الربع النهائي من البطولة. وقد اختار سكولاري عوضا عنهم: برونو ألفيس وفيرناندو ميرا، وميغيل، وراوول ميريليس وميغيل فيلوزو وناني وريكاردو كواريسما وهيلدير بوستيغا.
واستفاد من تلك الاستراحة إلى جانب رونالدو، خوسي بوسينغوا، ريكاردو كارفالو، أرماندو بوتي، جواو موتينو، ديكو، نونو غوميس وسيماو باربوزا. وقد استحق الفريق البرتغالي هذا القسط من الراحة بعدما تقدم ترتيب المجموعة الأولى بست نقاط. أما سويسرا، فتخوض في الواقع مباراة “شكلية” لأنها أقصيت بعد من البطولة بعد هزيمتها الثانية أمام تركيا.
وتحاول البرتغال، التي لم تفز بعد ببطولة كبرى، ضمان تأهل ثان للدور النهائي بعد الإنجاز الذي حققه في بطولة أمم أوروبا 2004 بخوضه مقابلة النهاية في عقر داره ضد اليونان التي هزمته.
الفريقان الآخران في المجموعة الأولى، تركيا والجمهورية التشيكية، تقابلا في جنيف مساء الأحد أيضا في نفس الوقت، وكانت النتيجة مفاجئة إذ فازت تركيا بثلاثة أهداف مقابل اثنين بعدما كان التشيكيون متقدمين بهدفين لصفر. لكن الأتراك نجحوا في قلب الموازين والتأهل للدور الربع النهائي حيث ستواجهون كرواتيا في فيينا.
سويس انفو مع الوكالات
مباراة سويسرا/البرتغال، مجموعة “A”، بطولة أمم أوروبا لكرة القدم “يورو 2008”:
سويسرا: 18-باسكال تسوبيربولير؛ 5-ستيفان ليشتستاينير؛ 20-باتريك مولير؛ 4- فيليب سانديروس؛ 3-لودوفيك مانيان؛ 19-فالون بيرامي؛ 15-غيلسون فيرنانديس؛ 8-غوكان إينلير؛ 22-يوهان فونلانتن؛ 10-آكان ياكين؛ 12-إيرين ديديوك.
البرتغال: 1-ريكاردو؛ 13-ميغيل؛ 15-بيبي؛ 3-برونو ألفيس؛ 2-باولو فيريرا؛ 5-فيرناندو ميرا؛ 18-ميغيل فيلوسو؛ 6-راوول ميريليس؛ 19-ناني؛ 17-ريكاردو كواريسما؛ 23-هيلدير بوستيغا.
(الحكم: كونراد بلاوتس – النمسا)
خسر الفريق السويسري أمام تركيا بهدفين مقابل واحد مساء الأربعاء 11 يونيو في بازل. وتعني هذه الهزيمة بعد الخسارة التي مُني بها الفريق في المقابلة الإفتتاحية للبطولة أمام تشيكيا (1 – 0) يوم 7 يونيو إقصاء سويسرا من السباق.
لعب المنتخب السويسري يوم الأحد 15 يونيو مقابلة “شكلية” أمام البرتغاليين الذين ضمنوا بعدُ ترشحهم للدور الربع النهائي بعد تحقيقهم لفوزين متتاليين.
يضع هذا الإنسحاب من بطولة أمم أوروبا نهاية لعهد المدرب كوبي كون على رأس المنتخب الوطني السويسري وسيحل مكانه الألماني أوتمار هيتسفيلد.
تشارك سويسرا والنمسا آليا في بطولة الأمم الأوروبية، بوصفهما البلدين المنظمين للدورة التي تجري منافساتها بين 7 و29 يونيو 2008.
وتحتضن أربعة مدن سويسرية (بازل وزيورخ وبرن وجنيف)، وأربعة مدن نمساوية (إنسبروك وكلاغنفورت وسالسبورغ وفيينا)، اللقاءات الحادية والثلاثون التي ستجري ضِـمن البطولة.
وتلعب سويسرا مبارياتها في بازل، ومن المنتظر أن يكلِّـف تنظيم البطولة الخزينة السويسرية 182.1 مليون فرنك، تبلغ مساهمة الحكومة المركزية منها 82.78 مليون فرنك.
أما المقابلات السويسرية في بازل فهي كالتالي:
سويسرا ضد تشيكيا (السبت 7 يونيو، على الساعة 18.00) انهزمت فيها سويسرا بهدف مقابل صفر.
سويسرا ضد تركيا (الأربعاء 11 يونيو، على الساعة 20:45) انهزمت فيها سويسرا بهدفين مقابل واحد.
سويسرا ضد البرتغال (الأحد 15 يونيو، على الساعة 20:45) فازت فيها سويسرا بهدفين مقابل صفر.
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.