خبراء أمن غذائي: المجاعة الوشيكة في شمال غزة “احتمال قوي”
من لينا مصري وميشيل نيكولز
لندن/الأمم المتحدة (رويترز) – حذرت لجنة من الخبراء في الأمن الغذائي العالمي يوم الجمعة من “احتمال قوي بحدوث مجاعة وشيكة في مناطق” بشمال قطاع غزة، في وقت تواصل فيه إسرائيل هجومها العسكري على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وقالت لجنة مراجعة المجاعة، وهي لجنة مستقلة، في تحذير نادر “هناك حاجة للتحرك الفوري في غضون أيام وليس أسابيع من جميع الجهات الفاعلة المشاركة مباشرة في الصراع أو المؤثرة في مجراه لتجنب هذا الوضع الكارثي وتخفيف حدته”.
ويأتي هذا التحذير قبل أيام قليلة من انتهاء مهلة حددتها الولايات المتحدة لإسرائيل لتحسين الوضع الإنساني في غزة وإلا ستواجه قيودا محتملة على المساعدات العسكرية الأمريكية.
ولم ترد بعد بعثة إسرائيل لدى الأمم المتحدة في نيويورك على طلب للتعليق.
وقالت لجنة مراجعة المجاعة “إذا لم يتخذ أصحاب المصلحة النافذون إجراء فاعلا، فسيكون حجم هذه الكارثة الوشيكة على الأرجح أكبر بكثير من أي شيء رأيناه حتى الآن في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023”.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن ما بين 75 ألفا و95 ألف شخص لا يزالون في شمال غزة.
وقالت لجنة مراجعة المجاعة إن بالإمكان “افتراض وجود زيادة سريعة في المجاعة وسوء التغذية والوفيات المفرطة بسبب سوء التغذية والمرض ” في شمال غزة.
وأضافت “عتبة المجاعة ربما تم تخطيها بالفعل أو ربما (تحدث) في المستقبل القريب”.
وبدأت إسرائيل حملة عسكرية واسعة النطاق في شمال غزة الشهر الماضي. وقالت الولايات المتحدة إنها تراقب الوضع للتأكد من أن حليفتها، كما يظهر من تصرفاتها على الأرض، لا تنتهج “سياسة تجويع” في الشمال.
وتراجع لجنة مراجعة المجاعة النتائج التي توصل إليها مرصد الجوع العالمي وهو معيار معترف به دوليا يعرف باسم التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.
ويعرف التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المجاعة بأنها تصبح واقعا حين يعاني 20 بالمئة على الأقل من الناس في منطقة ما من نقص شديد في الغذاء، مع معاناة 30 بالمئة من الأطفال من سوء التغذية الحاد ووفاة شخصين من كل 10 آلاف يوميا بسبب الجوع أو سوء التغذية والمرض.
والتصنيف هو مبادرة تشارك فيها وكالات الأمم المتحدة وحكومات ومنظمات إغاثة وتضع معايير عالمية لقياس أزمات الغذاء.
وحذر التصنيف الشهر الماضي من أن قطاع غزة بأكمله معرض لخطر المجاعة، بينما وصف مسؤولون بارزون من الأمم المتحدة الأسبوع الماضي شمال قطاع غزة بأنه “في حالة كارثية” وأن الجميع هناك “معرضون لخطر الموت الوشيك بسبب المرض والمجاعة والعنف”.
وجاء في بيانات للأمم المتحدة أن كمية المساعدات التي تدخل غزة هبطت إلى أدنى مستوى في عام. ولطالما اتهمت الأمم المتحدة إسرائيل بعرقلة وتعطيل محاولات توصيل المساعدات، وخاصة إلى شمال غزة.
قال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون الشهر الماضي أمام مجلس الأمن إن المشكلة في غزة لا تكمن في نقص المساعدات وإن العام الماضي شهد وصول أكثر من مليون طن من المساعدات. واتهم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بالسطو على المساعدات.
ودأبت حماس على نفي الاتهامات الإسرائيلية بأنها تسرق المساعدات وتقول إن إسرائيل هي المسؤولة عن النقص.
وقال جان مارتن باور، مدير تحليل الأمن الغذائي والتغذية في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة لرويترز يوم الجمعة “المتوسط اليومي لعدد الشاحنات التي تدخل غزة في أواخر أكتوبر بلغ نحو 58 شاحنة يوميا… كنا نحصل على نحو 200 شاحنة يوميا في سبتمبر أيلول وأغسطس آب، وهذا انخفاض كبير حقا”.